لماذا ينبغي على المستثمرين تبنّـي الذكاء الاصطناعي في محافظهم الاستثمارية؟
AI بالعربي – متابعات
– اتسمت بداية عام 2024 بموجة من التكهنات بشأن مسار الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي التوليدي- والتي تراوحت بين التفاؤل والـحَـذَر.
– من ناحية أخرى، نشأ إجماع واضح على حقيقة مفادها أن الذكاء الاصطناعي يعمل بالفعل على إحداث تحول في المشهد الاستثماري.
– تُعتمد هذه التقنية سريعة التطور في جميع قطاعات الاقتصاد -ابتداءً من مصانع الإنتاج إلى المؤسسات المالية- ما يخلق فرصًا ومخاطر غير مسبوقة.
– ولتحقيق النجاح في هذه البيئة الجديدة، يجب على المستثمرين مواكبة التطورات، وهذا لا يعني زيادة فهمهم لآلية عمل الذكاء الاصطناعي فحسب، ولكن أيضًا ضمان تخفيف المخاطر الكبيرة، وخاصة تلك المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي.
– يُدرك المستثمرون أهمية اعتماد المبادئ والسياسات التي تضمن تطوير الذكاء الاصطناعي ونشره بطريقة صحيحة وموثوقة وآمنة وعادلة ومرنة وخاضعة للمساءلة وشفافة وقابلة للتفسير، وهو ما يُعرف بالذكاء الاصطناعي المسؤول.
– ومع ذلك، يجد العديد من الشركات والمستثمرين صعوبة في تحديد نقطة البداية، لا سيما في ضوء سرعة تطور الذكاء الاصطناعي التوليدي والبيئة التنظيمية والتجارية سريعة التغير.
– ويهدف دليل الذكاء الاصطناعي المسؤول للمستثمرين، وهو نتاج تعاون بين المنتدى الاقتصادي العالمي ومعهد سي بي بي لرؤى الاستثمارات، إلى رأب هذه الفجوة.
– وهو يوضح بأنه يمكن للمستثمرين، بل ويجب عليهم، تسخير أموالهم لتعزيز الذكاء الاصطناعي المسؤول في محافظ استثماراتهم المباشرة، وفي عملهم مع شركاء الاستثمار، وفي المنظومة ككل، كما أنه يقدم أدوات وأساليب عملية لمساعدتهم على القيام بذلك.
هل مجالس الإدارات والمستثمرون مهيؤون لاستخدام الذكاء الاصطناعي؟
– على الرغم من تقدم الذكاء الاصطناعي لعقود من الزمن، إلا أن الإثارة المحيطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي أدت إلى اندفاع أكثر حداثة نحو اعتماده.
– وفي استطلاع ماكينزي العالمي حول الذكاء الاصطناعي الذي أجري الشهر الماضي، قال 65% من المشاركين إن مؤسساتهم تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي بانتظام، أي ما يقرب من ضعف النسبة المئوية عما كانت عليه قبل 10 أشهر.
– وتوقع ثلاثة أرباع المشاركين في الاستطلاع أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تغييرات كبيرة أو اضطرابات في صناعاتهم في السنوات المقبلة.
– ومع ذلك فإن المديرين يواجهون صعوبة في الرقابة عليها، حيث حدد حوالي 36% من المديرين في توقعات حوكمة الرابطة الوطنية لمديري الشركات لعام 2024 الذكاء الاصطناعي باعتباره واحدًا من أكثر المجالات صعوبة في الحوكمة.
– ولابد أن تثير هذه الإحصائيات دهشة المستثمرين، الذين يعتمدون على مجالس الإدارة لتكون مسؤولة عن حوكمة الشركات بشكل عام.
الذكاء الاصطناعي المسؤول: رؤية استباقية
– تعد الحوكمة أمرًا بالغ الأهمية لضمان موازنة مجالس الإدارة بين النشر التنافسي للذكاء الاصطناعي ومخاطره المحتملة.
– ويعد الذكاء الاصطناعي المسؤول أداة قوية لتحقيق هذا التوازن، من خلال تحديد توقعات واضحة لمجالس الإدارة بناءً على مبادئ الذكاء الاصطناعي المسؤول، يمكن للمستثمرين معالجة المخاوف الأساسية.
– وفي إطار الذكاء الاصطناعي المسؤول، يجري تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها بطرق تتجنب المخاطر الاجتماعية وتحترم المعايير الأخلاقية والمتطلبات القانونية، ما يقلل من المسؤوليات المحتملة.
– على سبيل المثال، يمكن لإطار الذكاء الاصطناعي المسؤول الاستباقي منع الدعاوى القضائية والغرامات المكلفة الناجمة عن الفشل في الامتثال للوائح العالمية الناشئة مثل قانون الذكاء الاصطناعي للاتحاد الأوروبي.
– علاوة على ذلك، يمكن لحوكمة الذكاء الاصطناعي القوية أن توفر الحماية ضد الإخفاقات التكنولوجية.
– وقد توصلت إحدى الدراسات التي أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية إلى أن الشركات التي تعطي الأولوية لتوسيع نطاق برامج الذكاء الاصطناعي المسؤول الخاصة بها تواجه حالات فشل أقل في الذكاء الاصطناعي بنسبة 30% تقريبًا – أو الحالات التي تعمل فيها أنظمة الذكاء الاصطناعي بطريقة غير مقصودة تؤثر على الشركة أو الموظفين أو العملاء، أو المجتمع.
تعزيز المشاركة والثقة والقيمة
– تمتد مزايا الذكاء الاصطناعي المسؤول إلى ما هو أبعد من ذلك، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي المصممة مع أخذ المسؤولية في الاعتبار أن تعزز بشكل كبير ثقة العملاء وسمعة العلامة التجارية.
– تشير الأبحاث إلى أنه عندما يعرف العملاء أن الشركة تستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي، فإنهم يكونون أكثر عرضة للإقبال على العلامة التجارية، ومن المرجح أيضًا أن يصبحوا عملاء متكررين، ما يؤدي إلى نمو الإيرادات وتحقيق الربحية المستدامة.
– أخيرًا، خلصت الأبحاث التي أجرتها شركة باين أند كومباني إلى أن الشركات التي تتبع نهجًا شاملاً ومسؤولًا تجاه الذكاء الاصطناعي تجني أرباحًا مضاعفة جراء جهودها في هذا المجال.
– ولا يخشى قادة هذه الشركات المخاطر المحتملة، ولكنهم يستفيدون من الذكاء الاصطناعي من خلال تنفيذ حالات الاستخدام بشكل أسرع واعتماد تطبيقات متطورة.
– من خلال المشاركة والقيادة الاستباقية في مجال الذكاء الاصطناعي المسؤول، يمكن للمستثمرين دفع عجلة التطوير ونشر تقنيات الذكاء الاصطناعي المسؤول، ما يضمن أن تسهم هذه الابتكارات بشكل إيجابي في أداء الشركات وديناميكيات السوق.
كيف يمكن أن يبدأ المستثمرون؟ 3 خطوات سريعة
الخطوة 1: وضع التزامات الذكاء الاصطناعي المسؤول وتطبيق مبادئه وممارساته على العمليات الداخلية.
يجب على المستثمرين الذين يتطلعون إلى دمج الذكاء الاصطناعي المسؤول عبر محافظهم الاستثمارية أن يكونوا على دراية بالذكاء الاصطناعي المسؤول وتطبيقه على عملياتهم الخاصة.
يتضمن ذلك تحديد مبادئ وأولويات الذكاء الاصطناعي المسؤول الخاصة بهم، بما في ذلك المجالات التي لن يستثمروا فيها.
الخطوة 2: إجراء العناية الواجبة على الذكاء الاصطناعي المسؤول فيما يتعلق بالمحفظة الاستثمارية.
يجب على المستثمرين بذل العناية الواجبة لتقييم وضع الشركات وشركاء الاستثمار لتلبية مبادئ الذكاء الاصطناعي المسؤول.
الخطوة 3: التواصل مع الشركات والمديرين الخارجيين والمنظومة الأوسع.
إن العمل مع الشركات والجهات الفاعلة الأخرى يمكن أن يوسع من نفوذ المستثمرين ويساعدهم على تعظيم القيمة المستمدة من الذكاء الاصطناعي.