“صوت وصورة”: قسوة الذكاء الاصطناعي حين يدمّر السُمعة

41

AI بالعربي – متابعات

حصد مسلسل “صوت وصورة” منذ حلقاته الأولى اهتمام المشاهدين في مصر، محتلاً المركز الأول بقوائم المشاهدة عبر منصة “Watch IT” التي تعرضه، بجانب قناة “DMC”. وهو يعتمد حبكة درامية مشوّقة تتناول مخاطر الذكاء الاصطناعي وتغَوّل مواقع التواصل وقدرتها على التأثير في الرأي العام؛ ويعرض إشكالية التحرّش في مكان العمل من خلال الزوجة والأم الشابة “رضوى” (حنان مطاوع)، التي، وإنقاذاً لزوجها من الديون، تعمل في عيادة طبيب معروف يتحرّش لها، فتُبلغ عنه لئلا يُكرر جريمته مع أخريات، لتنقلب حياتها الهادئة رأساً على عقب، وتلوك الألسن سيرتها، وينتقدها الجميع بمَن فيهم أسرتها، وسط قرار الزوج طلاقها.

تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً في تأجيج القضية عبر مقاطع فيديو يستعين بها الطبيب لتشويه سُمعة المتّهمة، ويهتمّ الرأي العام بقضيتها، فتحاصرها الاتهامات، لا سيما بعد مقتل المتحرّش، فتُزجّ في السجن. يتصدّى محامٍ للدفاع عنها، ويشكّك في أدلة إدانتها التي يمكن تزييفها عبر تقنية الذكاء الاصطناعي. تتواصل أزمة البحث عن القاتل الحقيقي، والجميع في دائرة الشكوك؛ من زوجة الطبيب وابنه ومحاميته، وزوج المتّهمة، والممرضة العاملة في العيادة. تدور الأحداث في 30 حلقة، من بطولة نجلاء بدر، وصدقي صخر، وناردين فرج، ووليد فواز، وعمرو وهبة، وفدوى عابد، ومراد مكرم، وعدد كبير من الممثلين، أمام كاميرا المخرج محمود عبد التواب.

يؤكد المؤلّف محمد سليمان عبد المالك، أنه قدّم المسلسل بقالب درامي مبني على التشويق من خلال مشاركة الجمهور في البحث عن القاتل، لافتاً إلى أنّ العمل يشتبك مع هموم عدّة ومستجدات العيش اليومية، طارحاً تساؤلات مثل: “هل نحن مؤهلون للتعامل معها أم لا؟”. يضيف لـ”الشرق الأوسط” أنها “المرة الأولى التي تعرض فيها الدراما إشكالية التحرّش في مكان العمل”، وهو عمد إلى طرحها بشكل جدلي للتوصّل إلى سنّ تشريعات قانونية. يتابع: “عنوان المسلسل يوحي برسالته، وهي أنه لا حقيقة مؤكدة. وإنْ قُدِّمت أدلة بالصوت والصورة، فنحن في عصر يسهل فيه التزييف عبر تقنيات حديثة تحوّل البريء إلى متهم”.

يذكر عبد المالك أنّ المسلسل واجه تحديات عدّة لعرضه خارج الموسم الرمضاني، وتزامناً مع حرب غزة، ويرى أن تقديمه في 30 حلقة شكّل تحدّياً إضافياً، نافياً أن ينطوي على إطالة. من جهتها، ترى الناقدة ماجدة خير الله أنّ الحلقات الأولى بدت قوية ومتماسكة، فتحمّست لمتابعة المسلسل لطرحه قدرة الذكاء الاصطناعي على تزييف الحقائق. وتضيف لـ”الشرق الأوسط”: “العمل فقد إيقاعه في نصفه الثاني، وثمة حلقات لجأ فيها المؤلّف إلى تطويل غير منطقي، مثل مشكلة شقيقة البطلة التي عنّفها زوجها وشغلت مساحة كبيرة بعيداً عن الحدث الرئيسي، ما جعلني أتوقف عن متابعته”. وتؤكد خير الله أنه “كان من الأفضل تقديم العمل في 15 حلقة فقط، حفاظاً على سرعة إيقاعه البوليسي، ولاعتماده على جريمة يحاول فكّ لغزها، بدلاً من التطويل الذي ساد حلقات النصف الثاني منه”.

 

اترك رد

Your email address will not be published.