الذكاء الاصطناعي بين الفرص والتهديدات

42

علي محمد الحازمي

الحديث عن الذكاء الاصطناعي أصبح كثيرا في الآونة الاخيرة، وهذا الامر أجد أنه طبيعي لأننا نمر بهذا الامر في كل بداية ثورة صناعية، علما بأن الذكاء الاصطناعي ليس بجديد وظهر في الخمسينات الميلادية، ولكن الاهتمام به حديث العهد واعتبر أننا في بداية الطريق بمفهومه حديث يتبلور حاليا، ولكن أجد بان بداية الطريق فيه من التهويل الشي الكثير لدرجة من تحدث عنه بأن الذكاء الاصطناعي سوف يقضي على البشر من الوجود ووصلنا لدرجة التهويل، ونحن لازلنا نسلك بداية الطريق، وأجد إن هذا التهويل انطلق من بعض المنظمات لتخويف البشر ويركز على المنافسين، والانسان بطبعه يواجه كل شيء يجد أنه يهدد حياته ويجعلها في خطر وبالتالي يقومه لإيجاد الحلول للتهديدات المحيطة بالبيئة، وأيضا جذب انظار الافرار والمؤسسات إلى الذكاء الاصطناعي من أجل الدعاية وانتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل واسع وعميق بين البشر وبشكل متسارع من اجل الثروات.

هذا لا شك بأن له ايجابيات كثيرة منها اهتمام مراكز البحث العلمي وعمل المزيد من الأبحاث والدراسات من أجل الاستكشافات والابتكارات التي تخدم تقنية الذكاء الاصطناعي وبالتالي خدمة البشرية في كافة المجالات، والتي تساهم بتوافر الإرادة القوية والرغبة باتخاذ إجراءات تكون جريئة، وتحسين المرونة لدى المؤسسات بصورة استراتيجية، حول ما يتعلق بالاستجابة لكثير من الحالات الخاصة التي تحسن من الخدمات وجودتها، وبالفعل الان الكثير المنظمات بدأت تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في الكثير من اعمالها خصوصا المنظمات التي يتركز نشاطها في التقنية مثل ميكروسوفت وقوقل وغيرها من شركات التقنية، ولاشك من لا يواكب التقنية والمستجدات المعاصرة مصيره التخلف وعدم الاستمرار وبالتالي الخروج من حلبة المنافسة والخروج من السوق، ويجب علينا مواكبة العصر من اجل الاستمرارية بالتركيز على الابتكارات والاستكشافات العلمية. أنني من أحد المهتمين في الذكاء الاصطناعي وعملت بعض الابحاث والدراسات بهدف المعرفة لهذه التقنية، ووضعت تعريفا للذكاء الاصطناعي لكي يسهل فهمه وهو: الذكاء الاصطناعي ذكاء الآلة والتقنية الذي يعتمد على الذكاء البشري في صناعة الذكاء الاصطناعي من أجل تحسين الخدمات بكفاء وفاعلية أكبر.

واقول للجميع بأن يطمئن فالسعودية سباقة في استخدام التقنية منذ عهد الملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله إلى يومنا هذا عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، فولي العهد الامير محمد بن سلمان حفظه لديه اهتمامات كبيرة جدا بالذكاء الاصطناعي من أجل خدمة الإنسان السعودي في كافة المجالات، حيث ولله الحمد من الأمور الاستباقية إطلاق الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي مؤخرا لكي تكون السعودية متصدرة عالميا في الابتكارات العلمية، وفي التقنية عموما لخلق آفاق غير محدودة واستخدام التقنية بصورة مثلى، ومشاركة المجتمع الدولي والعالمي، وتجنيب العالم مضار التقنية، والجلب للعالم الكثير من الفوائد الضخمة، وبالتالي خدمة البشرية في كافة المجالات وجعل الحكومات والمنظمات والمدن والجامعات المنازل ذكية، والاستفادة القصوى من التقنية، حيث تعتبر مدينة نيوم من أحد المدن العالمية التي تتميز بالذكاء الاصطناعي منافسة المدن العالمية، وايضا في التخطيط الجديد السعودية حاسبة حساباتها بأن تكون المدن ذكية تعتمد على الخدمات الذاتية الذكية في كافة المجالات من أجل الرفع من جودة الحياة واستدامته وأن تستفيد منه الأجيال القادمة.

طبعا نعود الى عنواننا الرئيس الذي هو الذكاء الاصطناعي بين الفرص والتهديدات، ومن حكمة الله بأن جعل كل شيئا في هذه الدنيا الواسعة له منافع ومضار، وجعل في المحيط البشري فرص وتهديدات، ويجب استغلال الفرص من أجل خدمة البشرية، والتحوط ووضع الحلول وتجنب التهديدات التي تحيط بنا والتي من طبعتها أنها متغيرة ومتجددة بالتحديات، ويجب تحويلها إلى فرص ونقاط قوة تخدم ما نهدف ونصبوا إليه من استكشافات وابتكارات تحفزها الفرص والتهديدات، والتهديدات تعتبر من ضمن التحديات التي تواجه الإنسان والتي يجب علينا مواجهتها بأسلوب علمي رصين، والسعودية زاخرة بالعلماء البارزين في كافة المجالات العلمية ولها علاقات واسعة مع العلماء على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.

طبعا لدينا العديد من الفرص في مجال الذكاء الاصطناعي والتي يحب استغلالها بصورة مثلى، ومن هذه الفرص الذكاء الاصطناعي يسرع من عمليات الاستكشافات والابتكارات، ومتوقع مستقبلا خروج العديد من الاستكشافات والابتكارات الذكية التي سوف تخدم البشرية على مستوى العالم وبشكل متسارع، أيضا الذكاء الاصطناعي يسهل من عمليات اتخاذ القرارات باستخدام الالية، وهذا يوفر لنا الكثير من الجهد والمال والوقت، أيضا من الفرص يجعل مُدننا وجامعتنا ومنازلنا وغيرها ذكية مساهمة في تقديم خدمات ذات جودة عالية للبشرية، ومن الفرص للذكاء الصناعي المساهمة في عملية التقييم والرقابة الاستراتيجية، كذلك من الفرص يسهل من عمليات التتبع، ويتخذ قرارات الشراء والبيع وتقديم التوصيات وهذا في عمليات التداول والأسواق المالية.

أيضا هناك فرص واعدة في الصناعات المتقدمة للمستثمرين في التقنية والذكاء الاصطناعي وفي صناعات الالية والروبوتات وقد تتشكل شراكات عالمية وتكتلات في هذ القطاع الحيوي والذي أجد له مستقبل واعد في السعودية بوجه خاص وفي العالم بوجه عام، واخيرا بالنسبة للفرص كثيرة وصعب لي تحديدها في مقالي هذا، ولكن الذكاء الاصطناعي في حالة استغلاله بصورة مثلى سوف يساهم في توفير العديد من الفرص وسوف يوفر الوقت والجهد والمال في كثير من الاعمال ويرفع من درجة القدرة التنافسية والمساهمة في التنمية المستدامة اذا احسن الاستخدام وتم استغلاه بصورة مثلى.

اما بالنسبة للتهديدات، لا شك أن هناك تهديدات ويجب أن نضع حلول استباقية لها وحكومتنا الرشيدة تولي هذا الجانب اهتماما كبيرا من أجل تحويل التهديدات الي فرص تخدم البشرية، ومن هذه التهديدات من الممكن أن يؤدِّي الذكاء الاصطناعي إلى الاستغناء عن الموارد البشرية وهذا من شأنه أن يُؤدِّي إلى زيادة نسبة البطالة بسبب الاعتماد التام على التقنية، ولكن ليس بدرجة التهويل الحالية التي تقول بأنه سوف يقضي على البشر، والتي ذكرنا أهدافها ودوافعها في بداية المقال، وايضا للمعلومية هناك نقص كبير في الموارد البشرية المتخصصة والمحترفة في الذكاء الاصطناعي نظرا لان هذا التخصص يعد حديثا وفي بداية المشوار.

ومن التهديدات للذكاء الاصطناعي ممكن أن يستخدم في عملية تضليل الرأي العام عبر استخدام الصوت والصورة بالإيحاء الفكري الكاذب والمضلل وسوف يصنع ثغرات أمنية تهدد المجتمعات العالمية، وهو فرصة كبيرة جدا للقضاء على الحسابات الوهمية ويجعلها تنقرض خصوصا اذا تم دعمها بالتشريعات والقوانين التي تجرم هذا السلوك الذي يهدد البشرية، وفي نفس الوقت سوف تصبح هناك فجوة ثقة بين البشر وبين الذكاء الصناعي ووسائل التواصل الاجتماعي وتصبح البشر لا تثق الا بوسائل التواصل الاجتماعي الرسمية والموثوقة مما يؤدي الى ذوبان حسابات التواصل الاجتماعي الوهمية والغير موثقة وانقراضها. هناك العديد من التهديدات التي يصعب على ذكرها جميعا في مقالي هذا حتى لا اطيل، ولكن أجد أن أهم حل من الحلول الذي استنتجته من دراستي في مجال الذكاء الاصطناعي وأجد انه جدا وفي غاية الاهمية هو التالي: (نحن في أمس الحاجة إلى ضرورة عمل حوكمة فعاله لتقنين استخدامات التقنية وخاصة الذكاء الاصطناعي وعملية مشاركة المعلومات وحكومتها والتسريع في هذا الامر).

 المصدر: مال

اترك رد

Your email address will not be published.