الذكاء الاصطناعي يسهل التعايش بين الحيوانات والبشر

خبراء يعتمدون في مراقبة الحياة البرية ودراستها على التكنولوجيا لإيجاد طرق تجنب البشر الصراع مع الحيوانات المفترسة

188

AI بالعربي – متابعات 

تتجول النمور بأعداد متزايدة في غابات الهند ونيبال، وتقترب أكثر من القرى، ما أطلق سباقا بين الناشطين البيئيين لإيجاد طرق لتجنب صراع بين الحيوانات والبشر، ويوفر الذكاء الاصطناعي هنا حلولاً بالاعتماد على تقنيات مصممة لاتخاذ قرارات تحاكي المنطق البشري.

ونشر خبراء من جامعة كليمسون في ولاية كارولينا الجنوبية في الولايات المتحدة ومن منظمات غير حكومية كثيرة، خلال الشهر الماضي، دراسة ترتكز إلى عملهم الذي يستند إلى استخدام كاميرات معززة بتقنية الذكاء الاصطناعي يقولون إنها تساعد في إحداث تغيير كبير في مجال حفظ النمور.

ووضع الخبراء أجهزة صغيرة في محيط حظائر في بلدين بجنوب آسيا، لحماية سكان القرى من الحيوانات المفترسة، وحماية هذه الحيوانات من الصيد الجائر.

وتشير دراستهم المنشورة في مجلة “بايوساينس” إلى أنّ نظام الكاميرات المسمى “تريل غارد” (TrailGuard) يمكنه التمييز بين النمور والأنواع الأخرى ونقل صور إلى حراس المتنزهات أو السكان في ثوان.

ويقول إريك دينرشتاين أحد معدي الدراسة لوكالة فرانس برس “علينا إيجاد طرق تمكّن البشر والنمور والحيوانات البرية الأخرى من التعايش مع بعضها”، متابعا “يمكن للتكنولوجيا أن تقدم لنا فرصة هائلة لتحقيق هذا الهدف بكلفة زهيدة جدا”.

وتلفت الدراسة إلى أنّ الكاميرات أظهرت فعالية بشكل سريع، إذ التقطت صورة لنمر على بعد 300 متر فقط من القرية، ورصدت فريقا من الصيادين.

ويكشف الخبراء أن النظام الذي اعتمدوه كان أول كاميرا تعمل بالذكاء الاصطناعي تحدّد صورة نمر وتنقلها، وتمكّنت من مسح الإنذارات الخاطئة، كمجموعة مارة من الخنازير أو أوراق أشجار متساقطة.

وتشكل الخطة التي اعتمدها الخبراء أحد المخططات التي تستند إلى الذكاء الاصطناعي في ما يتعلق بمراقبة الحياة البرية.

ويستخدم الباحثون في الغابون الذكاء الاصطناعي لفرز الصور التي تلتقطها الكاميرات ثم يحاولون إنشاء نظام تحذير للفيلة.

وتجرب الفرق في منطقة الأمازون المعدات القادرة على رصد أصوات المناشير والجرارات وغيرها من الآلات المُستخدمة في إزالة الغابات.

وكانت شركة غوغل تعاونت قبل أربع سنوات مع باحثين ومنظمات غير حكومية لجمع ملايين الصور من الكاميرات.

ويقوم المشروع المسمى “وايلدلايف إنسايتس” بأتمتة عملية تحديد الأنواع ووضع علامات على الصور، ما يوفر على الباحثين ساعات من العمل الشاق.

والمدافعون عن البيئة على غرار دينرشتاين الذي يقود أيضا فريق التكنولوجيا في منظمة “ريزولف” غير الحكومية، متأكدون من أن التكنولوجيا تساهم في قضيتهم.

ويتمثل هدفهم في ضمان أن تصبح 30 في المئة من الأراضي والمحيطات مناطق محمية بحلول عام 2030، وهو ما وافقت عليه عشرات الحكومات العام الماضي، على أن ترتفع هذه النسبة مستقبلاً إلى 50 في المئة.

ويتعيّن مراقبة هذه المناطق المحمية، كما من الضروري أن تتحرّك الحيوانات بأمان بينها.

كاميرات

ويقول دينرشتاين “هذا ما نسعى إلى تحقيقه، والعنصر المهم في الموضوع هو نظام الإنذار المبكر”، مؤكدا ما تمرّ به النمور وحجم التحدي الذي تنطوي عليه المسألة.

ودُمّرت موائل هذه الحيوانات في مختلف أنحاء آسيا، فيما انخفضت أعدادها في الهند إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 1411 نمرا في العام 2006، قبل أن تعاود الارتفاع بشكل مطرد إلى المستويات الحالية التي تبلغ نحو 3500. وفي منتصف القرن العشرين، كانت الهند موطنا لقرابة 40 ألف نمر.

ويقول جوناثان بالمر رئيس قسم تكنولوجيا الحفظ في “وايلدلايف كونسرفاتيف سوسايتي” التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا، وهو غير مشارك في الدراسة، إن “تريل غارد” له إمكانات مثيرة للاهتمام.

لكنّ بالمر الذي ساهم مع غوغل في تأسيس “وايلدلايف إنسايتس” يشير إلى أن الاستخدامات الأوسع للذكاء الاصطناعي في مسألة الحفظ لم تجر تسويتها بعد.

ويضيف “في معظم الحالات، لا يزال تحديد الأنواع من خلال تقنية الذكاء الاصطناعي في بداياته”. وتوصي منظمته غير الحكومية بالتحقق خارجا من أي تحديد للأنواع يتم بواسطة الذكاء الاصطناعي.

ويقول “لم يتم الاستنتاج بعد” ما إذا كان من الأفضل نشر الذكاء الاصطناعي في الكاميرات بالطبيعة أم عبر الخوادم أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة.

لكنّ دينرشتاين يعمل على توسيع نطاق نشر “تريل غارد” لتشمل عددا أكبر من الحيوانات، مضيفا “تتجول الفيلة خارج المتنزهات بصورة دائمة، ويُحتمل أن تقع هجمات كثيرة”.

ويلفت إلى أن هذه الحيوانات تدمر المحاصيل وتُحدث فوضى في القرى، ويمكن أن تتسبب في حوادث قطارات ومقتل العشرات سنويا، متابعا “ثمة فرصة كبيرة لتجنّب ذلك”.

اترك رد

Your email address will not be published.