AI بالعربي – متابعات
يدخل الذكاء الاصطناعي التوليدي عام 2026 عند لحظة حاسمة. فبعد صعود سريع وهائل، يواجه القطاع أسئلة حساسة حول مستقبل الاستثمارات، ومصير الوظائف، وقدرة الشركات على تجنّب سيناريو فقاعات التقنية السابقة.
هل يواجه القطاع أول إنذار لانفجار الفقاعة؟
تزايدت المخاوف خلال الأسابيع الأخيرة بعد خطوة وصفها خبراء بأنها مؤثرة جدًا. فقد باع مستثمرون كبار مثل “سوفت بنك” اليابانية والملياردير بيتر ثيل كامل حصصهم في أسهم شركة “إنفيديا” الأميركية. ويرى محللون أن هذه الخطوة قد تكون إشارة مبكرة على تراجع ثقة المستثمرين في دورة الازدهار الحالية.
تبدو الاستثمارات الحالية أكبر بكثير من الأرباح الفعلية. وتستثمر شركات التقنية العملاقة في شركات تعتمد على شراء الرقائق والخدمات من تلك الشركات نفسها.
ويخلق هذا الوضع حلقة اقتصادية هشة. ويمكن أن تنهار هذه الحلقة إذا حدثت اهتزازات اقتصادية قوية. ويذكّر هذا السيناريو كثيرًا بما حدث قبل انفجار فقاعة الإنترنت عام 2000.
وفي مقابلة مع “بي بي سي”، قال سوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لشركة “ألفابت”: “لن تنجو أي شركة، بما في ذلك نحن، إذا انفجرت الفقاعة”.
هل يقترب زمن اختفاء الوظائف الإدارية؟
تشهد سوق العمل تحولات عميقة. ويؤكد فيليب جيفرسون نائب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن الذكاء الاصطناعي يؤثر في قرارات الشركات المتعلقة بقواها العاملة.
وصرفت شركات تقنية كبرى آلاف الموظفين الإداريين خلال العامين الماضيين. ويعتمد ذلك على ارتفاع الإنتاجية بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي. لكن تقديرات الخبراء تختلف بشأن حجم التأثير وسرعته.
ويرى البعض أن التغييرات قد تصبح عميقة وقد تدفع الحكومات لاعتماد راتب أساس شامل. بينما يتوقع آخرون أن يكون التطور تدريجيًا. وتشير تقديرات “ماكينزي” إلى أن 30 في المئة من الوظائف الأميركية ستصبح مؤتمتة قبل عام 2030. وتقول شركة “غارتنر” إن الذكاء الاصطناعي سيخلق فرصًا جديدة أكثر مما سيلغي قبل عام 2027.
متى يصبح الذكاء الاصطناعي الخارق حقيقة؟
يختلف الخبراء حول موعد ظهور ذكاء اصطناعي يضاهي القدرات البشرية. ويرى داريو أمودي مؤسس “أنثروبيك” أن الذكاء الاصطناعي العام سيظهر بحلول 2026. بينما يتوقع سام ألتمان رئيس “OpenAI” الوصول إلى ذكاء قادر على اكتشافات علمية كبرى قبل عام 2028.
وتعطي شركة “ميتا” الأولوية لبناء ذكاء اصطناعي خارق. لكنها تواجه آراء معارضة داخلية. ويقول يان ليكون رئيس أبحاث الذكاء الاصطناعي الذي يستعد لمغادرة الشركة: “فكرة أن العبقرية يمكن تصنيعها داخل مركز بيانات هي مجرد هراء”.
وسائل الإعلام.. صناعة تقف أمام أكبر تحول منذ اختراع المطبعة
يشهد القطاع الإعلامي تغيرًا جذريًا. ويقول المستشار ديفيد كاسويل إن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمثل أكبر تحول في منظومة المعلومات منذ اختراع المطبعة.
وتعاني المؤسسات الصحافية بسبب أدوات جوجل وملخصاتها القائمة على الذكاء الاصطناعي. ويؤدي ذلك إلى انخفاض الزيارات ومن ثم تراجع عائدات الإعلانات.
وتتجه بعض المؤسسات لتحويل محتواها إلى منتج فاخر عالي القيمة مثل “ذي إيكونوميست” و”فاينانشيال تايمز”. بينما تعتمد مؤسسات أخرى على رفع الدعاوى أو عقد شراكات مثل شراكة “نيويورك تايمز” مع “أمازون”. كما وقعت وكالة الصحافة الفرنسية اتفاقًا مع “ميسترال” لحماية محتواها.
هل يتواصل غزو المحتوى الرديء؟
تتزايد الصور والمقاطع المزيفة المنتشرة على المنصات. وتنتج هذه المواد عبر أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي. وتظهر أمثلة يومية مثل دببة تقفز على الترامبولين أو مدن تنفجر في مقاطع “تيك توك”. وغالبًا ما يعتقد المستخدمون أن هذه المقاطع حقيقية.
وتحاول المنصات وضع علامات على المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي. لكن حجم التدفق يجعل السيطرة شبه مستحيلة.
شركات التقنية تتجه إلى الأتمتة.. و”HP” تسرّح 10% من موظفيها
أعلنت شركة “HP” الأميركية خطة إعادة هيكلة واسعة تشمل تسريح 10 في المئة من موظفيها. وتستهدف الشركة رفع الكفاءة عبر الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي.
وتقول الشركة إنها ستقلل بين 4000 و6000 وظيفة قبل نهاية 2028. وتهدف إلى توفير مليار دولار سنويًا. ويأتي ذلك ضمن خطة لتحويل نموذج أعمال الشركة مع تغير الطلب في سوق أجهزة الكمبيوتر والطابعات.
ويقول الرئيس التنفيذي إنريكي لوريس إن الشركة سترفع أسعار أجهزتها. كما ستتعاون مع موردين جدد لتقليل تكلفة الحوسبة الذكية.
تغيرات أوسع في سوق العمل الرقمي
تؤكد تقارير حديثة أن الأتمتة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تؤثر بقوة في وظائف دعم العملاء وإدارة المحتوى وإدخال البيانات وبعض مهام البرمجة.
وتشير البحوث إلى أن الشركات تعيد توجيه مواردها نحو مبادرات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يتطلب إعادة فهم عميق لطبيعة العمل المستقبلي.








