ابتكار تقنية تجعل الذكاء الاصطناعي صديقًا للبيئة
AI بالعربي – متابعات
كشف باحثون من كلية سامويلي للهندسة في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس عن تقنية جديدة قد تطلق عصرًا جديدًا من الذكاء الاصطناعي التوليدي المستدام.
التقنية التي نشرت في دورية “Nature” تعتمد على البصريات بدلًا من الإشارات الكهربائية، ما يسمح بإجراء عمليات الحوسبة باستخدام الضوء بدل الإلكترونات التقليدية. هذه القفزة تعد واعدة في خفض استهلاك الطاقة وفتح المجال أمام توسيع نطاق أنظمة الذكاء الاصطناعي عالية الأداء.
سرعة الضوء وكفاءة الطاقة
الاعتماد على الفوتونات – جزيئات الضوء – يتيح سرعة هائلة تقارب 300 ألف كيلومتر في الثانية، مع إمكانية المعالجة المتوازية عبر أطوال موجية مختلفة. النتيجة هي زمن تنفيذ شبه لحظي وكفاءة طاقية عالية تقلل من الانبعاثات الكربونية والتكاليف، مقارنة بالنماذج التقليدية التي تتطلب مئات أو آلاف العمليات الحسابية المتكررة.
النموذج الجديد ينفذ العملية التوليدية في “تمرير واحد”، وهو ما يجعل إنتاج الصور أسرع وأكثر توفيرًا للطاقة.
مراحل النموذج الضوئي
النظام يعتمد على مرحلتين رئيسيتين: مرحلة الترميز الرقمي، حيث تترجم البيانات إلى صيغة قابلة للتعامل مع الضوء.
مرحلة التفكيك الضوئي، حيث تستغل خصائص الموجات الضوئية لإنتاج المخرجات مثل الصور بخطوة واحدة فقط.
بهذا الأسلوب تختصر آلاف الخطوات الحسابية في عملية بصرية واحدة تحافظ على جودة النتائج.
نتائج عملية واختبارات دقيقة
أظهرت التجارب أن النموذج البصري قادر على توليد صور فنية مستوحاة من أسلوب “فنسنت فان جوخ” باستخدام طول موجي واحد لكل صورة، مقارنة بنحو ألف خطوة حوسبية في النماذج التقليدية. النتائج جاءت على مستوى عالٍ من الجودة والدقة، ما يعزز فرص اعتماد التقنية في مختلف التطبيقات اليومية.
أمان وخصوصية مدمجة
النموذج الضوئي يوفر آلية أمان متقدمة عبر ترميز البيانات باستخدام أطوال موجية مختلفة لا يمكن فكها إلا عبر أسطح مادية متطابقة تعمل بمبدأ “المفتاح والقفل”. هذه الخاصية تفتح الباب أمام استخدامات جديدة في حماية الاتصالات الرقمية وضمان صعوبة اختراقها أو نسخها.
تطبيقات مستقبلية في الأجهزة المحمولة
يشير الباحثون إلى إمكانية دمج هذه النماذج البصرية في الأجهزة القابلة للارتداء مثل النظارات الذكية وسماعات الواقع المعزز، ما يجعل الذكاء الاصطناعي التوليدي حاضرًا في الزمن الحقيقي وأثناء التنقل. بذلك يصبح أقرب من الاستخدام المباشر في الحياة اليومية ويعزز من إمكاناته العملية.
تصريح الباحث الرئيسي
قال “أيدوغان أوزكان”، أستاذ الابتكار الهندسي بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: “عملنا يظهر إمكانية تسخير البصريات لأداء مهام الذكاء الاصطناعي التوليدي على نطاق واسع”، مضيفًا أن النماذج البصرية “تفتح الباب أمام أنظمة ذكاء اصطناعي تعمل بكفاءة عالية للطاقة ويمكن أن تُحدث تحولًا في التقنيات اليومية”.
خطوة استراتيجية لمستقبل مستدام
هذا التطور يمثل أكثر من مجرد ابتكار تقني، بل يعد مسارًا استراتيجيًا لمستقبل أكثر استدامة، إذ يوازن بين تقدم الذكاء الاصطناعي وحماية البيئة. ويطرح في الوقت ذاته تساؤلات حول مدى استعداد العالم لاعتماد هذه القفزة التكنولوجية التي قد تجعل الضوء لغة الحوسبة في القرن الحادي والعشرين.
