خبراء يحذرون: الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في الاستثمار يحمل مخاطر
AI بالعربي – متابعات
يشهد سوق الاستشارات المالية عبر الذكاء الاصطناعي طفرة متسارعة مع تزايد اعتماد المستثمرين الأفراد على أدوات مثل روبوتات الدردشة في بناء محافظهم الاستثمارية. وتشير التقارير الحديثة إلى أن واحدًا من كل عشرة مستثمرين يستخدم بالفعل تقنيات الذكاء الاصطناعي في قراراته المالية، فيما أبدى نحو نصف المستثمرين الأفراد استعدادهم للاعتماد على أدوات مثل ChatGPT وGemini في إدارة محافظهم، بينما أكد 13% منهم أنهم بدأوا مؤخرًا بالفعل في استخدامها.
طفرة في سوق الاستشارات المالية الرقمية
بحسب مؤسسة Research and Markets، من المتوقع أن ترتفع إيرادات سوق الاستشارات عبر الذكاء الاصطناعي من 61.75 مليار دولار في عام 2024 إلى نحو 471 مليار دولار في 2029، أي بزيادة تقارب 600%. هذا النمو يعكس التحول الكبير في طبيعة تقديم الاستشارات المالية، حيث أصبح بإمكان المستثمرين الأفراد الوصول إلى أدوات تحليل واختيار الأسهم كانت في السابق مقتصرة على البنوك الكبرى والمؤسسات الاستثمارية.
أداء يتفوق على الصناديق التقليدية
البيانات الأخيرة أظهرت أن بعض الصناديق الاستثمارية القائمة على الذكاء الاصطناعي حققت عوائد لافتة، إذ تمكن صندوق استثماري يعتمد على ChatGPT من تسجيل عائدات بلغت 55% خلال آخر 600 يوم تداول، مقارنة بـ36% فقط حققتها الصناديق الاستثمارية العشرة الأكثر شعبية في المملكة المتحدة.
المخاطر المحتملة في الاعتماد الكامل
ورغم هذه المكاسب، يحذر الخبراء من أن الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي لا يخلو من المخاطر. فاختيار الأسهم قد يكون عرضة للأخطاء نتيجة غياب الخبرة المالية لدى بعض المستخدمين، كما أن هذه النماذج لم تصل بعد إلى مستوى يتيح تقديم استراتيجيات واضحة للحد من الخسائر في حال وقوع أزمات مالية جديدة.
الذكاء الاصطناعي يغير قواعد اللعبة
في هذا السياق، قال كبير استراتيجيي الأسواق في شركة “Squared Financial”، نور الدين الحموري، إن الذكاء الاصطناعي لا يمثل ثورة في الأتمتة فحسب، بل يغير أيضًا طبيعة التداول والاستثمار، لاسيما عبر تسهيل المهام اليومية للمحللين والمتداولين بشكل ملحوظ.
وشدد الحموري، في تصريحات إعلامية، على أن الذكاء الاصطناعي يتفوق على المتداولين من البشر في جانب رئيسي هو العاطفة، حيث إن العاطفة، خصوصًا عند الخسارة، كثيرًا ما تؤدي إلى قرارات خاطئة، وهو ما لا يعاني منه الذكاء الاصطناعي.
فعالية تعتمد على البيانات الحية
أوضح الحموري أن فعالية الذكاء الاصطناعي ترتبط بشكل كبير بكيفية استخدامه، مشيرًا إلى أن أغلب المستخدمين يكتفون بطرح أسئلة بسيطة، بينما الاستخدام الأمثل يكون عبر ربطه ببيانات السوق الحية وتحليلها في الوقت الفعلي. وأضاف أن التطورات التكنولوجية مثل تقنية WebSocket أصبحت تمكن الذكاء الاصطناعي من تحليل البيانات فور صدورها واتخاذ قرارات سريعة في أقل من ثانية.
تحديات تنظيمية وأخلاقية
في الوقت نفسه، حذر الحموري من أن الاعتماد على بيانات الماضي وحدها لا يكفي لبناء استراتيجيات ناجحة مستقبلًا، مؤكدًا على ضرورة الاستناد إلى البيانات الحالية وتحليلها بشكل فوري. كما أشار إلى المخاطر المحتملة، مثل التلاعب بالأسواق إذا ما استُخدمت هذه التقنيات بطرق غير أخلاقية، وهو ما يفرض تحديات كبيرة على الهيئات التنظيمية لضبط هذا التطور المتسارع.