الذكاء الاصطناعي يهدد وظائف تقليدية في السوق الأميركية
AI بالعربي – متابعات
كشف تقرير حديث صادر عن مجموعة بنك أوف أميركا أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل ملامح سوق العمل الأميركية خلال السنوات المقبلة، مع ارتفاع المخاطر على بعض المهن بشكل يفوق غيرها، خصوصًا تلك التي تتسم بالتكرار والروتين سواء في الأعمال اليدوية أو المعرفية.
وظائف الوجبات السريعة والتجزئة في صدارة المخاطر
أوضح التقرير أن عمال الوجبات السريعة وموظفي الكاونتر وبائعي التجزئة والصرافين يقفون في مقدمة قائمة الوظائف الأكثر عرضة للتأثر بالأتمتة. فقد بدأت أنظمة الدفع الذاتي والأكشاك الرقمية تحل تدريجيًا محل هذه الفئات، حيث تسجل معدلات تعرض تزيد على 4%، وهي نسبة تفوق معظم القطاعات الأخرى.
تهديد للوظائف الخدمية اليومية
لم تقتصر التأثيرات على قطاع التجزئة، بل امتدت إلى وظائف خدمية أخرى مثل ممثلي خدمة العملاء، وعمال النظافة، وكتبة المخزون، إذ باتت أنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على إدارة الجداول الزمنية، وتنظيم الخدمات اللوجستية، ومتابعة سير العمل بكفاءة عالية. كما أن سائقي الشاحنات الثقيلة ومدبري المنازل يواجهون بدورهم خطر التراجع مع التوسع في تقنيات القيادة الذاتية والروبوتات الذكية.
المهن البيضاء تحت ضغط متزايد
ورغم أن المهن ذات الياقات البيضاء أقل تعرضًا في الوقت الراهن، إلا أن المحامين ومساعديهم ومسؤولي القروض والمتخصصين في العلاقات العامة يظهرون في أسفل قائمة المخاطر. ومع ذلك، فإن قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل الوثائق القانونية وإعداد التقارير والتعامل مع البيانات المالية توحي بزيادة الضغوط على هذه المهن مستقبلًا. كما يشمل التهديد معدي الضرائب ومسوقي الهاتف وحتى الصحفيين مع صعود أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية.
فرص وكفاءات جديدة رغم التحديات
يشدد تقرير بنك أوف أميركا على أن الذكاء الاصطناعي لن يكون مجرد عامل إزاحة للعمال، بل يمثل أيضًا فرصة لتعزيز الكفاءات وخلق مسارات جديدة للنمو. إذ تستفيد الصناعات من قدرات التجميع المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بينما توظف المؤسسات المالية هذه التقنيات بالفعل في مجالات مثل اكتشاف الاحتيال ومراقبة المخاطر. ومع ذلك، يحذر التقرير من أن الانتقال نحو هذا الواقع الجديد لن يكون سلسًا، ما يستدعي خططًا دقيقة للتأقلم وضمان توزيع عادل للفوائد.