ChatGPT4.. إصدار جديد من برامج الذكاء الاصطناعي يظهر قدرات أكثر تطورًا فما السر؟
AI بالعربي – متابعات
يبدو أن العالم بات على موعد جديد كل يوم مع ابتكارات عالم الذكاء الاصطناعي التي لا تنتهي، فبعد أشهر معدودة فحسب على الضجة التي أثارها إطلاق برنامج “شات جيبيتي 3.5″، سرعان ما أعلنت شركة “أوبن.إيه.آي” المدعومة من مايكروسوفت عن نسخة جديدة من برنامجها للذكاء الاصطناعي يصفها الخبراء بالأكثر قوة وتطورا بل ويقولون إنها تقدم أداء مبهرا.
يقول الخبراء إن نموذج “جي.بي.تي 4” يقدم مجموعة من التحسينات عن نسخته السابقة، ويشمل ذلك المزيد من القدرات الإبداعية والتفكير المنطقي، والأداء الأقوى عبر لغات متعددة، والقدرة على قبول مدخلات مرئية، وإمكانية التعامل مع المزيد من مدخلات النصوص بشكل ملحوظ.
وكشفت نتائج قدمتها الشركة المبتكرة للنظام أن محكمين أفرادا فضلوا نتائج “شات جي.بي.تي 4” على النسخة الأكثر تقدما من النظام السابق “شات جي.بي.تي 3.5” في حوالي 61% من الوقت.
متعددة الوسائط
يشير مستخدمو النظام إلى أن أبرز إمكانيات النسخة الجديدة أنها متعددة الوسائط مما يعني أن بإمكانها إنشاء محتوى من أوامر تتضمن نصوصا وصورا.
ويشكل هذا تقريبا الفارق الأساسي بين النسخة الجديدة وبين الإصدار السابق الذي كان يستقبل أوامر نصية فحسب، في حين أن بإمكان “جي.بي.تي 4” استخدام الصور كمدخلات للتعرف على المكونات الموجودة في الصورة وتحليلها وتقديم تفسير لها وبناء استدلالات استنادا إليها، وكل هذه المهارات لم تكن موجودة في النماذج السابقة.
ويرى المحللون أن القدرة على “الرؤية” قد تكسب “تشات جي.بي.تي” صورة أكثر شمولا للكيفية التي يبدو بها العالم، تماما مثلما يكتسب البشر المعرفة المعززة عبر الملاحظة. ويُعتقد أن هذا مكون مهم لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي متطورة يمكنها سد الفجوة بين النماذج الحالية وقدرات الذكاء الإنساني.
لكن في الواقع، فإن “تشات جي.بي.تي” ليس فريدا من نوعه من هذه الزاوية. فقبل أسابيع، أطلقت “مايكروسوفت” برنامج “كوزموس-1” وهو نموذج ذكاء اصطناعي لغوي بمقدوره قبول المدخلات المرئية بنفس طريقة “شات جي.بي.تي”. كما قامت “جوجل” مؤخرا بتعزيز قدرات نموذجها للذكاء الاصطناعي بلغة “بالم” لكي يكون قادرا على التعامل مع بيانات الصور والاستشعار التي يتم جمعها من روبوتات. وتعد تعددية الوسائط اتجاها متزايدا في أبحاث الذكاء الاصطناعي.
25 ألف كلمة
يمكن أيضا للبرنامج الجديد إنشاء نصوص تزيد على 25 ألف كلمة، مما يطلق العنان لإمكاناته، بينما اقتصر الإصدار السابق على القدرة على الرد بنص مكون من حوالي 3000 كلمة فحسب.
يمكن أيضا لـ”تشات جي.بي.تي 4″ التعامل مع أوامر أكثر تعقيدا وتفصيلا، وكتابة نصوص أكثر شمولا. ويسمح له هذا بسرد قصص أكثر ثراء، وتقديم تحليلات أكثر عمقا، وتقديم ملخصات لنصوص كبيرة وإجراء تفاعلات محادثة أكثر عمقا.
على سبيل المثال، قام بعض الصحفيين بإدخال مقالة كاملة من موقع “ويكيبيديا” حول الذكاء الاصطناعي في “تشات جي.بي.تي 4″، وطرحوا عليه أسئلة شديدة الدقة والتفصيل حول المعلومات الواردة في المقالة فأجاب عنها بكل سهولة.
نقطة قوة أخرى هي عدم الاستجابة للطلبات غير الملائمة وتجنب المحتوى الضار، وكثيرا ما لجأ المستخدمون كنوع من التحدي لطرح أسئلة ساخرة أو خيالية أو غير ملائمة على برنامج المحادثة، مما أدى في بعض الأحيان إلى ردود أثارت انتقادات من الخبراء، لذا فإن النسخة الجديدة تقل فيها احتمالية الاستجابة لطلبات المحتوى غير الملائم أو المرغوب بنسبة 82% عن سابقتها، كما أحرزت نجاحا بنسبة تزيد على 40% في بعض اختبارات الواقعية المحددة.
أسلوب للتعبير
سيسمح النظام الجديد للمطورين بتحديد لهجة وأسلوب التعبير في نظام الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال يمكن لـ “شات جي.بي.تي 4” افتراض استخدام أسلوب المجادلة في الحديث والرد على الأسئلة بالأسئلة، فيما كان للإصدار السابق للتقنية نفسها لهجة وأسلوب ثابتان.
وقالت “أوبن إيه.آي” إن مستخدمي “شات جي.بي.تي” سيكون لديهم قريبا القدرة على تغيير لهجة وأسلوب الردود في البرنامج.
قدرات متعددة
يقول الخبراء إن الإصدار الجديد من “تشات جي.بي.تي” يتمتع بقدرات متعددة في مجالات مختلفة، إذ تمكن من التفوق على سابقه في امتحان لنيل ترخيص المحاماة في الولايات المتحدة وكذلك امتحان تقييم الخريجين، الشائع استخدامه في الجامعات الأمريكية لتقييم خريجي الجامعات الراغبين في التسجيل للدراسات العليا.
ويمكن أن يساعد أيضا البرنامج الأفراد في حساب ضرائبهم وفقا لما قاله “جريج بروكمان” رئيس “أوبن إيه.آي”.
وأظهرت النسخة التجريبية من الإصدار أنه بإمكانه تلقي صورة لنموذج مرسوم يدويا لموقع إلكتروني بسيط وإنشاء موقع حقيقي على الإنترنت.
كما سيوفر تطبيق “Be My Eyes” والمخصص لمساعدة من يعانون من إعاقة بصرية أداة تطوعية افتراضية مدعومة من “تشات جي.بي.تي” على التطبيق الخاص به.
نسخة أكثر إتقانا
على الرغم من كل تلك الإمكانيات، فإن النموذج الجديد يقدم نسخة أكثر إتقانا فحسب من “تشات جي.بي.تي 3.5″، وليس نموذجا جديدا في أبحاث الذكاء الاصطناعي.
ووفقا لما قالته “أوبن أيه.آي”، فإن النسخة الجديدة تخضع لنفس القيود مثل الإصدارات السابقة، مثل كونها عرضة لأخطاء التفكير والتحيز واختلاق معلومات خاطئة وهي ما زالت “أقل قدرة من البشر في العديد من المواقف في العالم الحقيقي”. ومع ذلك، تشير نتائج عمل “أوبن.إيه.آي” إلى أن النظام الجديد أكثر موثوقية من النماذج السابقة.
وتقول الشركة إنها استخدمت ردود الفعل البشرية لتحسين أداء “تشات جي.بي.تي” لإنتاج مخرجات أكثر فائدة وأقل إشكالية.
كانت الاستجابات غير الدقيقة لبرامج الذكاء الاصطناعي تمثل تحديا للشركات العاملة على تطويره.
وقالت “أوبن.إيه.آي” إن “شات جي.بي.تي” يمكن أن ينافس من يروجون لأداء المهام البشرية منفردة في العديد من المجالات خاصة إذا تعاون مع محرر بشري.
واستشهدت الشركة بمثال حيث قدم “شات جي.بي.تي” اقتراحات بدت معقولة عندما أجاب عن سؤال بشأن كيف يمكن أن يجعل طرفين يختلفان مع بعضهما بعضا.
وقال “سام ألتمان” الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه.آي” إن “شات جي.بي.تي 4” أكثر توافقا وقدرة مع القيم والنوايا الإنسانية على الرغم من أنه ما زال يفتقر إلى بعض الخصائص.
وتقول الشركة إن “تشات جي.بي.تي 4” ليس لديه معرفة بالأحداث التي وقعت بعد سبتمبر 2021، حين تم وقف تدفق البيانات إليه. كما أنه لا يتعلم بالتجربة.
بينما يمكن للبرنامج التعامل مع مدخلات النص والصورة، فإن خاصية إدخال النصوص فقط ستكون متاحة لمشتركي “تشات جي.بي.تي بلاس” ومطوري البرامج، مع قائمة انتظار، في حين أن إمكانية إدخال الصور ليست متاحة للجمهور حتى الآن.
أطلقت الشركة أيضا خطة للاشتراك الذي يوفر وقت استجابة أقل وأولوية الوصول إلى الخصائص والتحسينات الجديدة في فبراير مقابل 20 دولارا شهريا.
أحد الجوانب البارزة للإصدار الجديد، أنه بالإضافة إلى الكشف عن استخدامه في محرك البحث “بينج” التابع لشركة “مايكروسوفت”، فإن شركات كبيرة بالفعل بدأت في استخدامه مثل “دوولينجو”، و”خان أكاديمي” اللتين تقدمان خدمات تعليمية، و”مورجان ستانلي” و”سترايب” للمدفوعات الإلكترونية والحكومة الآيسلندية لبناء خدمات وأدوات جديدة.
المصادر: أرقام– رويترز