كيف سيتيح الذكاء الاصطناعي مزيدًا من المسؤولية للإعلان في عام 2023
AI بالعربي -خاص
يتوقع المستهلكون اليوم، أن تتماشى قيم العلامة التجارية مع قيمهم الخاصة، هذا التوقع هو انطلاق الإعلان المسؤول، وبالتالي ملاءمة العلامة التجارية إلى طليعة المحادثات الصناعية. ونتيجة لذلك ركز المعلنون والناشرون بشكل متزايد، على أفضل السبل لتحقيق هدف الإعلان الاستراتيجي المسؤول، ومع ذلك فإن ظهور الوسائط الرقمية التي تعتمد على إدارة مكان وعلى نوع إعلانات المحتوى التي ستظهر بجانبه كان يعتبر أمرًا صعبًا للغاية، حيث يناقش “آرون أندلمان”ج “CSO” مع المؤسس المشارك لشركة «Cognitiv»، عن كيفية مساعدة الذكاء الاصطناعي من خلال تمكين العلامات التجارية حتى يتم التركيز على إعلانات أكثر مسؤولية.
كان أحد الآثار الجانبية المؤسفة للإعلان الآلي أيضًا وباء الاحتيال والمعلومات المضللة، مما أدى إلى مواضع إعلانات مجاورة لقيم ومحتوى ليس بالضرورة متوافقة مع المعلن، ويمكن أن تكون هذه الأنواع من المواضيع ضارة بصورة العلامة التجارية، مما يدفع العملاء للاعتقاد بأن العلامة التجارية تدعم رسائل لا يدعمونها، أو أن تتسبب عن غير قصد في إلحاق الضرر بعملائهم، عن طريق تضخيم المعلومة.
لقد ثبت أن العثور على طُرُق لتجنب تلك المواضيع للإعلانات، هو ما يمثل تحديًا في وجه الإعلان الآلي، حيث أن اتخاذ ملايين القرارات ييتطلب معرفة المواضيع ثانية بثانية، ورغم أن العلامات التجارية عليها الابتعاد عن مجال الناشرين بالكامل، الذين يفشلون باستمرار في التوافق مع قيمهم، وذلك عبر أدوات رديئة مثل قوائم الاستبعاد، وقد ثبت أن ذاك النظام لا يتناسب فيه مواضيع الإعلانات مع قيم العلامة التجارية، ولحسن الحظ فإن العام المُقبل يبدو واعدًا، كما أن التقنيات الناشئة قد تعطي فرصًا للصناعة يجعل وضع الإعلانات الأكثر مسؤولية وتعمدًا أمرًا واقعًا.
ما هو الإعلان المسؤول؟ لماذا هو صعب؟
يتم إنشاء الإعلانات المسؤولة حقًا، حول ضمان تأثير أسلوبك في الإعلان والتسويق بشكل إيجابي على المجتمع وعلى البيئة وغيرها، باعتماد ممارسات إعلانية أخلاقية تروج لقيمة العلامة التجارية ورسالتها، مع تحويل الإنفاق للمحتوى السلبي أو الضار ويجعلها امرًا ممكنًا، حيث أن أحد أهم التحديات التي تواجه الحركة الإعلانية المسؤولة من تمكين منهج أكثر وتفصيلًا ودقة، حتى تستطيع تقييم جودة ومعنى صفحة ويب فردية.
بينما يمكن للإنسان بسهولة أن تقيم كون صفحة الويب متوافقة مع قيم العلامة التجارية، إلا أن عددًا كبيرًا جدًا من صفحات الويب، التي يمكن للبشر قراءتها يدويًا وتسجيلها، متمثلًا في الطريقة الشائعة لمعالجة هذه المشكلة، عن طريق الجمع بين تحليل الكلمات الرئيسية وبين التعلم الآلي التقليدي، ولكن هذه الحلول ما زالت تحقق نجاحًا محدودًا، حيث يتطلب تحديد موضوع الإعلان، بشكلٍ يفوق الكلمات الرئيسية وقوائم الحظر والفلاتر، كما تُظهر الأبحاث أكثر من 57% من الأخبار المحايدة أو الإيجابية على المواقع الإخبارية الرئيسية، يتم تمييزها بشكل خاطئ على أنها غير آمنة للإعلان، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى قوائم الاستبعاد الواسعة التي تحظر في أي مكان، ما بين 2000 إلى 3000 كلمة رئيسية تم تعريفها على أنها غير آمنة، دون مراعاة للسياق الذي سيتم استخدامها فيه، والعكس صحيحٌ أيضًا عند تقييم المحتوى المستند إلى الصور مثل الميمات، والتي قد تحتوي على نص غير ضار للوهلة الأولى، ولكنه سيصبح مسيئًا عند قراءته بالسياق المضاف إلى الصور.
ومع حلول اليوم ساعدت في ضمان سلامة العلامة التجارية، منعت إعلانات العلامات التجارية من الظهور بالقرب من الوسائط التي لديها القدرة على الإضرار بعلامتها التجارية، حيث أن القيود كبيرة بشكل يضمن الحد من مدى وصول الحملة، ويقلل من مخزون الإعلانات الآلية ذات الصلة كدخل الناشرين، يعيق من قدرة المعلنين على تحسين إستراتيجيتهم الإعلامية بشكل فعال.
التحسينات في الذكاء الاصطناعي تجعل من الحلول الجديدة أمرًا ممكنًا
في حين أن التكرارات السابقة للتعلم الآلي، ومعالجة اللغة الطبيعية كانت محدودة في قدرتها على الإجابة عن الأسئلة المعقدة حول المحتوى مثل السؤال عن توافق المحتوى مع قيم علامتي التجارية، مع العلم التطورا الجديدة أعطت فهمًا إنسانيًا أكثر للسياق، مما يسمح بمواءمة المحتوى والقيم بشكل أكثر فعالية.
التكنولوجيا الكامنة وراء هذه التطورات هي نماذج لغة تأسيسية كبيرة، تستخدم هذه النماذج المدربة مجموعة هائلة من النصوص المأخوذة من الإنترنت، ثم تُستخدم مجموعات البيانات ذلك لتدريب شبكات عصبية اصطناعية هائلة بنفس القدر، والتي من شأنها أن تدفع بحدود ما يمكن مع أجهزة الكمبيوتر العملاقة اليوم، والنتيجة هي نماذج حاسوبية يمكنها فهم وإنشاء نص أفضل بكثير من أي تقنية سابقة، النماذج مثيرة للإعجاب لدرجة أن بعض العلماء افترضوا بشكل مثير للجدل بوصفها نماذجًا واعية، في حين أن الأمر سيكون امتدادًا، بحيث تفتح هذه النماذج بوضوح عن إمكانيات جديدة تمامًا لأنواع من المهام التي لم يكن يمكن لأجهزة الكمبيوتر إنجازها، ومع ذلك فإن وضع هذه النماذج على رأس مشاكل العمل في العالم الحقيقي أمر صعب.
النماذج اللغوية الكبيرة متطلبة من الناحية الحسابية، وغالبًا ما يتعين ضبطها باستخدام بيانات محددة قبل أن يتم تطبيقها على حالة استخدام معينة، فعلى مدار العامين الماضيين كانت الشركات ذات التفكير المستقبلي، منشغلة في تطوير مجموعات بيانات التدريب وفي البنية التحتية، وفي منطق الأعمال اللازمة لتقديم هذه التكنولوجيا إلى السوق، والتي ستتسارع في العام 2023، وسيزداد توافر تقنية الذكاء الاصطناعي هذه في عام 2023، كما أن المعلنين ستزداد الحوجة لاحتياجاتهم الفريد، وإلى مدى ملاءمتهم بشكل أكثر دقة، وإلى مدى تجنب المحتوى الذي لا يرغبون في الارتباط به بسهولة أكبر، من أجل اتباع نهج أكثر مسؤولية للإعلان.
ومن خلال فهم أكثر دقة ودقة للسياق الذي يتم وضع الإعلانات فيه، سيتمكن المعلنون من تجنب شراء الوسائط بنجاح أكبر على صفحات الويب غير الشاملة، أو التي تحتوي على معلومات مضللة، أو التي تفشل في التوافق مع قيمهم الأساسية، ونظرًا لأن الاستثمارات البحثية والبنية التحتية الجديدة تجلب تقنية الذكاء الاصطناعي هذه إلى السوق، فإن المنتجات الجديدة والمحسّنة ستلبي رغبات صناعة الإعلان في اتخاذ قرارات إعلامية مدروسة واستراتيجية وشخصية، زعلى وجه الخصوص بحيث تسمح لأفضل أدوات استهداف المحتوى للمعلنين الآليين، ليتم تجنب الإنفاق بشكل أفضل على صفحات الويب غير المتوافقة مع قيمهم.
سيؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي، لاتخاذ قرارات أكثر ذكاءً بشأن شراء الوسائط وإنفاق الإعلانات، لإحداث تحول على مستوى الصناعة من سلامة العلامة التجارية، لتجنب أي محتوى محفوف بالمخاطر، نحو ملاءمة العلامة التجارية التي تلائم بين صفحة الويب ومعايير المخاطر المحددة للعلامة التجارية التي لا تقدر بثمن، حتى تسمح للعلامات التجارية من الإعلان بمسؤولية أكبر عبر القنوات الإعلامية.