هل الإنسان الآلي حل بديل للوظائف؟
AI بالعربي – متابعات
منذ بدء الثورة الصناعية الرابعة أصبحت الآلات التي تحل محل البشر في مكان العمل مصدر قلق دائم، وموضوع نقاش متزايد مع ظهور الأتمتة في العقود القليلة الماضية، وقد أدى استخدام الذكاء الاصطناعي “AI” لتبسيط سير العمل إلى تسريع خروج عشرات الآلاف من العمال في الكثير من الصناعات المختلفة، من التصنيع إلى خدمة العملاء والمزيد، ونظرًا لأن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر ذكاءً يتساءل المزيد من الناس: هل الإنسان الآلي حل بديل للوظائف؟
مع وجود 2.3 مليون روبوت بالفعل في القوى العاملة العالمية من المتوقع الآن أن تحل الروبوتات محل 20 مليون وظيفة تصنيع بحلول عام 2030، بما في ذلك 3.6 مليون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، باستخدام أجهزة كمبيوتر شبيهة بالبشر، وبدأت الشركات في أتمتة معظم الوظائف التي كان يقوم بها البشر سابقًا؛ لأن الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يؤديها بشكل أفضل وأسرع وكفاءة.
ويبدو أن وباء «كوفيد -19» عجّل من هذا التحول الكبير؛ حيث لجأت معظم الصناعات في جميع أنحاء العالم إلى التكنولوجيا المتطورة لتخفيف الخسائر المالية، ومن المتوقع أن تصبح الوظائف التالية مؤتمتة بشكل متزايد، خاصة أن سلاسل ضخمة مثل: تشيليز، وجبوتلي تتحول إلى الروبوتات وبرامج الذكاء الاصطناعي وسط أزمة عمالية غير مسبوقة.
ونتيجة لهذا التحول يستعد قادة الموارد البشرية الآن لمستقبل العمل من خلال التعلم وإعادة تشكيل المهارات، ونظرًا لأن الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاءً يتم إما أتمتة بعض الوظائف أو استبدالها بالذكاء الاصطناعي والروبوتات.
الروبوتات تشغل 20 مليون وظيفة
وسط الاهتمام المتزايد بتحليل الاتجاهات طويلة المدى حول إمكانية الإنسان الآلي حل بديل للوظائف واستيعاب الأتمتة في مكان العمل زعم الاقتصاديون أن الروبوتات يُمكن أن تشغل أكثر من 20 مليون وظيفة تصنيع حول العالم بحلول عام 2030، مشيرين إلى أن عدد الروبوتات المستخدمة في جميع أنحاء العالم قد تضاعف ثلاثة أضعاف خلال العقدين الماضيين إلى 2.25 مليون.
وفي خضم ذلك أثبتت دراسة أجراها باحثون في جامعة “أكسفورد”، مؤخرًا، أنه مقابل كل روبوت مضاف لكل 1000 عامل في الولايات المتحدة تنخفض الأجور بنسبة 0.42% وتنخفض نسبة التوظيف إلى السكان بمقدار 0.2 نقطة مئوية حتى الآن، وهذا يعني فقدان حوالي 400 ألف وظيفة.
وظائف الوجبات السريعة
تستخدم معظم شركات الوجبات السريعة نهج خط التجميع لتبسيط الطهي؛ بحيث يُمكن شغل العديد من الوظائف بواسطة الإنسان الآلي المتخصص، وفي هذا الصدد تُشير مكاتب إحصاءات العمل إلى أن أكثر من 80 ألف وظيفة في صناعة الوجبات السريعة ستختفي بحلول عام 2024، وفي منتصف العام الماضي أصبحت سلسلة مطاعم “White Castle” أول شركة تستخدم روبوتًا لشواء البرغر، يُطلق عليه اسم Flippy.
وعلى نفس النهج تقوم سلسلة مطاعم “Chipotle” باختبار الروبوت الخاص بها، وقد تم تصميمه لطهي رقائق التورتيلا المغطاة بالليمون، كما يتم استخدام الذكاء الاصطناعي أيضًا للعمل في “بانيرا بريد” لمراقبة محطات القهوة الخاصة بها، بالإضافة إلى ذلك أعلنت شركة “McDonald’s” عن شراكة مع شركة “IBM” لمساعدتها في تسريع استخدام الذكاء الاصطناعي في طلبات الشراء من السيارة، والتي اختبرتها بالفعل في شيكاغو.
تقنية المخزون
يبدو أن التحول الرقمي يؤثر في الشركات على نطاق واسع، ولا تستثنى صناعة البقالة من ذلك؛ حيث تستبدل متاجر البقالة كتبة المخزون بإنسان آلي لتقييم المخزون، وربما تكون قد قمت بالفعل بتشغيل واحد في متجرك المحلي،وتتحرك الروبوتات في الممرات لأعلى ولأسفل من تلقاء نفسها باستخدام الكاميرات والأضواء لمسح المنتجات، وإذا احتاج أي شيء إلى إعادة التخزين فسيتم تنبيه الموظفين البشريين بذلك.
وتُعتبر سلسلة متاجر “Sam’s Club” من أولى الشركات التي نشرت سلسلة كتبة الروبوتات على نطاق واسع، وبحسب بيانات الشركة فإن الروبوتات يستطيعون تسجيل البيانات حول العناصر الموجودة على الرفوف بشكل أسرع وأكثر دقة من العمال البشريين.
وظائف تحتاج إلى المساعدة البشرية
إن كنت تفكر في احتمالية أن الإنسان الآلي حل بديل للوظائف، يمكنك التأكد أنه على الرغم من سيطرة الروبوتات على كل صناعة تقريبًا إلا أن بعض الأدوار الوظيفية سوف تستمر في طلب المساعدة البشرية والإبداع؛ حيث إن هناك العديد من الأدوار الوظيفية التي لا يُمكن أتمتتها وتتطلب قدرات لا يتم تمثيلها إلا من قِبل البشر.
المبرمجون ومحللو النظام
بالطبع عند طرح احتمالية الإنسان الآلي حل بديل للوظائف، فلا يُمكن للإنسان الآلي القيام بالدور الإبداعي لتحسين وتطوير البرمجيات؛ لذلك يُمكنهم العمل مع شركات الأتمتة وتطوير البرمجيات وأدوات الروبوتات للأنظمة الحالية دون الخوف من أن تكون آلية.
المعلمون
بينما يتم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد في التعليم فمن غير المرجح أن يتم استبدال المعلمين أنفسهم بالروبوتات؛ إذ يعمل المعلمون بشكل وثيق مع الطلاب لتقديم تعليم فردي، وغالبًا ما تُستخدم تقنيات مثل: الذكاء الاصطناعي والروبوتات في الفصول الدراسية للمساعدة في التفاعل بشكل أكبر مع الطلاب.
العلماء
هناك الكثير للعلماء أكثر من مجرد إجراء التجارب المعملية؛ إذ لا يُمكن لأي روبوت محتمل أن يُكرر الساعات التي لا حصر لها في البحث وسماتهم الفضولية لتطوير أدوات أكثر ابتكارًا، كما يُمكن أن تساعد الروبوتات في تحليل البيانات للعلماء، لكنها لا يُمكن أن تكون مبدعة.
محترفو التسويق والتصميم والإعلان
لا شك أن الآلات جيدة في إكمال المهام المتكررة في فترة زمنية أقصر من البشر، ولكن الروبوتات ليست مخصصة للتفكير النقدي والإبداعي، خاصة في مجالات مثل: التسويق والتصميم؛ إذ يُمكن لهؤلاء المحترفين الاعتماد على الأتمتة لجمع البيانات وتحليلها، لكن لا يُمكن نشرها عندما يتعلق الأمر بإنشاء خطط قابلة للتنفيذ.
الرؤساء التنفيذيون
عند البحث في إمكانية عمل الإنسان الآلي حل بديل للوظائف، بالتأكيد إدارة مؤسسة بأكملها مهمة لا يُمكن ببساطة أن تكون آلية، ويتعين على القادة تحفيز أعضاء فريقهم وإدارة النزاعات وتوجيههم وغير ذلك الكثير، وهذا بالطبع يتطلب مهارات قيادية مختلفة، ولا توجد طريقة محددة لتدريب الآلة للقيام بكل هذه الأدوار.