أهمية الذكاء الاصطناعي في حل أزمة حركة المرور حول العالم

669

AI بالعربي – خاص

تمثل مشكلة الازدحام المروري أزمة كبيرة للعديد من الدول، نظرًا لما تمثله من أزمة كبيرة بسبب تأخر العديد من الأعمال، ولذلك بدأت الكثير من البلدان في إيجاد حلول لهذه الأزمة، حيث أثبتت دراسات إحصائية أن حركة السير في بعض المدن تتعطل بسبب التوقف عند إشارات المرور الضوئية بنسب تتراوح ما بين 12 إلى 55%، وأكدت تلك الدراسات أنه من الممكن تقليل هذا الفاقد في الزمن عن طريق استخدام أنظمة إلكترونية متطورة لتنظيم عمل إشارات المرور عند تقاطعات الطرق للحد من زمن الانتظار غير الضروري.

ابتكارات حديثة لحل مشكلة المرور

* ابتكر فريق من الباحثين بقسم علوم الكمبيوتر والحوسبة بجامعة تكساس الأمريكية منظومة إلكترونية ذاتية التعلم يمكنها تنسيق حركة السيارات بشكل أفضل عند التقاطعات.

* تعمل معظم الإشارات الضوئية حاليًا بواسطة منظومة إلكترونية تقوم بتغيير الإشارة الضوئية من الأحمر إلى الأخضر أو العكس بعد انقضاء فترة معينة، حسب مجموعة من الإعدادات التي تختلف باختلاف ساعات اليوم.

* تشير الدراسة الحديثة إلى أنه من الممكن تطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي للتحكم في الإشارات الضوئية بشكل أفضل، عن طريق إعطاء الإشارة الضوئية إمكانية اتخاذ سلسلة من القرارات بناء على خبرات سابقة في العالم الواقعي، بهدف تقليل وقت الانتظار بدون داع.

* فريق الدراسة أشار إلى أنه توصل إلى أن المنظومة الجديدة يمكنها الحد من فترة التأخير في رحلات السير داخل المدن بنسبة تصل إلى 19.4% مقارنة بالطرق التقليدية في تنظيم حركة السير.

مميزات أنظمة الذكاء الاصطناعي في تنظيم حركة المرور

أشارت وزارة النقل الأمريكية إلى أهمية استخدام الرقمنة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك من أجل تحقيق إدارة مرور عالية الجودة، مشيرة إلى أنه باستطاعة هذه الأنظمة تقليل المدة اللازمة للتنقل بنسبة 10% وقد تصل إلى 50% في المناطق التي تستخدم أنظمة قديمة لإدارة إشارات المرور، كما تُقلل كذلك مدة انتظار السيارات في تقاطعات الطرق، وتعتمد أنظمة التحكم في إشارات المرور على البيانات التي تجمعها أجهزة استشعار تُوضع في أماكن مُختارة بعناية، ومن ثم تُعالِج هذه البيانات لتُحدد آنيًا أي الإشارات ستتحول إلى اللون الأحمر وأيها سيسمح للسيارات بالمرور.

التأثير الاقتصادي للذكاء الاصطناعي في حركة المرور

لا يقتصر استخدام الذكاء الاصطناعي في تسهيل حركة المرور على سلاسة وسهولة حركة المرور وتيسير قيادة السيارات فحسب، بل إن لها تأثيرات اقتصادية ملموسة وفقًا لوزارة النقل، حيث ويُقِّدر “معهد تكساس للنقل” أن ازدحام المرور في الولايات المتحدة كبَّد الاقتصاد 87.2 مليار دولار في عام 2007 بسبب إهدار الوقود وخسارة إنتاجية العاملين، الأمر الذي يعني أن تخفيف الازدحام سيُوفر إهدار الموارد الحكومية ووقت الموظفين في تلقي الشكاوى والتعامل معها، حيث أنّ حل مشكلات حركة المرور والاستفادة من أجهزة الاستشعار، بالتأكد يكون له المنفعة الكبيرة على المواصلات العامة، سواءً كانت سيارات الأجرة أو خدمات النقل التشاركي أو الحافلات العامة، وتستفيد هيئات المواصلات في عدة مدن من المعلومات في الوقت الفعلي لتزويد الجمهور بتنبؤات دقيقة عن الوقت المُتوقع لبلوغ وجهاتهم.

جوجل وعلاقته بحل أزمة حركة المرور

تعمل شركة جوجل على مشروع يمكن أن يستخدم الذكاء الاصطناعي لجعل إشارات المرور أكثر كفاءة، ومن ثم تقليل التلوث بشكل عام، حيث قالت كيت براندت، رئيسة قسم الاستدامة بجوجل، أنه عندما تتوقف سيارتك عند تقاطع ما، يؤدي الوقت الضائع إلى إهدار الوقود ومن ثم حدوث المزيد من التلوث بالهواء على مستوى الشارع، لذا، سيستخدم مشروع جوجل الجديد الذكاء الاصطناعي لقياس وحساب أحوال حركة المرور والتوقيت عند تقاطعات المدينة، ثم توقيتها بكفاءة أكبر، وأضافت براندت إن إحدى مجموعات أبحاث الذكاء الاصطناعي التابعة للشركة تمكنت من حساب هذه البيانات وجمعها بدقة وتدريب نموذج لتحسين التقاطعات غير الفعالة.

اترك رد

Your email address will not be published.