خوارزمية البقر.. الذكاء الاصطناعي يدير المزارع بكفاءة

14

AI بالعربي – “متابعات”

في مزرعة أبقار في كوينزلاند بأستراليا يبدو المشهد مألوفا كما هو معتاد بأنحاء العالم، ولكن عبر الفحص الدقيق سنكتشف أن هناك أمرا مغايرا.

خلف أذن كل واحدة من الأبقار، يوجد جهاز ذكي بحجم علبة الثقاب تقريبا، يعمل بالطاقة الشمسية ومتصل بالأقمار الصناعية، وظيفته إرسال البيانات باستمرار في الوقت الفعلي إلى المزارع عن حالة الماشية.

يشرح ديفيد سميث، الرئيس الرئيس التنفيذي لشركة Ceres Tag صاحبة هذه التقنية، أن الجهاز يخبر المزارع بموقع الحيوان باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي “GPS”، وتقديم بيانات لحظية عن حالته الصحية، بحسب شبكة بي بي سي.

ويقول “لدينا خوارزمية معقدة للغاية حول هوية بعض الجوانب مثل علف المراعي لتحديد مدى كفاءته للماشية، ويمكننا البدء في إجراء بعض التحديدات الجينية”.

حلول ذكية بالزراعة

من أجل معالجة قضايا الأمن الغذائي والتغير المناخي وكذلك تداعيات وباء كورونا، استخدم قطاع الزراعة تقنيات ذكية عالية، بدءا من روبوتات الحصاد الذاتي والطائرات بدون طيار التي يمكنها رش المحاصيل، إلى الذكاء الاصطناعي، واستخدام البيانات الضخمة.

ويُعرف هذا الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا في الهندسة المعمارية باسم “الزراعة الدقيقة” ، وهي صناعة باتت مزدهرة.

طائرة بدون طيار لرش المحاصيل

وفي ضوء ذلك يشير أحد التقارير إلى أن القيمة العالمية لهذه الصناعة ستصل إلى 12.9 مليار دولار بحلول عام 2027، بمتوسط نمو سنوي يبلغ 13%.

ويعلق ستيفن فاجان، رئيس العمليات في شركة Moocall الأيرلندية، بأن التكنولوجيا تعمل على تغيير عالم الزراعة نحو الأفضل.

ويستعرض فاجان أحد أشكال هذه التكنولوجيا، وهو عبارة عن جهاز استشعار متصل بالهاتف الذكي يناسب ذيل بقرة حامل، حيث يرسل للمزارع رسالة نصية عند اقتراب موعد الولادة.

وتتيح تلك التكنولوجيا للمزارع القيام بأعمال أخرى، ثم الوصول إلى البقرة في الوقت المحدد، بدلا من الاضطرار للانتظار معها لفترة طويلة.

ويتابع فاجان “إننا نتعلم أكثر من أي وقت مضى عن طرق تحسين الكفاءة في المزارع، وبالتالي تحسين الربحية الإجمالية”.

ويؤكد أنه لا يوجد أحد يريد إلغاء العامل البشري، أو العلاقة بين المزارعين والماشية، ولكن من ناحية أخرى فإن الحل التكنولوجي يمكن أن يجعل الحياة أسهل كثيرا عن طريق تقليل وقت العمل، والخطأ البشري والمصاعب العامة، وهو ما يصب في صالح المزراع في النهاية.

الحاجة إلى روبوتات جديدة

من جهته يسلط البروفيسور جيريش شودري، مدير مختبر النظم المستقلة الموزعة ” Daslab” في جامعة إلينوي، الضوء على استخدام المزارع التقنيات الحديثة مثل الروبوتات التي يمكنها مراقبة حالة المحاصيل، وتقديم بيانات مهمة للأبحاث الزراعية.

ويقول شودري: “ستحتاج المزارع إلى أنواع مختلفة من الروبوتات، سيكون بعضها صغيرا جدا، والآخر سيكون كبيرا، إلى استخدام الطائرات بدون طيار بشكل متزايد”.

استخدام الروبوتات في الزراعة

ويشير إلى أن هذه الطائرات تقوم بعمل مهم في تغطية الكثير من المساحات، إذ يمكنها رش المحاصيل والتقاط الصور، وكل ذلك يتم بسرعة مذهلة.

مساعدة الدول النامية

يعتبر أنصار التكنولوجيا في الزراعة أن استخدام هذه الابتكارات سيلعب دورا مهما لصالح العالم النامي.

على سبيل المثال تقوم منظمة “TechnoServe” الأمريكية غير الهادفة للربح باستخدام أنظمة الاستشعار عن بعد ورسم خرائط الطائرات بدون طيار والتعلم الآلي وبيانات الأقمار الصناعية، في محاولة لتعزيز إنتاج جوز الكاجو في دولة بنين الواقعة في غرب أفريقيا.

يمثل الكاجو 8٪ من عائدات صادرات البلاد، وتساعد المنظمة المزارعين في معرفة أفضل مكان لزراعة أشجارهم، وزيادة كمية ونوعية محاصيلهم، لدى المنظمة بالفعل خطط لتكرار المشروع عبر غرب أفريقيا وفي موزمبيق.

اترك رد

Your email address will not be published.