في قلبه تحديث السعودية.. أهلًا بـ “ذا لاين”

8

خالد المطرفي

ونحن على أعتاب السنة الخامسة من إطلاق رؤيتنا الطموحة 2030، علينا أن نُدرك بما لا يدعُ مجالًا للشك طبيعة الفلسفة التغييريّة التي يستند عليها مهندس الرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وكيف استطاع خلال سنوات قليلة دمج السعوديين وتحفيزهم صوب حلم “صناعة المستقبل”.

في نظري، إن أهم ما نجح فيه الأمير محمد بن سلمان، أنه استطاع أن يرسم للسعوديين “طريق المستقبل”، وأن يصنع تكتلات “رسمية وشعبية” تعمل على تحقيق أهدافنا الريادية، في سباق لا يهدأ ولا يكل مع الزمن، من أجل تغيير الهندسة الاقتصادية والاجتماعية نحو الأفضل.

في قلب رجل الإدارة السياسية والاقتصادية “نبض مشروع تحديث السعودية ومستقبلها”، مركزًا في معادلته التنموية النهضوية على “شريحة الشباب”، فهم – بالنسبة له – أهم الموارد التغييريّة الذين يمكنهم – بمشيئة الله – تحقيق مستقبلنا المنشود.

“القاطرة تسير”، لذلك لا يكترث هذا الأمير الشاب كثيرًا لكل التحديات التي تشهر لسانها له، بل يواصل السير إلى الأمام، ومن توفيق الله أنه يتجاوز الصعاب في كل مرة بأفكار جديدة وخلاقة يبادر في تنفيذها على الأرض، “كمن يسبق عملُه قولَه”، ودونكم إن شئتم مشاريع “القدية”، و”بوابة الدرعية”، و”مدينة المستقبل نيوم”، وما كشف عن تفاصيله مؤخرًا في مشروع “ذا لاين”، الذي يُعد بحق رؤية عالمية متقدمة للسعودية الجديدة.

هناك قاعدة مترسخة في المدارس والاتجاهات الإدارية العالمية، وهي أنه إذا أردت أن تكون خلاقًا فما عليك إلا أن تملك “العقلية الجريئة المُخططة”، وهي الفلسفة التي يسعى ولي العهد جاهدًا لتحقيقها، من خلال المشاريع النوعية التي يطلقها، وهي بمثابة تجسيد حقيقي “لرؤية 2030″، الهادفة إلى ترسيخ ريادتها العالمية التنموية، بعيدًا عن أسواق النفط والطاقة.

يعتقد بعضهم أن أهم ما يميز “ذا لاين”، اعتمادها الكلي على تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ لتسهيل عملية التواصل مع الإنسان بطريقة تمكنه من التوقّع والتفاعل بقدرات غير مسبوقة، أو في خلق بيئة بلا ضوضاء أو تلوث، بل الأهم من ذلك كله أن المشروع نموذج مستقبلي للمجتمعات الحضرية التي جعلت الإنسان هو محور الحياة فيها، بتصميمها الذي يلغي الحاجة للمركبات، ويستعيد لنا علاقتنا مع الطبيعة، ويحافظ عليها عبر مجتمعاتها المستقبلية المترابطة بالمساحات المفتوحة للمشي في كافة أنحائه، لذلك مرحبًا بالمستقبل الجديد وأهلاً بـ”ذا لاين”، الوجهة المستقبلية الخضراء لخريطة الاقتصاد العالمي، الذي سيعيد تعريف اقتصادنا المستقبلي، والمخطط العمراني المُبتكر، وتعزيز تنويع الاقتصاد، وزيادة ناتجنا المحلي بـ 180 مليار ريال بحلول 2030.

من المشاريع التحديثية التي أبهرت الجميع وليس السعوديين فقط، مشروع “نيوم”، الذي يقع بين مفصلين رئيسين، الأول أنها رؤية جريئة وطموحة لبناء المستقبل الجديد، وخطوة استباقية في وقت يحتاج العالم فيه إلى نمط تفكير نوعي وحلول مبتكرة غير تقليدية، والثانية أنها وجهة لمن لا يكتفون بالأمنيات، ووطن لأصحاب الأحلام الكبيرة العابرة للحدود، لذلك هي بالنسبة للعالم، مسرّع للتقدم البشري، ومحرك اقتصادي للمنطقة والعالم، ومنصة تطويرية مُتجددة للمحافظة على البيئة، وميدان نابض لـرواد الأعمال لتخطيط مسار مستقبلهم الجديد، وليس ذاك فحسب، بل موطن للحالمين من المجتمع العالمي لترجمة طموحاتهم، وجهة ذات معايير معيشية استثنائية مُحاطة بتضاريس طبيعية متنوّعة وخلّابة.

وما يميز “نيوم” التي تعود ملكيتها لصندوق الاستثمارات العامة مع دعم إضافي من المستثمرين المحليين والدوليين، أنها ستعمل على تطوير القطاعات الاقتصادية لتعزيز مستقبل السعودية والمنطقة والعالم أجمع، من خلال إنشاء صناديق التنمية، التي ستدعم قطاعات: الطاقة، والماء، والتنقل، والغذاء، والتصنيع، والإعلام، والترفيه، والثقافة، والعلوم التقنية، والسياحة، والرياضة، والتصميم والبناء، والخدمات، والصحة، والرفاهية، والتعليم.

وهناك مشاريع تعمل عليها السعودية بإشراف من الأمير محمد بن سلمان، ستعيد شكل سوق الطاقة العالمي، من خلال سعي المملكة إلى الاستحواذ الدولي على سوق تصدير الهيدروجين الأخضر، الذي يُعد أحد قطاعات الطاقة المستقبلية، عبر مدينتها الذكية “نيوم”، وتطوير نظام متكامل ضمن برنامجها لإنتاج مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 100 % طوال العام، للعمل على توفير حلول مستدامة لقطاع النقل الدولي، ومواجهة تحديات التغير المناخي، وخفض عملية الانبعاثات الكربونية، وهو ما يعني تنويع محتوانا المحلي غير النفطي، وخلق الفرص الوظيفية، وتعزيز الابتكار التقني، وجذب مستثمري الحلول المستدامة إلى بلادنا، القائمة على استراتيجية اقتصاد الطاقة النظيفة الخالية من الكربون، ومن أجل تحقيق ذلك دخلت “نيوم” في شراكة استراتيجية مع كل من “إير بروداكت” و”أكوا باور” بقيمة 5 مليارات دولار؛ لبناء أضخم منشأة عالمية لإنتاج الهيدروجين الصديق للبيئة، وهو نموذج لمفاهيم “الاقتصاد الدائري”، الذي يستهدف تقليل الهدر من المواد والسلع والطاقة والاستفادة منها قدر الإمكان.. هذه مشاريع التحديث، وهذا محمد بن سلمان.. دمتم بخير.

اترك رد

Your email address will not be published.