هل يُصبح الروبوت كاتب محتوى المستقبل؟
AI بالعربي – خاص
يشهد العالم ثورة تقنية هائلة بفضل التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتأثرت مختلف القطاعات بهذه الثورة، بما في ذلك صناعة المحتوى حيث باتت أدوات الذكاء الاصطناعي تُستخدم بكثرة لإنشاء محتوى نصي ومرئي، وصوتي، مما أثار تساؤلات حول دور صناع المحتوى البشريين في المستقبل.
هل يُشكل الذكاء الاصطناعي تهديدًا لصناع المحتوى؟
لا يرى الكثيرون أن الذكاء الاصطناعي يُشكل تهديدًا مباشرًا لوجود صناع المحتوى البشريين، فعلى الرغم من قدرته على إنشاء محتوى ذي جودة عالية، فإنه يفتقر إلى الإبداع والابتكار والقدرة على فهم المشاعر الإنسانية والتفاعل معها، وهي مهارات أساسية لنجاح أي صانع محتوى.
أدوات الذكاء الاصطناعي كمساعد لصناع المحتوى
قد لا يكون الذكاء الاصطناعي بديلًا لصناع المحتوى، بل يمكن أن يكون أداة قوية لمساعدتهم في مختلف مراحل عملهم على سبيل المثال، يمكن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي:
● للبحث عن الأفكار والمواضيع: يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات والاتجاهات لتحديد المواضيع التي تهم الجمهور، مما يُوفر على صناع المحتوى وقتًا وجهدًا كبيرًا.
● لإنشاء عناوين جذابة: تُساعد أدوات الذكاء الاصطناعي على تحسين معدلات النقر على المحتوى من خلال إنشاء عناوين قوية تجذب انتباه القراء.
● لتحسين أسلوب الكتابة: تُقدم أدوات الذكاء الاصطناعي اقتراحات لتحسين أسلوب الكتابة، مثل: تصحيح الأخطاء النحوية والإملائية واختيار الكلمات المناسبة.
● لترجمة المحتوى: تُمكن أدوات الذكاء الاصطناعي من ترجمة المحتوى إلى لغات متعددة، مما يُوسع نطاق جمهوره.
● لتحليل أداء المحتوى: توفر أدوات الذكاء الاصطناعي بيانات حول أداء المحتوى، مثل: عدد المشاهدات والتعليقات والمشاركات، مما يُساعد صناع المحتوى على فهم جمهوره بشكل أفضل وتحسين محتواهم المستقبلي.
الذكاء الاصطناعي وصناعة المحتوى: ثورة آتية أم قلق مشروع؟
يُحدث الذكاء الاصطناعي، بكل تقنياته المتطورة، ثورة في مختلف المجالات، ولا يُستثنى من ذلك صناعة المحتوى. فقد أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة “سيلزفورس” انتشار استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بين المسوقين بنسبة 51%، مع تخطيط 22% آخرين لاستخدامه قريبًا.
ومع ذلك، تُثير هذه التكنولوجيا الجديدة مخاوف بعض المسوقين، إذ ما زال 39% منهم يجهلون كيفية استخدامها بأمان، بينما يرى 67% أن بياناتهم غير جاهزة للاستخدام مع هذه الأدوات، ويشعر 71% من المسوقين بأن الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى الإبداع البشري، ما يُثير تساؤلات حول قدرته على استبدال الكُتّاب والمُبدعين.
على الرغم من هذه المخاوف، تُظهر الدراسة فوائد جمة للذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى، فـ76% من المسوقين يستخدمونه بالفعل لإنشاء المحتوى وكتابة النصوص الإعلانية، بينما يعتقد 53% منهم أن هذه التكنولوجيا ستُحدث ثورة في مجال التسويق.
وتكمن إحدى أهم فوائد الذكاء الاصطناعي في قدرته على توفير الوقت للمسوقين، حيث يتوقع 71% منهم أن يُساعدهم على إنجاز المهام الروتينية، مما يسمح لهم بالتركيز على العمل الاستراتيجي والإبداعي. بل يُشير 71% من المسوقين إلى أن الذكاء الاصطناعي سيوفر لهم 5 ساعات من وقتهم كل أسبوع؛ أي ما يعادل أكثر من شهر عمل في السنة.
ولكن، لكي يُحقق الذكاء الاصطناعي النجاح المأمول في صناعة المحتوى، لا بد من توفر بعض المتطلبات الأساسية، أهمها:
● بيانات موثوقة: يُعد الذكاء الاصطناعي كائنًا يعتمد على البيانات، فكلما كانت البيانات أكثر دقة واكتمالًا، زادت جودة المخرجات التي يُنتجها.
● إشراف بشري: لا يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحل محل الإبداع البشري بالكامل. لذا، لا بد من وجود إشراف بشري على عمله لتوجيهه وتقييم مخرجاته.
● تدريب على استخدامه: لكي يستفيد المسوقون من الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، لا بد من تدريبهم على كيفية استخدامه بشكل فعال وآمن.
الذكاء الاصطناعي التوليدي في عالم التسويق.. فرص وتحديات
يشهد مجال التسويق ثورة حقيقية مع انتشار استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث تشير دراسة حديثة لشركة “سيلزفورس” إلى أن 51% من المسوقين يستخدمون هذه التكنولوجيا حاليًا، بينما يخطط 22% آخرون لاستخدامها قريبًا، مما يعني أن 73% من المسوقين سيعتمدون على الذكاء الاصطناعي التوليدي في النهاية.
وتُقدم هذه التكنولوجيا فوائد هائلة، حيث يتوقع 71% من المسوقين توفير الوقت من خلال أتمتة المهام، بينما يتوقع نفس النسبة منهم التركيز على العمل الاستراتيجي بدلاً من المهام الروتينية. وبفضل الذكاء الاصطناعي التوليدي، يمكن للمسوقين توفير أكثر من 5 ساعات من العمل كل أسبوع؛ أي ما يعادل شهر عمل كامل في السنة.
ومع ذلك، لا تخلو هذه الثورة من التحديات، حيث يعاني 39% من المسوقين من عدم معرفة كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بأمان، بينما يفتقر 67% منهم إلى بيانات عالية الجودة الضرورية لتشغيل هذه التكنولوجيا بشكل فعال.
بالإضافة إلى ذلك، يرى 71% من المسوقين أن الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى الإبداع البشري والمعرفة السياقية، مما قد يُعيق قدرته على التعامل مع بعض جوانب التسويق.
ويعاني 43% من المسوقين عدم معرفة كيفية تحقيق أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي، بينما لم يتلقَّ 70% منهم تدريبًا على استخدامه.
ويُشدد المسوقون على ضرورة توفر البيانات الموثوقة 65%، والإشراف البشري 66%، وبرامج التدريب 54%؛ لضمان نجاح الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وتُشير الدراسة، التي شملت 1029 مسوقًا من شركات مختلفة، إلى أن الشركات بحاجة إلى توحيد بياناتها، وتوفير تدريب مناسب للموظفين؛ للاستفادة بشكل كامل من إمكانات الذكاء الاصطناعي التوليدي في مجال التسويق.
ولذلك، يُمكن القول إن الذكاء الاصطناعي يُقدم فرصًا هائلة لصناعة المحتوى، ولكنه يطرح أيضًا بعض التحديات. لكن مع الاستثمار في البيانات والتدريب والإشراف البشري، يُمكن تحويل هذه التكنولوجيا إلى أداة قوية تُساعد المسوقين على إنشاء محتوى أكثر إبداعًا وفعالية.