الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل العالم

متابعات – AI بالعربي 

يبدو أن العالم مقبل لا محالة على ما يُعرف بـ «ثورة الذكاء الاصطناعي» التي سيطال أثرها مختلف أوجه الحياة، حيث يشهد هذا المجال نمواً قوياً يجعله يمثل مكوناً رئيسياً لا غنى عنه في عدد متزايد من القطاعات الحيوية، كالأمن والبيئة والاقتصاد والتعليم والصحة والثقافة والتجارة وأسواق العمل وغيرها، كما أنه مجال يشهد تنافساً دولياً محتدماً مع تزايد إدراك أهميته في تحديد مكانة الدول ومواقعها على خريطة القوى الدولية، وقد أوجز هذا الإدراك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نوفمبر الماضي بقوله: «إن من سيقود الذكاء الاصطناعي سيحكم العالم».
ويُجمع الخبراء والمتخصصون على أن تطور الذكاء الاصطناعي المتسارع سيُتيح فرصاً هائلة للدول التي تستثمر في مجالاته وتطبيقاته المختلقة، بما يسهم في تحقيق أهدافها ورفع مستوى رفاهيتها، غير أنه، وكأي تكنولوجيا حديثة، يطرح عدداً من التحديات التي قد تتسبب في بعض الآثار السلبية، ولا سيما في ما يتعلق بالإشكاليات القانونية والأخلاقية التي يثيرها، والمخاوف من إمكانية حلول الآلة محل البشر في سوق العمل، أو أن تؤدي الأتمتة إلى نقص الوظائف، ومن ثم ارتفاع معدلات البطالة، وما قد يترتب على ذلك من مشكلات اجتماعية يمكن أن تؤثر سلباً على استقرار الدول والمجتمعات.
ومع التسليم أن هذه التحديات أو المخاوف حقيقية ويجب أخذها في الاعتبار، فإن المؤكد أنه لا يمكن أن تكون مبرراً للتخلف عن ركب المسار العالمي المتسارع لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، فالتكنولوجيا لن تنتظر أحداً ولن تتوقف مسيرتها أبداً، وسيفرض الذكاء الاصطناعي نفسه بقوة، وهنا يصبح على الدول والمجتمعات أن تستعد لهذا العصر الجديد، ووسيلتها في هذا هي التعليم المبدع الذي يمثل الحل الأول والأخير لإيجاد أجيال قادرة على التكيف مع هذا العصر الجديد.
كما أن الحاجة إلى تعزيز دور مراكز البحوث والدراسات لبحث ودراسة مختلف جوانب هذه التكنولوجيات الصاعدة والوقوف على الفرص التي تتيحها بهدف تعظيم الاستفادة منها، ومواجهة التحديات التي تفرضها، ستصبح أكثر إلحاحاً لمساعدة صانعو القرارات الوطنية في هذا المجال، ومن هنا تأتي أهمية الندوة التي سينظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات يوم الثلاثاء القادم تحت عنوان: «الذكاء الاصطناعي من الخيال إلى الواقع»، والتي يحاول المركز من خلالها إلقاء بعض الإضاءات على جوانب مختلفة من هذه التكنولوجيا التي ستغير العالم في المستقبل القريب، وستغير نظرتنا وإدارتنا لكثير من أمور حياتنا.

مركز تريندز للبحوث والاستشارات