مع تقدم العلم، وتحديداً التقنية، وأكثر دقة “الذكاء الاصطناعي“؛ صار الخوف على ما يعرف بـ “السيطرة” أمراً مؤرقاً، وورقة دائمة النقاش، وأصبحت سيناريوهات التمرد والتوحش تدور في أذهان الكثيرين.

في تقرير منشور، أشار الفيلسوف Nick Bostrom وآخرون إلى أن الذكاء الاصطناعي الفائق يثير تحديين أساسيين لمخترعيه، التحدي الأول: مسألة التحكم والتي تعنى بكيفية التأكد من أن الذكاء الاصطناعي الفائق يمتلك نفس الأهداف التي تمتلكها البشرية؛ لأنه دون ذلك يمكن أن يدمر الذكاء الاصطناعي البشرية عمدًا أو عن غير قصد أو نتيجة الإهمال – (كارثة ذكاء اصطناعي). أما التحدي الثاني: مسألة سياسية وهي كيف نضمن ألّا تنحصر فوائد هذا الذكاء الفائق في نخبة مجتمعية صغيرة فقط، مسببةً تفاوتًا هائلًا في المكانة الاجتماعية والثروة.

وهذا ما يبرهن أن فكرة “الخروج عن السيطرة” لا تشغل العوام أو المهتمين فقط، وإنما قلق أساسي في أذهان العلماء، ما يوجب وجود فكرة مضادة، تنفي هذا الخوف، وتعيد الأمور إلى مساراتها الواجبة.

الأمر المبهج هنا، هو ما نشر مؤخراً، حول التوصل إلى جلد اصطناعي، من شأنه أن يعزز القدرات الحسية للروبتات.

وبحسب الأبحاث المنشورة، يساعد الجلد الاصطناعي الجديد الروبوتات على الإحساس بأجسامها وبالبيئة المحيطة بها. واستوحى فريق من علماء جامعة ميونيخ التقنية فكرة الابتكار من الجلد البشري، وطور الفريق خليطاً من الجلد الاصطناعي وخوارزميات التحكم واستخدمها في إنتاج أول روبوت له بنية بشرية ويغطيه جلد اصطناعي.

وأيضاً، وبحسب الخبراء “لا يمكن لهذا الجلد الخاص أن يجعل التعاون بين البشر والروبوتات أكثر أماناً فحسب، بل يمكن الروبوتات مستقبلاً من العمل كمقدمي خدمات والرعاية في مجالات مختلفة ومنها الصحية”.

الفكرة الرئيسة، هي أن المخاوف غالباً ما تعبر عن سياق وظروف الحالة، لا أحد يمكنه أنه يبقي المخاوف للأبد. كل شيء قابل للتطور، والتغيير، والاستبدال. والسلام..