الذكاء الاصطناعي يغير ملامح 3 صناعات رئيسة .. بفرصه وأخطاره

33

ثورة ستحرر العمال من المهام الشاقة أم أنها المدمرة لملايين الوظائف؟ أثارت قدرات الذكاء الاصطناعي الجديدة حماسة كبيرة حول إنتاجية مكان العمل وتحذيرات رهيبة للموظفين في آن واحد. اختارت “فاينانشيال تايمز” ثلاث صناعات من بين أولى الصناعات التي اعتمدت التكنولوجيا لتحليل كيفية استخدامها في العمل اليومي.
الخدمات المهنية
لقد كان عاما غريبا للمحامين مثل أليكس شاندرو وكاريشما براههمبات. ففي كل مكان حولهم، كان الاقتصاديون والتكنولوجيون والصحافيون يتنبأون بما قد تعنيه التطورات الجديدة في الذكاء الاصطناعي للعاملين المهنيين. كانت العناوين الرئيسة التي تحذر من أن “الذكاء الاصطناعي مقبل للنيل من المحامين” منتشرة في كل مكان. لكن شاندرو وبراهمبهات لديهما منظور مختلف، ليس مبنيا على تصورات، بل من وسط مكان العمل. كونهما محاميين في شركة ألين آند أوفري في لندن، فإنهما يستخدمان بالفعل أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديدة في عملهما اليومي. بوسع نحو 3،500 موظف في “ألين آند أوفري” استخدام هارفي، منصة ذكاء اصطناعي مبنية على نسخة من أحدث نماذج شركة أوبن أيه آي، التي تم تحسينها للعمل القانوني.

يقول شاندرو، وهو محام متخصص في الملكية الفكرية التجارية، إنه استعان بمنصة هارفي أخيرا للتحضير لصفقة تضمنت حقوق الملكية في الميتافيرس. “إذن، ما اللوائح التنظيمية المتعلقة بالإعلان في المملكة المتحدة التي قد تنطبق في الواقع المعزز؟ سألت هارفي وحصلت على قائمة رائعة حقا. سابقا، كنت سأطلب من أحد المتدربين لدي أو من محام مبتدئ أن يذهب ويكتشف ذلك، وكان الأمر سيستغرق وقتا أطول”. تقول براهمبات أيضا إنها والمبتدئين لديها يستخدمون هذه التكنولوجيا بانتظام – وإن كانت النتائج متباينة. تضحك قائلة، “لقد طرحت عليه سؤالا الليلة الماضية وقد اختلق القضايا بالكامل. إذا تعاملت معه على أساس: يجب علي قراءة كل شيء والتحقق منه على أي حال، فإنه عندها مفيد. لا أعتقد أنه شيء يمكنك أخذ معلوماته والاعتماد عليها دون تحقق”. ديفيد ويكلينج.

رئيس مجموعة الابتكار في الأسواق في “ألين أند أوفري”، يقول إن القوة العاملة استعملت منصة هارفي بسرعة إلى حد ما منذ بدأت شركة المحاماة في إجراء تجارب في تشرين الثاني (نوفمبر)، مع أنها لا تستخدم من قبل الجميع يوميا بعد. يقول، “تحققت الليلة الماضية، استخدمها نحو 800 شخص في آخر 24 ساعة، وطرح كل منهم ثلاثة إلى أربعة أسئلة في المتوسط، بلغات مختلفة ومجموعات مهنية مختلفة”. يرى ويكلينج أن أحد أهم الأشياء هو ألا يعتقد الموظفون أن الأداة تتمتع بقدرة أكبر مما هي عليه بالفعل. “نقول إن هارفي مثل أحد واثق جدا وفصيح جدا في الـ13 من عمره. لا يعرف ما لا يعرفه. لديه بعض المعرفة الرائعة، لكنها معرفة منقوصة. لن تثق بمن يبلغ 13 عاما لإنجاز إقرارك الضريبي”. بدلا من صندوق أسود مكتوب على غطائه “سحر”، ترى شركة المحاماة أن هذه التكنولوجيا “مكسب إنتاجي روتيني. نعلم أن فيها مشكلات، ونعلم أنها ترتكب أخطاء، ونعلم أنها ستقدم معلومات قديمة.

لكن لا بأس بذلك، لأننا نحاول توفير ساعة أو ساعتين أسبوعيا من خلال 3،500 شخص يستخدمها اليوم”. في لندن، بدأت القوى العاملة الشابة في شركة برايس ووترهاوس كوبرز “متوسط العمر 31 عاما تقريبا” أيضا في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة، من بينها هارفي، في عملهم. تسمح لهم إحدى الأنظمة بتحميل المستندات – كومة من العقود القانونية أو النظام الأساسي لشركة ما، مثلا – وطرح أسئلة بشأنها. تأتي الإجابات المكتوبة بسلاسة مع رابط مصدر يؤدي إلى الأجزاء الدقيقة من المستندات التي استخلص منها الذكاء الاصطناعي استنتاجاته. يقول إيوان كاميرون، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في “برايس ووترهاوس كوبرز” في المملكة المتحدة، إن الاختلاف الأكبر مع هذه الأدوات الجديدة هو أنها تتيح استخدامها للجميع. “سابقا (…) كان الأمر أشبه بكونك في عالم خيول وتمتلك سيارة بمحرك سعة لتر واحد، لكن بأدوات تحكم مثل طائرة بوينج 747. لذا ستكون بحاجة إلى أشخاص متخصصين أذكياء حقا لكي تنطلق. أما الآن، فلديك أدوات يمكن دمجها في الشريط الجانبي لبرامج أوفيس 365 أو جوجل سوت”. يشبه كاميرون أحدث تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي بسكين الجيش السويسري التي تحتوي على 500 أداة.

“إذا كنت ترغب في معرفة جميع الأماكن التي يمكنك استخدامها فيها في مؤسستك، فيمكنك إما إنشاء فريق صغير ووضعهم في برج عاجي ويمكنهم ابتكار أفكار، وإما بوسعك منح الجميع سكين جيش سويسري وسيجدون استخداماتهم، طالما لديك ضوابط حول استخدامها”. وتشمل هذه الضوابط، “استخدامها مسودة أولى فقط، وحضور البشر في الحلقة، واستخدامها لحالات تكون تكلفة الفشل فيها قليلة”. لا يزال الوقت مبكرا، لكن حتى الآن يظهر أكبر توفير للوقت للشركات المهنية في المهام التي عادة ما يتم إسنادها إلى الموظفين المبتدئين. هل يعني ذلك أن شركات المحاماة والاستشارات لن تحتاج إلى هذه الوظائف بعد الآن، وإذا لم تعد بحاجة إليها، فمن سيدرب كبار خبراء المستقبل، وكيف؟ بيفك شارما، كبير مسؤولي التكنولوجيا في “برايس ووترهاوس كوبرز” للشؤون الضريبية والقانونية وخدمات الأفراد، يصر على أن الشركة ستظل ترغب في – وتحتاج إلى – تدريب الأشخاص ليغدوا “خبراء متخصصين”، لكن الطريقة لفعل ذلك ومدى سرعتها ستتغير عما قريب. ويتوقع، “التوقعات تجاههم ستنمو”.

أما لقطاع القانون، فتوجد أيضا مسألة ما إذا كان من المنطقي الاقتصاد في العمالة البشرية، نظرا إلى أن شركات كثيرة تتقاضى أجرا مقابل وقت المحامين بالساعة. لكن وفقا لهذا المنطق، يقول ويكلينج، “كان بإمكاننا الاستمرار في استخدام أجهزة الفاكس والآلات الكاتبة. إنه مقبل على أي حال، لذا نفكر في استيعابه واستخدامه بطريقة آمنة”. أما فيما يتعلق بالمخاوف من أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل مجموعة من المهن مثل المحامين والمحاسبين بالكامل، فيبدو الذين بدأوا استخدام الأدوات متفائلين في الوقت الراهن. يتحدث شاندرو عن فن “الكلام الرصين” للتفاوض على عقد ما والذي يعتمد اعتمادا كبيرا على “الموهبة” و “الخبرة” مثلما يعتمد على المعرفة بالقانون. في شركة كيه بي إم جي، يشعر رئيس شؤون الموظفين العالمي نهلامو دلومو بقلق أكبر من احتمال زيادة عبء العمل. “ما الذي يمكن أن يساعدنا على ألا نقع في هذا الفخ؟ ما الضوابط الحقيقية التي نحتاج إلى وضعها حول العمل حتى نتمكن فعليا من ضمان جنينا الفائدة من الذكاء الاصطناعي، ليس فقط للمؤسسات لكن للأفراد أيضا؟”. لدى شارما من “برايس ووترهاوس كوبرز” التوقعات ذاتها. “ما سيحدث في غضون عام هو أن عملاءنا (…) سيتوقعون منا تقديم مشورة قيمة أكثر في أطر زمنية أقصر بكثير. إذا كنا سنلتقي مرة أخرى بعد عام، أظن أنك ستجد نسخة أكبر سنا مني”.

صناعة الأفلام
تضمن الاتفاق المبدئي لمخرجي هوليوود مع شركات إنتاج الأفلام هذا الشهر بندا كان من شأنه أن يربك المنتجين السينمائيين في العصر الذهبي مثل بيلي وايلدر أو فرانك كابرا. فقد أعلن الجانبان أن الذكاء الاصطناعي “لا يمكن أن يحل محل المهام” التي يؤديها المخرجون. كان البيان بيانا تاريخيا يدخل في سجلات اتفاقيات العمل في هوليوود، حتى لو كان بعضهم قلقا بشأن استبدال المخرجين بالذكاء الاصطناعي عما قريب. ذكر صانع صفقات مخضرم في هوليوود، “لا أرى أن بوسع أحد القول إننا فعلا في مرحلة يمكن لروبوت فيها أن يخرج الأفلام”. إن المخاوف تلج أكثر على آخرين في هوليوود، من كتاب السيناريو – الذين دخلوا في إضراب منذ الأول من أيار (مايو) – إلى الممثلين وفناني الصوت. يخشى كتاب السيناريو أن تقل فرص العمل ذات الأجر الجيد لهم في عالم يمكن فيه للذكاء الاصطناعي اقتباس الكتب في أفلام أو كتابة المسودات الأولى. يشعر ممثلون بقلق من فقدانهم السيطرة على صورتهم، في حين ينتاب مدبلجون قلقا من أن تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي الجديدة التي تطابق حركات الفم مع لغات مختلفة ستلغي وظائفهم.

قدمت بعض الشركات الناشئة المتحمسة في مجال الذكاء الاصطناعي بالفعل تكنولوجيا دبلجة تقول إنها توفر الوقت والمال عند التصوير – دون القضاء على الوظائف. أنتجت شركة فلوليس، مثلا، أداة تمكن صانعي الأفلام من استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لإدخال حوار جديد في المشاهد التي تم تصويرها بالفعل، ما يلغي الحاجة إلى بناء مواقع التصوير مجددا وسفر ممثلين من أجل إعادة تصويرها. سيسجل الممثل الحوار الجديد في حجرة تسجيل وستعمل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على مزامنة “شكل فم” الممثل من اللقطة الأصلية وتكييفه بطريقة تجعل الكلمات تبدو طبيعية. لقد طورت “فلوليس” أداة تحل مشكلة الأفلام المدبلجة التي لا تتطابق فيها حركات الفم مع التعليق الصوتي. إذ أطلقت “فلوليس” الشهر الماضي شراكة مع شركتي إكس وأي زد فيلمز وتي شوب برودكشينز لشراء حقوق أفلام أجنبية، وتحويلها إلى اللغة الإنجليزية باستخدام الذكاء الاصطناعي وتوزيعها في الأسواق الناطقة باللغة الإنجليزية. تستخدم شركة بيبركب، شركة ناشئة للذكاء الاصطناعي تتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها، تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لأتمتة عملية الترجمة والدبلجة.

تتمتع هذه الصفقات بإمكانية توسيع حدود الأفلام الناطقة بلغة أجنبية بشكل كبير، لكن بعض الممثلين قد يخشون من أن ذلك قد يكلفهم عملهم. قال صانع الصفقات في هوليوود، “القلق هنا هو (…) هل تسلب ممثلي التعليق الصوتي الذين يدبلجون أفلاما بلغة أجنبية وظائفهم؟”. يقول أشخاص مقربون من الشركة إن هذه المخاوف لا أساس لها، نظرا إلى أنهم يستخدمون فنانين وممثلين صوتيين محترفين للدبلجة وتعمل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على مطابقة حركات الفم مع اللغة الجديدة. قالت هيلاري كرين، كبيرة المسؤولين القانونيين في وكالة كرييتيف أرتيستس، إنها تعتقد أن الذكاء الاصطناعي يوجد فرصا أكثر من الأخطار التي تحدق بهوليوود. تقول إن البراعة ستكون “دعم المفكرين المبدعين والبشر الذين ينتجون العمل فعليا دون تقييد استخدام الأداة الجديدة”.

ركزت النقابات العمالية في هوليوود في البداية على آثار ثورة تكنولوجية مختلفة، ألا وهي البث المباشر. لكن المخضرم في هوليوود أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي كان “المسألة التي اشتعلت في روح العصر”. “إذا كان بإمكان منتج ما استخدام الذكاء الاصطناعي لكتابة نص من 100 صفحة، فيمكنه حينئذ الذهاب إلى الكاتب والقول، سأدفع لك 50 ألف دولار لإعادة كتابة هذا النص بدلا من الـ200 ألف دولار مقابل كتابتك أنت على الصفحة”. بموجب مقترحات نقابة الكتاب الأمريكيين، فإن هذا السيناريو سيكون محظورا. تريد النقابة منع استخدام برامج الذكاء الاصطناعي في كتابة نصوص أو إعادة كتابة عمل صنعه إنسان. إن الاستخدام المقبول الوحيد للذكاء الاصطناعي في هذه المرحلة هو لأغراض البحث، حسبما تقول نقابة الكتاب الأمريكيين.

للتكنولوجيا بعض الفوائد المحتملة لكتاب السيناريو، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي أن يجعلهم أكثر كفاءة، حيث يتيح لهم كتابة مزيد من النصوص السينمائية في غضون عام. لكن ربما يتم تقويض مثل هذه الفرص السانحة من جانب شركات الإنتاج المقتصدة في إنفاقها التي تستخدم هذه التكنولوجيا لتوظيف عدد أقل من الكتاب.
يمكن أن تكون الجوانب الإيجابية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أكثر وضوحا عند الممثلين، الذين بإمكانهم توظيف “ممثل بديل رقمي” لهم للظهور في إعلان أثناء تصوير فيلم طويل، مثلا. تقول كرين إن المفتاح لإنجاح هذا هو أن تفرض الصناعة مفاهيم أخلاقية أساسية، بما في ذلك، “أن يمتلك الناس أسماءهم وصورتهم ونسخهم الشبيهة وأن يكونوا متحكمين بشأن وقت استخدامها وكيفيته”.

البرمجة
لقد استفاد المبرمجون من التطورات التي شهدها الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحفيز الكفاءة وتوفير الوقت، باستخدام أدوات مثل تشات جي بي تي للمساعدة على كتابة البرامج.
إذا تم إعطاؤها تعليمات محددة، تستطيع برامج المحادثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي أن تقترح سطورا من الشفرات البرمجية التي يمكن للمبرمجين تشغيلها واختبارها. لكن خبراء البيانات يحذرون من أنه ما زالت هناك أوجه قصور واضحة. يقول إدوارد راشتون، عالم البيانات والمؤسس المشارك لشركة إفيشنت داتا جروب الاستشارية، “إنها مفيدة للغاية كما أنها تسرع الأمور كثيرا، لكن يجب أن يعرف المرء كيف ينبغي أن تبدو الإجابة حتى تكون ناجعة”. يقول راشتون إن هناك محاولات كثيرة من التجربة والخطأ، لذا فإن فهم كيفية إصلاح ما أنتجه الذكاء الاصطناعي هو أمر بالغ الأهمية. يحذر قائلا، “إنه يخطئ في فهم المسائل، ويختلق أمورا فقط. سيخترع دالة غير موجودة، يبدو كل شيء فيها معقولا تماما، لكنها غير صحيحة ولن تنجح”.

أرشانا فايديسواران، مديرة منتجات البيانات في منظمة وومن هو كود غير الربحية، استخدمت تشات جي بي تي لإنشاء أداة ملحقة في متصفح جوجل كروم تساعد الناطقين باللغة الإنجليزية من غير أهلها على ترجمة النص وتعديل صياغته إلى أسلوب محادثة طبيعي أكثر. أنشأ روبوت المحادثة من “أوبن أيه آي” الشفرة للواجهة الأمامية للمنتج، وهو الجزء الذي يمكن للمستخدمين رؤيته والتفاعل معه، في حين كتبت فايديسواران التكنولوجيا الأساسية له. تقول، “يمكن أن يكتب تشات جي بي تي شيئا محددا للغاية، ثم يتعين عليك العمل عليه”.

يقول مات شومر، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة أذرسايد أيه آي، وهي شركة ناشئة لديها منتج لكتابة رسائل البريد الإلكتروني، يقول إن موظفيه يستخدمون الذكاء الاصطناعي للمساعدة على البرمجة وأن جزءا كبيرا من شفرة الشركة قد تمت كتابته بهذه الطريقة. يقول، “من الناحية الفنية، هذا ليس متطلبا، لكني أشك في قدرة أي شخص لم يكن يستخدمه على مواكبة بقية الفريق”. لكنه يؤكد الحاجة إلى مهندسين ذوي خبرة للحكم على النتائج التي يقدمها الذكاء الاصطناعي والتحقق من صحتها واستخراج الإجابات الصحيحة التي تتطلب “صبرا”. حيث يقول، “لقد أحدث الذكاء الاصطناعي تحولا جذريا في دور المبرمجين. فبدلا من التركيز فقط على البرمجة اليدوية، سيقضون الآن وقتا أكثر في تحديد المشكلة، وتصميم الهيكل، وتوجيه الذكاء الاصطناعي لإنجاز الأعباء الثقيلة”، كما يقول، مضيفا أنه يحرر الموظفين من” المهام المملة”.

تقول جمعية الحوسبة البريطانية أنه إضافة إلى استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي لكتابة الشفرة البرمجية، يمكن استخدامها لتحليل الشفرة الحالية والبحث عن الأخطاء أو نقاط الضعف التي قد يستغلها المخترقون. هذا يعكس حاجة المطورين إلى مراجعة الاستجابات بدقة والنظر في كيفية الاستفادة من البيانات المدخلة في أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي. يقول راشيك بارمار، الرئيس التنفيذي لجمعية الحوسبة البريطانية، “يجب أن يفهم المختصون مستوى الكفاءة المطلوب – عند استخدام الذكاء الاصطناعي – لأنهم يتحملون مسؤولية كبيرة. إنهم بحاجة إلى فهم أخلاقيات العمل الذي يؤدونه وأن يتحملوا المسؤولية في حال فشل هذا الشيء”.

عندما تصبح احتياجات الشفرة أكثر تعقيدا، فإن قصور الذكاء الاصطناعي التوليدي يزداد أكثر. إذ يقول مسؤول تنفيذي كبير في شركة كبرى يقع مقرها في وادي السيليكون إن الشركة تبحث من كثب في إمكانات الذكاء الاصطناعي لتعزيز إنتاجية مطوري البرامج لديها، لكنه “ليس فاعلا بعد”. مع أنه يعمل جيدا في البرمجة البسيطة، كما يقول هذا المسؤول التنفيذي، إلا أنه يعاني في بنية البرامج المعقدة داخل شركة كبيرة. ومع ذلك، تعد البرمجة من أهم المجالات التي تتطلع فيها الشركات إلى تطبيق الذكاء الاصطناعي التوليدي. وفقا لما قالته شركة كيه بي إم جي، “بالنسبة إلى عديد من مطوري البرامج، سيصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي أهم شريك برمجة سيعرفونه يوما”.

المصدر: الاقتصادية

اترك رد

Your email address will not be published.