“أكبر تغيير تكنولوجي في التاريخ”.. كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقلب العالم رأسًا على عقب؟

14

AI بالعربي – متابعات

نشر موقع «تيك اكسبلور» تقريرا سلط فيه الضوء على التغييرات الكبرى التي سوف يحدثها الذكاء الاصطناعي في العالم خلال الفترة المقبلة، خاصة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي وأيضا النظام الدولي.

وبحسب التقرير، فإن مراقبون قالوا إن صعود الذكاء الاصطناعي العام، الذي يُنظر إليه الآن على أنه أمر حتمي في وادي السيليكون- سيحدث تغييرًا ضخما – وأكبر من أي شيء شهده العالم حتى الآن، متسائلا «لكن هل نحن جاهزون؟».

الموقع قال إن الذكاء الاصطناعي يتمتع بقدرات معرفية بشرية، مشيرا إلى أنه لا يقصد هنا الذكاء الاصطناعي في «شكله الضيق ممثلا في ChatGPT»، الذي بات يحتل العناوين الرئيسية في العالم، بل الذكاء الاصطناعي الذي «سيُدخل الناس إلى عصر جديد من الإبداع».

لكن في الوقت نفسه، ينقل الموقع عن خبراء تحذيراتهم من أن «مثل هذا التحول التاريخي قد يهدد الوظائف، ويثير قضايا اجتماعية لا يمكن التغلب عليها».

فبحسب سيكي تشين، الرئيس التنفيذي لشركة سان فرانسيسكو الناشئة «رانواي»، فإن «التطورات التكنولوجية السابقة من الكهرباء إلى الإنترنت أشعلت تغييرًا اجتماعيًا قويًا»، موضحا «هذه هي المرة الأولى التي نتمكن فيها من خلق الذكاء نفسه والتوسع فيه عالميا، لذلك فإنه سيكون أكبر تغيير تكنولوجي آخر مررنا به في التاريخ».

وقال تشين، إن مثل هذا التحول المثير والمخيف هو «سلاح ذو حدين»، متخيلًا استخدام الذكاء الاصطناعي العام لمواجهة تغير المناخ، على سبيل المثال، ولكنه يحذر أيضًا من أنها أداة نريد أن تكون «قابلة للتوجيه قدر الإمكان».

وذكر الموقع أن إصدار ChatGPT في أواخر العام الماضي هو الذي جعل فكرة الذكاء الافتراضي للآلة التي لديها القدرة على فهم وتعلم أي مهمة فكرية يستطيع الإنسان القيام بها قفزة عملاقة أقرب إلى الواقع.

وأشار إلى أن (أوبن إيه آي)، الشركة التي تقف وراء البرنامج الذي ينتج المقالات والقصائد ورموز الحوسبة عند الطلب، أصدرت نسخة أكثر قوة من التكنولوجيا التي تشغلها- GPT-4، وتقول إن التكنولوجيا لن تكون قادرة فقط على معالجة النصوص ولكن أيضًا الصور وإنتاج محتوى أكثر تعقيدًا مثل الشكاوى القانونية أو ألعاب الفيديو.

وقالت الشركة إنه على هذا النحو «سيُعرض أداءً يساوي مستوى الإنسان» في بعض المعايير.

وداعا للمشقة

وذكر الموقع أن نجاح OpenAI، المدعوم من Microsoft، أشعل سباق تسلح من نوع ما في وادي السيليكون حيث يسعى عمالقة التكنولوجيا إلى دفع أدوات الذكاء الاصطناعي المنتجة لديهم إلى المستوى التالي- على الرغم من أنهم لا يزالون حذرين من خروج روبوتات المحادثة عن المسار.

وأضاف أنه بالفعل يمكن للمساعدين الرقميين المزودين بالذكاء الاصطناعي من Microsoft وGoogle تلخيص الاجتماعات، وصياغة رسائل البريد الإلكتروني، وإنشاء مواقع الويب، وصياغة الحملات الإعلانية والمزيد، مما يمنحنا لمحة عما سيكون عليه الذكاء الاصطناعي العام قادرًا على القيام به في المستقبل.

خفض التكاليف

يعتقد البعض أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أيضًا خفض التكاليف، ففي تغريدة له، قال مهندس المناظر الطبيعية البريطاني جو بيركنز إنه استخدم GPT-4 لمشروع ترميز، أخبره مطور «جيد جدًا» أنه سيكلف 5000 جنيه إسترليني بما يعادل (6000 دولار) ويستغرق أسبوعين.

وكتب على تويتر: «قدمت GPT-4 نفس الشيء في 3 ساعات، مقابل 0.11 دولار». «حقا محير العقل».

لكن هذا يثير تساؤلًا حول التهديد الذي تتعرض له الوظائف البشرية، مع اعتراف رجل الأعمال تشين بأن التكنولوجيا يمكن أن تبني يومًا ما شركة ناشئة مثله- أو حتى نسخة أفضل.

أسئلة وجودية

وأشار الموقع في تقريره إلى أن الذكاء الاصطناعي يضع في كل مكان أيضًا علامة استفهام حول الأصالة الإبداعية حيث يتم إنشاء الأغاني والصور والفن والمزيد بواسطة البرامج بدلاً من الأشخاص، متسائلا هل سيتجنب البشر التعليم، معتمدين بدلاً من ذلك على البرمجيات للقيام بالتفكير نيابة عنهم؟ ومن الذي يمكن الوثوق به لجعل الذكاء الاصطناعي غير متحيز ودقيق وقابل للتكيف مع مختلف البلدان والثقافات؟

ونقل الموقع عن شارون زو، المؤسس المشارك لشركة الذكاء الاصطناعي التوليدية، إن الذكاء الاصطناعي العام «ربما يأتي إلينا أسرع مما يمكننا معالجته».

وقال لفرانس برس إن التكنولوجيا تثير سؤالا وجوديا للبشرية: «إذا كان هناك شيء أقوى منا وأكثر ذكاءً منا، فماذا يعني ذلك بالنسبة لنا؟ مضيفا «وهل نسخرها؟ أم أنها تسخرنا؟».

وتقول شركة OpenAI إنها تخطط لبناء الذكاء الاصطناعي العام بشكل تدريجي بهدف إفادة البشرية جمعاء، لكنها أقرت بأن البرنامج به عيوب تتعلق بالسلامة.

المصدر: المصري اليوم

اترك رد

Your email address will not be published.