علاقة الذكاء الاصطناعي بحقوق الملكية الفكرية
AI بالعربي – خاص
تعتبر الملكية الفكرية لنتاج الفكر الإنساني من اختراعات وإبداعات فنية، والتي تُعَرَّف بأنها أعمال الفكر الإبداعية والاختراعات والمصنفات الأدبية والفنية والرموز والأسماء والصور والنماذج والرسوم الصناعية، وتنقسم حقوق الملكية الفكرية إلى 3 فئات وهي: الملكية الصناعية، الملكية التجارية، الملكية الأدبية.
وعلى الرغم من صعوبة الاعتراف في الماضي بحقوق الملكية الفكرية بصورة عامة وبحقوق الملكية الأدبية بصورة عامة، إلى أن جاءت الأنظمة القانونية الجديدة بفكرة الحماية القانونية لهذه الحقوق، حيث وضعت أنظمة قانونية خاصة بها، ومع الدخول في عصر الثورة الرقمية بِبُعَديها الإلكتروني التقليدي “الحاسب الآلي” والرقمي الذكي “الذكاء الإصطناعي”، فقد طرحت هذه الثورة تحديات جديدة أمام هذه المنظومات في إعادة تكييف الحق وقواعد حمايته، وكانت هذه المنظومات تكيفت بشكل كبير من نتائج تلك الثورة ببعديها الرقمي والتقليدي، فكان عليها أيضًا التكيف مع مخرجات هذه الثورة في بعدها الرقمي “الذكاء الاصطناعي”.
قاد الذكاء الاصطناعي تطورات مهمة في عالم الأعمال والتكنولوجيا، عن طريق الاستفادة من مجموعة واسعة من الصناعات بتأثير جوانب الإنشاء، ويرتبط الذكاء الاصطناعي مع الملكية الفكرية بطرق عديدة، من ضمنها تأثير الذكاء الاصطناعي على قانون البراءات، وحق المؤلف، وقانون التصاميم.
دور منظمة “الويبو” في حماية حقوق الملكية الفكرية
قامت المنظمة العالمية للملكية الفكرية “الويبو”، بتنظيم محادثة جماعية عبر الإنترنت مؤخرًا، والتي تناولت تحديات الملكية الفكرية والتكنولوجيات الحدودية، وذلك يومي 22- 23 من سبتمبر الجاري عبر الإنترنت، تحت عنوان “البيانات- أبعاد من الذكاء الاصطناعي في عالم مترابط تمامًا”.
وقد نظرت محادثة “الويبو” في بعض المعلومات الأساسية حول المناقشات الراهنة عن البيانات، والذي يشمل تحديد ماهيّة البيانات، والسبب وراء تزايد أهمية هذه الأصول غير الملموسة، ولماذا تغيّرت طرقنا في الأعمال والابتكار والإبداع؟ كما عرضت الدورة أيضًا مشاهدًا لبعض الأطر التنظيمية الرئيسة للبيانات، وفي ذات السياق طرحت محادثة “الويبو” تساؤلًا بشأن كيفية توافق البيانات مع نظام الملكية الفكرية الحالي؟ وكيفية استخدام نظام الملكية الفكرية للبيانات؟
الذكاء الاصطناعي وسياسات الملكية الفكرية
صُممت أنظمة الملكية الفكرية لتحفيز الابتكار والإبداع بين البشر، وحتى وقتٍ قريبٍ جدًا كان الابتكار والإبداع كان خاصيّتان تميزان الجنس البشري، وبينما يواصل الذكاء الاصطناعي البزوغ كتكنولوجيا عامة الأغراض، وذات تطبيقات واسعة الانتشار في الاقتصاد والمجتمع، إلا ذلك يطرح أسئلة تصب في صميم الأنظمة القائمة للملكية الفكرية، فهل يحتاج الابتكار والإبداع القائمين على الذكاء الاصطناعي إلى حوافز؟ وكيف ينبغي موازنة الابتكار والإبداع بين البشر، مع الابتكار والإبداع القائمين على الذكاء الاصطناعي؟ وهل يتطلب ظهور الذكاء الاصطناعي إلى إدخال أي تغييرات على الأطر القائمة للملكية الفكرية؟
وتوفّر “الويبو” منتدىً متعدد لأصحاب المصلحة، وذلك للنهوض بمفهوم وقضايا الملكية الفكرية، المتعلقة بتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد والمجتمع، والأثر الكبير الذي ينجم عن ذلك والذي يمس إنشاء، وإنتاج، وتوزيع السلع والخدمات الاقتصادية والثقافية.
منصة تبادل المعلومات بشأن الذكاء الاصطناعي واستراتيجيات الملكية الفكرية
الذكاء الاصطناعي بات قوة استراتيجية، لكثيرٍ من الحكومات في جميع أنحاء العالم، وتزداد وتيرة اعتماد الاستراتيجيات المتعلقة بتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي والإجراءات التنظيمية المتعلقة به، وقد بدأت “الويبو” بتجميع الصكوك الحكومية الرئيسية، المُتصلة بالذكاء الاصطناعي وبالملكية الفكرية وذلك بمساعدة الدول الأعضاء، والدول الأعضاء يتحتم عليها إبلاغ “الويبو” بأي تحديثات في سياساتها.
استخدامات الذكاء الاصطناعي في إدارة الملكية الفكرية:
تُستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد، في ملف إدارة طلبات الحصول على حماية الملكية الفكرية. ومن أمثلة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال أداة “الويبو” المختصة في الترجمة “WIPO Translate”، وأداة “الويبو” للبحث عن صور العلامات “WIPO Brand Image Search”، وهما يستعينان بتطبيقات قائمة على الذكاء الاصطناعي من أجل الترجمة والتعرّف على الصور آليًا، وقد طوّر كثير من مكاتب الملكية الفكرية حول العالم، تطبيقات أخرى للذكاء الاصطناعي ونشرتها، عقدت “الويبو” في مايو 2018 اجتماعًا لمناقشة تطبيقات الذكاء الاصطناعي تلك، وتحفيز تبادل المعلومات وتقاسم التطبيقات فيما بينهم، وستستمر المنظمة في الاتّكال على قدرتها في تنظيم الاجتماعات، وعلى مكانتها كمنظمة عالمية مسؤولة عن سياسات الملكية الفكرية من أجل مواصلة هذا الحوار والتبادل، وتتناول الفقرة 46 الأسئلة المتعلقة بالجوانب السياسية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الإدارة الفعلية للملكية الفكرية.