توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة قضايا البيئة
AI بالعربي – “خاص”
تزداد أهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي يومًا بعد يوم، بعد أن أصبحت هذه التقنيات تُساهم بشكل كبير في كافة مجالات الحياة، من الطب إلى الحسابات إلى المحاماة والهندسة والتعليم وخلافه، كما أصبح الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا أساسيًا في مجالات حماية البيئة وتغيرات المناخ والتنمية بوجه عام، وانعقدت عليه الآمال في مواجهة معظم مشاكل البيئة، حيث شهد العام 2018 انطلاقةً كبيرةً في هذا المجال.
“مايكروسوفت” وخدمة البيئة
قامت شركة “مايكروسوفت” بإطلاق برنامج الذكاء الاصطناعي من أجل كوكب الأرض، ويهدف هذا البرنامج إلى حماية الأرض من التلوث، وتبلغ مدة البرنامج خمس سنوات، ويعمل هذا البرنامج من خلال 4 قطاعات أساسية، وهي المياه والزراعة وتغير المناخ والتنوع البيولوجي والتعامل مع الكوارث الطبيعية، من خلال التوقع والاستعداد والتدخل السريع للحد من تداعياتها، وعلى سبيل المثال بالنسبة للترشيد والحفاظ على المياه، فهناك تطورات كبيرة في استخدام الروبوت في الري الزراعي وترشيد استخدامات المياه في الزراعة، بجانب الحفاظ على جودة المياه وحمايتها من التلوث، وترشيد استخدامات المياه داخل المساكن والعمل والأنشطة البشرية بوجه عام.
الذكاء الاصطناعي في القضايا البيئية
في الآونة الأخيرة، وخصوصًا مع القفزات النوعية التي طرأت في مضمار الذكاء الاصطناعي، تفاجأ العالم بأسره وفي كافّة القطاعات من الإمكانيات الهائلة، التي قد تنتج عن تلاقُح الذكاء الاصطناعي مع كل ما يَمسٌ الحياة البشرية. وعلى اعتبار أن العُلوم البيئية تُعد علومًا هامّة وحيويّة بالنسبة للإنسان، فإنّ العديد من الباحثين والعلماء يحاولون تطبيق التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي على مُختلف قضايا البيئة، وفي السطور القادمة نرصد الطُرُق التي يتّبعها العُلماء والباحثون، في توظيف الذكاء الاصطناعي في القضايا البيئية:
الزراعة الذكية ونظُم الغذاء المُحوسبة
لا يزال الباحثون يطوّرون تقنيات حديثة، أصبح بعضها مُتاحًا بالفعل في أوروبا وأميركا، بحيث يتم دمج النظم المحوسبة المعقّدة بالزراعة، وتقوم الفكرة بشكل أساسي على استخدام روبوتات، قادرة على التنبؤ المُبكِّر بمختلف الأمراض التي قد تصيب المحاصيل، ثمَّ تقوم بتخطيط ما يلزم من طرق العناية والوقاية بالمحاصيل، وذلك استنادًا على لوغاريثمات مُتقدّمة مبنية على الطرق الحديثة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يعتقد الباحثون في هذا الشأن أنّ هذه التحسينات الحديثة، من شأنها ترشيد استهلاك المياه والأسمدة، وذلك لزيادة جودة وكفاءة القطاع الزراعي بشكلٍ عام.
التنبؤ بالمناخ والطقس عبر الذكاء الاصطناعي
يعمل الباحثون مؤخرًا، على تطوير حقل علمي جديد يُدعى «Climate Informatics»، وهو فرعٌ علميّ يستندُ إلى منظوماتٍ رقميةٍ محوسبة، قادرة على التنبؤ بالحالات المناخية وحالة الطقس بشكلٍ دقيق، وذلك من خلال توظيف ما يُدعى بـِ«deep learning»، وهو قطاعٌ علميٌ يهتمُّ باللوغاريثمات المستوحاة من آلية عمل وتقسيم الدماغ البشري، وعبر تطبيق هذه التقنيات يتوقع الباحثون، أن يكون بإمكاننا في المستقبل القريب التنبؤ بالكوارث البيئية الناجمة عن التغيرات المناخية، مما يُسَهِّل التصرف والوقاية بشكلٍ مُسبَق.
الذكاء الاصطناعي والتحكم بتلوث الهواء
من شأن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي أن يزوّدنا بوسائل تُمكِّنُنا من التحكّم بالتلوّث الهوائي، وأن نُميِّزَ بين مُسبِّبات التلوث الهوائي بشكل أسرع وأكثر دقة بالمقارنة مع الوسائل التقليدية، ففي حالة التسرّب الغازي على سبيل المثال تُمكِّنُنا المجسّات الذكية المزودة بالـ “machine learning”، من التصرف السريع بناءً على الدقة والسرعة المتاحتين بفضل هذه التكنولوجيا الحديثة، ومن جانب آخر يُمكن لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التقليل من التلوّث الهوائي بطرق مختلفة، مثل السيارات ذاتية القيادة «autonomous cars»، والتي إذا تم استخدامها فإنها تُساهم في التقليل من الانبعاثات الغازية السامة التي تصدر من وقود المركبات التقليدي.
تطبيقات بيئية أخرى للذكاء الاصطناعي
إلى جانب ما أتينا على ذكره في السابق، فهناك تطبيقات كثيرة أخرى للذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بالشأن البيئي، حيث يُمكِن على سبيل المثال أن نستخدم التطورات الرقمية الحديثة في الذكاء الاصطناعي في مراقبة المياه ومستوى تلوّثها، بالإضافة إلى استهلاك الطاقة بشكل عام في اتخاذ الإجراءات الملائمة، كما يمكن أيضًا بفضل التقنيات الرقمية الحديثة أن نقلل كميّة النّفايات بشكلٍ عام، عبر أنظمة ذكية خاصة بهذا المضمار، ومن جانب آخر يُمكِن للذكاء الاصطناعي مستقبلًا من أن يقلل ما يعرف بالبصمة الكربونية «Carbon footprint»، وأن يكشف مصادر التلوث الهوائي والقيام بوضع اقتراحات مُحوْسبة، في سبيل الحد من أشكال التلوث المُختلِفة.