الذكاء الاصطناعي يحدث نقلة نوعية في قطاع الزراعة
AI بالعربي – “خاص”
كان البشر دائمًا في سعي إلى تطوير أساليب الزراعة ومعداتها على مدى آلاف السنين، فهي من أقدم المهن في تاريخ البشرية التي كانت ومازالت، المصدر الرئيسي للغذاء والركيزةً الاقتصاديةً للعديد من الدول، إلا أن قطاع الزراعة يواجه الكثير من التحديات في الوقت الحالي، حيث ينافس النمو والتوسع العمراني السكاني الأراضي الزراعية، كما شهدنا مؤخرًا نزوحًا لليد العاملة من المناطق الزراعية النائية إلى المدن المركزية، ورصد الخبراء عزوفًا للأجيال الصاعدة عن مهنة الزراعة، التي ما زالت متأخرةً عن مواكبة التطور التقني مقارنةً ببقية الصناعات.
بدأ اعتماد قطاع الزراعة على الذكاء الاصطناعي، في الارتفاع قبل تفشي جائحة كورونا، بسبب عوامل مثل تغير المناخ والنمو السكاني ومخاوف الأمن الغذائي، ولكن انتشار الوباء الذي هدد العالم بأكمله أدى إلى تسريع الاعتماد على التكنولوجيا في الزراعة كما فعل في القطاعات الأخرى، خاصة مع عدم إمكانية تنقل العمالة التي تشتغل على حصد المحاصيل بسبب الإغلاق.
وقامت شركة “بلو ريفر تكنولوجي” بتطوير جهاز “سي أند سبراي”، وهو روبوت يعزز من رؤية الكمبيوتر في مراقبة ورش الأعشاب الضارة بدقة على النباتات، وبحسب الشركة فإن تقنيتها توفر 80% من المواد الكيميائية التي يتم رشها على المحاصيل والأعشاب الضارة، التي تسبب خسائر سنوية في مزارع الذرة وفول الصويا في أميركا بـ 43 مليار دولار.
وطورت شركة “بيت” الناشئة ومقرها برلين، تطبيقًا يُسمى “بلانتيكس” يحدد نقص المغذيات في التربة، بواسطة خوارزميات تربط أنماطًا من أوراق الشجر ببعض عيوب التربة والآفات النباتية، كما أن شركة “بيت” قد استحوذت على شركة “سيل بي” الناشئة في سويسرا ولها فرع في الهند، وهي منصة لرقمنة السوق الزراعية في الهند تربط بين أكثر من 7000 شركة.
واستحوذت شركة “جون ديري” عام 2017 وهي شركة أميركية مُصنِّعة للآلات الزراعية على شركة “بلو ريفر تكنولوجي” وذلك مقابل 305 ملايين دولار، وتعتبر “جون ديري” من الشركات المدرجة على بورصة نيويورك، والتي ارتفع سعر سهمها بنحو 35% على أساس سنوي.
وركزت شركة “فارم شوت” الناشئة، على تحليل البيانات الزراعية المستمدة من الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار، حيث يمكن لبرنامجها إبلاغ المستخدمين بالمكان المطلوب بالضبط لوضع الأسمدة، مما يمكن أن يقلل من كمية الأسمدة المستخدمة بنسبة 40% تقريبًا.
وفي ذات السياق عمدت شركة “أي وير” على استخدام خوارزميات التعلم الآلي والأقمار الصناعية، للتنبؤ بالطقس وتحليل استدامة المحاصيل وتقييم المزارع لوجود الأمراض والآفات، ويتم تخصيص هذه التنبؤات بناءً على احتياجات كل عميل، وهي توفر لمستخدميها الوصول إلى أكثر من مليار نقطة من البيانات الزراعية على أساس يومي.
ونجح المهندس “إبراهيم يوسف العبيدلي” مؤسس “مؤسسة أرضية الإبداع للحلول المعلوماتية”، وعضو مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة بدولة الإمارات العربية المتحدة، في ابتكار جهاز يختص بالزراعة الحديثة، يعمل على تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، ويرتبط بإنترنت الأشياء، ويعمل الجهاز على طباعة البيانات بتقنية ثلاثية الأبعاد، من خلال زراعتها في المساحة المناسبة، حيث يحدد نوع النبات المناسب للزراعة واحتياجه للمياه بالكمية والوقت المناسبين، فضلًا عن متابعته لرطوبة التربة ودرجة الحرارة، كما أنه يتيح للمستخدم رؤية محصوله بالرغم من بُعده عنه، بواسطة كاميرا مثبتة عليه، ويعمل أيضًا على الإعلام بموعد قطف الثمار، وذلك من خلال وصول رسالة تخبره بذلك.