ثنائي الذكاء الاصطناعي والحرب الإلكترونية

7

AI بالعربي – متابعات

في عصرنا الحالي، أصبحت الشبكات والتقنيات المعلوماتية حجر الزاوية في تشكيل أسلوب حياة الإنسان وتفاعله مع بيئته. من الهواتف المحمولة إلى الإنترنت اللاسلكي، بات الاعتماد على الاتصال عبر الطيف الكهرومغناطيسي جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية. ومع هذه الثورة التكنولوجية، لم تبقَ الجيوش بعيدة عن هذا التحول، حيث يعتمد التشغيل العسكري الحديث بشكل كبير على الشبكات اللاسلكية والطيف الكهرومغناطيسي لأغراض الاتصال، والملاحة، والاستخبارات، والحماية.

وتلعب الحرب الإلكترونية دورًا محوريًا في العمليات العسكرية، حيث تعتمد على استغلال الطيف الكهرومغناطيسي لتحقيق التفوق المعلوماتي وتعطيل قدرات العدو. فمن خلال تقنيات مثل التشويش، والهجوم الإلكتروني، والحماية الإلكترونية، تُسهم الحرب الإلكترونية في تحسين الاستجابة الدفاعية وتعزيز قرارات القادة العسكريين.

وفي ظل تزايد استخدام الأجهزة الإلكترونية في ساحات القتال، تصبح القدرة على التفاعل والتكامل بين هذه الأجهزة ضرورية لتحقيق التفوق العسكري وضمان أمن العمليات.

وأضاف التطور السريع للذكاء الاصطناعي وتطبيقاته العسكرية بُعدًا جديدًا، إذ أصبحت الحروب الحديثة تشمل، إلى جانب المجالات التقليدية الثلاثة، معارك غير مرئية تتعلق بالإشارات الكهرومغناطيسية تُعرف بالحرب الإلكترونية والتي تتضمن إجراءات هجومية تهدف إلى تحديد إشارات العدو الضارة، والتشويش عليها، وتدميرها، إضافة إلى إجراءات دفاعية تحمي الإشارات الصديقة القادمة من مصادر مختلفة، كأنظمة الرادار، وأنظمة الاتصالات العسكرية، والطائرات المسيّرة بمختلف أنواعها؛ الجوية، والبحرية، والبرية، مع تحليل تلك الإشارات.

ويطلق على هذه الممارسات مفهوم “الحروب الحديثة”، التي تتمحور حول السيطرة على الموجات غير المرئية وحماية البيانات، باعتبارهما أسلحة استراتيجية أساسية.

باتت الحرب الإلكترونية عاملًا حاسمًا في تحقيق الانتصار العسكري، خاصة مع الاعتماد المتزايد على المسيرات، خصوصًا الجوية منها، التي تتطلب شبكات اتصالات مؤمنة ضد محاولات التشويش أو الاختراق. ولكن دخول الذكاء الاصطناعي إلى هذا المجال رفع من مستوى المخاطر والأهمية في آنٍ واحد، حيث أحدث الذكاء الاصطناعي فارقًا كبيرًا على المستويين الهجومي والدفاعي.

إذن، كيف يتم توظيف الذكاء الاصطناعي في الحروب الحديثة، وخصوصًا في الحرب الإلكترونية؟ وهل يمكن الاعتماد على هذه التقنية بمعدل أخطاء منخفض، أم إن الطريق لا يزال طويلًا أمام تطويرها لتصبح أكثر كفاءة؟ وماذا سيحمل لنا عام 2025 من تطورات وتطبيقات جديدة للذكاء الاصطناعي في هذا المجال؟

الذكاء الاصطناعي والحرب الإلكترونية

تتقاطع الحرب الإلكترونية مع الذكاء الاصطناعي في مجالات عديدة تجعل منهما أدوات استراتيجية لا غنى عنها في العمليات العسكرية الحديثة. فكما هو الحال في قدرة الذكاء الاصطناعي على إنشاء نصوص وصور تحاكي الواقع، يمتلك الذكاء الاصطناعي أيضًا القدرة على التعامل مع الطيف الكهرومغناطيسي في ساحات القتال بكفاءة غير مسبوقة.

تستطيع خوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات اللاسلكية في الوقت الحقيقي، مما يمكنها من تحديد الإشارات الصديقة وسط الكم الهائل من الإشارات الأخرى، مثل إشارات الرادار، وشبكات الاتصالات، والأجهزة الإلكترونية المختلفة.

وتكمن ميزة الذكاء الاصطناعي في سرعته ودقته في التعرف على الأنماط وتحليل الإشارات، حيث يستطيع رصد الاختلالات والكشف عن التهديدات المحتملة بشكل أسرع من البشر، مما يوفر استجابة فورية في المواقف الحرجة. إضافة إلى ذلك، يُمكّن الذكاء الاصطناعي من تعزيز قرارات القادة العسكريين من خلال تقديم تحليلات دقيقة للبيانات الميدانية، مع الأخذ بعين الاعتبار متغيرات مثل التضاريس، وحالة الطقس، وتحركات العدو.

وفي مجال الحرب الإلكترونية، يساعد الذكاء الاصطناعي في كشف الإشارات التي يتم استخدامها لتشغيل أجهزة العدو الإلكترونية أو تشويشها. كما يُسهم في تطوير أنظمة حماية إلكترونية قادرة على التصدي للهجمات المعقدة وإبطال تأثيراتها من خلال التعلم المستمر والتكيف مع التهديدات الجديدة. بفضل هذه القدرات، يُعزز الذكاء الاصطناعي الكفاءة التشغيلية ويمنح القوات العسكرية ميزة تنافسية حاسمة في بيئة معقدة وديناميكية مثل ساحات القتال الحديثة.

وللحرب الإلكترونية ثلاث ركائز أساسية مترابطة: الدعم الإلكتروني، والحماية الإلكترونية، والهجوم الإلكتروني. تشكل هذه الأقسام الثلاثة إطارًا تكامليًا يضمن سيطرة القوات الصديقة على الطيف الكهرومغناطيسي، وهو عنصر حيوي في العمليات العسكرية الحديثة التي تعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا والشبكات الإلكترونية.

وفي الدعم الإلكتروني، تقوم الأجهزة بجمع وتحليل الإشارات الكهرومغناطيسية المنبعثة من أنظمة العدو لاستخلاص معلومات استخباراتية دقيقة عبر استخدام تقنيات متقدمة قادرة على تحديد مواقع العدو، ورصد إشارات الاتصالات والرادار، وتصنيفها بناء على طبيعتها بهدف كشف نوايا العدو وتعقب نقاط ضعفه، مما يعزز وعي القادة العسكريين بالموقف الإلكتروني. وتُعد هذه البيانات حجر الأساس لتنسيق العمليات الهجومية والدفاعية، وتدعم اتخاذ القرارات بسرعة ودقة استنادًا إلى معلومات موثوقة.

فيما تُركز الحماية الإلكترونية على ضمان الاستخدام الفعّال والآمن للطيف الكهرومغناطيسي من قبل القوات الصديقة، خاصة في البيئات المشبعة بالتهديدات عبر تطوير أنظمة مقاومة للتشويش تمنع العدو من التأثير على الاتصالات أو تعطيلها، وتأمين البيانات المنقولة عبر الشبكات اللاسلكية باستخدام تقنيات تشفير متقدمة. كما تتضمن أيضًا حماية أنظمة الرادار ومنع استغلالها أو تعريضها للتشويش، وضمان استمرار عملها بكفاءة. والهدف الرئيس هو تعزيز جاهزية القوات الصديقة للاعتماد الكامل على الطيف الكهرومغناطيسي دون انقطاع أو تهديد.

يُركز الهجوم الإلكتروني على تعطيل أو تقييد استخدام العدو للطيف الكهرومغناطيسي باستخدام عمليات التشويش على أنظمة الاتصالات والرادارات، واختراق شبكاته الإلكترونية لتضليل أو تعطيل قدراته التشغيلية. كما يتم تنفيذ إجراءات هجومية مثل إرسال إشارات وهمية لإرباك أنظمة العدو، واستخدام أسلحة موجهة بالطاقة مثل الليزر لتعطيل أجهزته الإلكترونية. والهدف النهائي هو تقليل كفاءة العدو في استغلال الطيف الكهرومغناطيسي إلى الحد الأدنى أو منعه من ذلك تمامًا، مما يمنح القوات الصديقة تفوقًا استراتيجيًا حاسمًا.

الحرب الإلكترونية المعرفية

مع تزايد تعقيد وتنوع مصادر الإشارات اللاسلكية، مثل إشارات أنظمة الرادارات والتعقب والتشويش، بالإضافة إلى الانتشار الكبير للطائرات المسيّرة في المهام الاستخباراتية والهجمات العسكرية، أصبحت الجيوش بحاجة ملحّة لتطوير أنظمة متقدمة قادرة على فرز الإشارات الصديقة وحمايتها من التشويش. وتهدف هذه الأنظمة إلى تعزيز كفاءة الاتصال بين القوات الصديقة، مع تقديم قدرات فعالة للتشويش المضاد على أنظمة العدو وأسلحته.

لكن التحدي الأكبر يكمن في قدرة هذه الأنظمة على التكيف مع البيئات الديناميكية وظروف المعارك المتغيرة، دون التأثر بعوامل التشتيت التي قد تؤثر على المشغل البشري. هنا يتجلى دور الذكاء الاصطناعي، الذي يُستخدم بفاعلية لتنظيم الإشارات وتحليلها، والتفريق بين الإشارات الصديقة والمعادية بدقة وسرعة.

تساهم أنظمة الحرب الإلكترونية المعرفية في اكتشاف حالات التشويش، سواء كانت نتيجة تدخلات عدائية أو تداخلات كهرومغناطيسية غير مقصودة. كما تقدم ميزة التعرف السريع والدقيق على الإشارات وتصنيفها.

ومع التطور السريع في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والروبوتات، تتجه أنظمة الأسلحة والدفاع الحديثة نحو مستويات متقدمة من الاستقلالية وتصمم للعمل بقدرات شبه ذاتية، ما يقلل بشكل كبير من الحاجة إلى التدخل البشري المباشر سواء في اتخاذ القرارات أو عمليات التحكم. وتشمل هذه الأنظمة مجموعة واسعة من التطبيقات، مثل المركبات المسيّرة التي تُستخدم في مهام الاستطلاع والهجوم، وأنظمة الدفاع الصاروخي القادرة على اعتراض التهديدات الجوية في الوقت الفعلي.

ويحقق التحول نحو الاستقلالية في هذه الأنظمة عدة فوائد استراتيجية، ومنها زيادة كفاءة العمليات العسكرية، وتحسين سرعة الاستجابة للتهديدات، وتقليل المخاطر التي يتعرض لها الجنود في الميدان، كما يُمكّن الجنود المشرفين على العمليات من التركيز على مهام أكثر تعقيدًا واستراتيجية بدلًا من الانشغال بالتفاصيل التشغيلية.

لكن مع هذا التقدم، تبرز تحديات جديدة، أهمها الحاجة إلى تطوير تقنيات اتصال فائقة السرعة وذات موثوقية عالية لضمان تحكم آني وفعال في هذه الأنظمة. بالإضافة إلى ذلك، تتطلب هذه الأنظمة بنية تحتية متكاملة لتبادل البيانات وتحليلها في الوقت الفعلي، مما يضمن توافقًا تامًا بين العناصر المختلفة في ساحة المعركة. كما يفرض هذا التطور ضرورة وضع إطار قانوني وأخلاقي لاستخدام الأنظمة المستقلة، لضمان توافقها مع القوانين الدولية وتجنب القرارات العشوائية أو غير المسؤولة.

ويمكن أن تحسن تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي بشكل كبير تقنية “التعرف على بصمة المصدر” وهي عملية تستخدم لتحليل وتحديد الهوية الفريدة للمصادر الكهرومغناطيسية- مثل أجهزة الرادار أو الأنظمة الأخرى التي تبث إشارات- بناء على خصائص الإشارات التي تصدرها هذه المصادر عبر تحليل الإشارات الخاصة بكل مصدر، مثل الترددات ونمط النبضات التي يرسلها، بالإضافة إلى التعديل غير المقصود في شكل نبضات والتي تستخدم لإنشاء “بصمة” فريدة للمصدر، مشابهة للبصمة البيولوجية للإنسان، مما يسهل تحديد مصدر الإشارة بدقة عالية.

وعند استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، يمكن تحليل هذه المعلومات بشكل أسرع وأكثر دقة، مما يحسن القدرة على التعرف على المصادر المهددة في بيئة العمليات العسكرية ويُتيح للقادة العسكريين اتخاذ قرارات مدروسة حول كيفية التعامل مع التهديدات، سواء عبر الهجوم أو الدفاع.

تحديات كبيرة

تتطلب عملية نقل الإشارات بين مراكز التحكم والأنظمة المستقلة مستويات عالية من الأمان والدقة، نظرًا لما تحمله هذه الإشارات من معلومات حساسة تشمل أوامر القيادة وتحديثات فورية حول حالة الأنظمة، مثل الأعطال التقنية، ومستوى البطارية، ودرجة حرارة النظام. ولتحقيق هذه المتطلبات، يتم اللجوء إلى استخدام ترددات عالية توفر نطاقًا تردديًا واسعًا وزمن استجابة منخفضًا لضمان سرعة وكفاءة الاتصال.

لكن هذه الترددات العالية تأتي مع تحديات تقنية بارزة، أبرزها ظاهرة التوهين (Attenuation)، حيث تفقد الإشارة قوتها تدريجيا أثناء انتقالها عبر الهواء نتيجة امتصاص الطاقة من البيئة المحيطة. وكلما زاد تردد الإشارة، ارتفعت نسبة فقدان الطاقة، مما يجعل الاتصال لمسافات طويلة أكثر تعقيدًا.

يتفاقم هذا التحدي في البيئات المعقدة، مثل تلك التي تحتوي على عوائق طبيعية كالجبال أو خلال الظروف الجوية القاسية كالأمطار الغزيرة. في مثل هذه الحالات، تتعرض الإشارات إلى تدهور كبير، مما يزيد من احتمالية انقطاع الاتصال بين الأنظمة المستقلة ومراكز التحكم. هذا الانقطاع قد يؤدي إلى فشل المهمة، أو حتى فقدان السيطرة بالكامل على الأنظمة، مثل الطائرات دون طيار، مما يُبرز أهمية تطوير تقنيات اتصال متقدمة تقلل من تأثير هذه العوامل وتضمن استمرارية الاتصال في جميع الظروف.

على سبيل المثال، عند تشغيل مركبة مستقلة في منطقة حضرية ذات كثافة عمرانية مرتفعة، قد تتسبب المباني في حجب الإشارات الراديوية، مما يؤدي إلى انقطاع الاتصال مع مركز التحكم. نتيجة لذلك، قد تفقد المركبة المستقلة الاتصال المباشر، مما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة أو فشل في تنفيذ المهمة.

مع التطور السريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، قد تجد الأنظمة العسكرية نفسها غير قادرة على مواكبة هذا التقدم ودمجه بشكل كامل في عملياتها بسبب التعقيدات البيروقراطية، أو القيود المرتبطة بالميزانية، والعمليات الطويلة للبحث والتطوير، التي غالبًا ما تكون بطيئة مقارنة بوتيرة تطور التكنولوجيا الحديثة.

هذا التفاوت في السرعة يشكل تهديدًا حقيقيًا، حيث قد يصبح من الصعب على الجيش تطبيق الأنظمة الجديدة على أرض الواقع بشكل فعال قبل أن تتجاوزها التكنولوجيا بمستويات أكثر تقدما ما يؤدي إلى فجوة تقنية قد تؤثر سلبًا على القدرات الدفاعية للدول، خاصة في سياق تنافس عسكري عالمي يتسم بتسارع الابتكار.

قضايا أخلاقية

يعتمد نجاح الذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية على البنية التحتية التقنية، مثل أنظمة الحوسبة المتقدمة وشبكات الاتصال عالية السرعة، والتي قد تكون غير جاهزة لتلبية متطلبات التكنولوجيا الحديثة في بعض الجيوش. كما أن هناك تحديات تتعلق بتدريب القوى البشرية للتعامل مع الأنظمة الجديدة وضمان تكاملها مع المعدات العسكرية التقليدية.

تثير هذه الأنظمة الجديدة الكثير من القضايا الأخلاقية والأمنية، خاصة مع تزايد مسؤوليات الذكاء الاصطناعي في اكتشاف التهديدات والتفاعل معها. فقيام الذكاء الاصطناعي باتخاذ قرارات تتعلق بالهجوم والدفاع يثير قلقا بشأن مدى ضرورة الإشراف البشري على هذه الأنظمة. وفي حالات مثل الهجمات العسكرية أو تحديد الأهداف، قد يؤدي الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي إلى نتائج غير متوقعة أو أضرار جانبية، وهو ما يمثل تهديدًا لأرواح المدنيين وقد يقوض القيم الإنسانية في الحروب.

تسعى الولايات المتحدة لتحقيق التفوق في مجال الحرب الكهرومغناطيسية، إدراكًا لأهمية ذلك في تعزيز القوة العسكرية والردع الجيوسياسي، مما يرسخ مكانتها كأكبر قوة عسكرية في العالم.

وقد أطلقت أميركا في أكتوبر 2020 استراتيجية التفوق في الطيف الكهرومغناطيسي (ESSS) لمعالجة التحديات المتعلقة بضمان الوصول إلى الطيف الكهرومغناطيسي، والحفاظ عليه، والمناورة فيه. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تنسيق موارد وقدرات الطيف الكهرومغناطيسي للاستخدامات العسكرية، وربطها بالأهداف الاستراتيجية للأمن القومي الأميركي.

ولتحديد الصين كمصدر أول للتهديد، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن مبادرة “ريبليكيتور Replicator”، التي تهدف إلى إنتاج طائرات مسيّرة منخفضة التكلفة قادرة على العمل في الجو والبحر والبر بهدف إنتاج أعداد كبيرة من الطائرات بالقرب من ساحات المعارك، لتعزيز الجهوزية العسكرية الأميركية في مواجهة الخصوم.

عبر هذه المبادرة، تعمل القيادة الأميركية في المحيطين الهندي والهادئ على تصميم طائرات مسيرة منخفضة التكلفة مقارنة بالأسلحة التقليدية، قادرة على استهداف حتى ألف هدف يوميًا. ولتحقيق هذا الطموح، تقود وحدة ابتكار الدفاع في الجيش الأميركي عمليات البحث والتطوير، مع التركيز على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة الطيف الكهرومغناطيسي، نظرًا لتطبيقاته العسكرية الحيوية.

نظرة مستقبلية

يُحدث التطور السريع للتكنولوجيا تغييرًا كبيرًا في طرق إدارة الدول الكبرى لجيوشها، خاصة في ظل التنافس الدولي على النظام العالمي بين الولايات المتحدة والصين. حيث تقوم الولايات المتحدة بإعادة هيكلة قيادتها القتالية التقليدية لمواكبة التهديدات الهجينة والاختراقات التكنولوجية في الاستخدامات العسكرية.

ويشمل مفهوم الردع الاستراتيجي المتكامل للولايات المتحدة الدمج بين الردع التقليدي والردع التكنولوجي، بالإضافة إلى تعزيز التفوق في اكتشاف الفضاء وتقوية القدرات في الأمن السيبراني، كما تعمل على دمج قدرات الحرب الإلكترونية، والسيبرانية، والفضائية، ضمن قيادة استراتيجية متعددة المجالات، بهدف تسريع استجابتها لتهديدات المجالات الحساسة مثل الفضاء السيبراني وتحقيق ردع أكثر فاعلية ضد خصومها مثل روسيا والصين.

وسيشهد عام 2025 تطورًا كبيرًا في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، خاصة في تطبيقاته عبر مختلف الصناعات. كما سيصبح الذكاء الاصطناعي أكثر دقة وذكاء في مجالات مثل تشخيص الأمراض، والتنبؤ بالحالات الصحية، واكتشاف الهجمات السيبرانية، وستتمكن الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي من التنبؤ بالهجمات قبل وقوعها وتفعيل دفاعات فورية وأكثر استجابة مع زيادة اعتماد البشر على ذكاء الآلات في تنفيذ هذه المهام بدقة وكفاءة، بفضل قدرة الذكاء الاصطناعي على التعلم المستمر من المدخلات التي يتم تزويده بها.

اترك رد

Your email address will not be published.