هل يخسر العاملون وظائفهم بسبب الذكاء الاصطناعي؟

15

AI بالعربي – “متابعات”

أين تقع الهند في سباق الذكاء الاصطناعي؟ وما الذي يتعين على الهند فعله للاستعداد للمستقبل؟ سنتناول في هذا المقال الإجابة عن هذه الأسئلة. في البداية، ينبغي أن نؤكد أن تجاهل الابتكار والعلم، هو محض جهل وعبث، فالذكاء الاصطناعي قادم لا محالة. ومن ثَمَّ، يجب أن نستعد لهذا التحول. وفي هذا السياق، نود أن نلقي الضوء على إحدى النقاط المتباينة، ألا وهي: يتميز الهنود – وليس الهند – كثيرًا في مجال الذكاء الاصطناعي. فقد زاد الإنفاق على الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة، مثل: الخدمات المالية، والتكنولوجيا المتطورة، والسيارات والتصنيع. ولكن هذا ليس كافيًا، فالقوى العاملة في الهند ليست مستعدة لهذا التحول. ترى الأغلبية العظمى من الدارسين والخريجين، الذكاء الاصطناعي كفكرة خيالية أكثر من كونه واقعًا ملموسًا، وسيكون لفقدان الإحساس بحتمية هذا الأمر تكلفته مستقبلاً. ووفقًا لدراسة أجرتها شركتا “إرنست” و”يونغ وناسكوم”، في غضون ثلاثة أعوام، سيعمل 46% من القوى العاملة في وظائف جديدة لم تكن موجودة من قبل. وتعتبر الهند عرضة – فعلاً – للخلل الوظيفي، فبخلاف الذكاء الاصطناعي لا تتمتع القوى العاملة في الهند بالمهارات اللازمة لشغل الوظائف التقليدية في سوق العمل. يتغير شكل الوظائف سريعًا، فإذا لم يُجد الشباب العاملون في الهند التقنيات المناسبة، فستبدو بيانات الوظائف أسوأ كثيرًا بحلول عام 2020. ولا يمكن أن نلوم قطاع الأعمال إذا حدث ذلك، فمن الطبيعي أن تتحول الشركات لاستخدام الذكاء الاصطناعي لخفض التكاليف وتحقيق الترابط والتكامل بين مهامها. ومن ثَمّ، يتعين على القوى العاملة أن تواكب هذا التطور بتعزيز التعليم التقني في المدارس، فلا يكفي تدريس لغات البرمجة، مثل: “فورتران”، أو “سي”، أو “جافا”. فإذا تساءلنا كم عدد الطلاب الذين يستخدمون واجهة المستخدم البيانية لتصور المواد أو المركبات الكيميائية، فسنجد أن نظام التعليم الهندي لم يتطور، والمناهج لا تزال متعلقة بالكتب الدراسية القديمة. وهنا، يأتي دور الحكومة لإصلاح التعليم وإعادة تأهيل القوى العاملة بمساعدة قطاع الأعمال. يضطلع الباحثون الهنود بمجموعة من الأبحاث المعقدة في مجال الحوسبة والتشفير وعلوم الحاسب الآلي النظرية. ولكن بالنسبة لأغلب الهنود، كان أعظم اختراع تكنولوجي على مدار العقود الثلاثة الماضية هو الهاتف الذكي. ينبغي رأب هذا الصدع إذا أردنا – فعلاً – مواكبة عصر الذكاء الاصطناعي، فلا يوجد مجال لمعارضة التقدم، فرصتنا الوحيدة تكمن في الاستعداد له.

اترك رد

Your email address will not be published.