القيادة بالذكاء الاصطناعي

18

عبدالله مغرم

يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولًا كبيرًا في مختلف القطاعات، ويمكن للمنظمات التي تستغل قوتها أن تحقق نموًا وابتكارًا غير مسبوقين، تعد القيادة الفعالة للذكاء الاصطناعي أمرًا بالغ الأهمية في توجيه المنظمات من خلال مسارين: تطوير منتجات تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتطوير ثقافة المنظمة الداعمة لتعزيز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في عملياتها التشغيلية.

نجح بعض القادة مثل الرئيس التنفيذي لجوجل ساندر بيتشاي والرئيس التنفيذي لميكروسوفت ساتيا ناديلا في اعتماد الذكاء الاصطناعي في منظماتهم، مما أظهر أهمية الرؤية الإستراتيجية في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحقيق ميز تنافسية، ولم يستثمر هؤلاء القادة في تقنيات الذكاء الاصطناعي فحسب، بل عززوا أيضًا ثقافة تنظيمية تحتضن الابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي.

عززت قيادة جوجل على سبيل المثال ثقافة الابتكار والتعلم المستمر، تؤكد استراتيجية جوجل على أهمية الذكاء الاصطناعي في دفع النمو المستقبلي والحفاظ على الميز التنافسية. وقد أدت هذه الإستراتيجية إلى العديد من التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي وتحقيق ابتكارات في تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل “Google Assistant”، وتحققت هذه الإنجازات بعد تعزيز ثقافة منظمة داعمة ومبادرات مثل “20 ٪ من الوقت” والتي سمحت للموظفين بتخصيص جزء من أسبوع عملهم للمشاريع التي لديهم شغف بإنجازها.

وفي المقابل سعت شركة ميكروسوفت لدمج الذكاء الاصطناعي في نظامها السحابي “Azure” مصحوبًا بتوجه قيادة المنظمة التي تعطي الأولوية للتعاون والتحسين المستمر. ركزت مايكروسوفت على تعزيز الذكاء الاصطناعي وتعزيز استخدامه لعملائهم في مختلف أنحاء العالم. لم يؤدِ هذا النهج إلى نمو كبير في الأعمال فحسب، بل عزز أيضًا رضا العملاء من خلال توفير أدوات الذكاء الاصطناعي النوعية عبر الخدمات السحابية التي تقدمها الشركة.

ختامًا: تعد قيادة المنظمة لتعزيز الذكاء الاصطناعي أمرًا ضروريًا لبناء منظمات تزدهر في العصر الرقمي. ومن خلال تعزيز ثقافة الابتكار، وتعزيز التعلم المستمر، وتشجيع التعاون، وبناء فرق متنوعة، يمكن للقادة التغلب على العديد من تحديات التشغيل وتسريع تحقيق بعض المستهدفات وتطوير المنتجات بشكل أسرع، مما يضع المنظمات في وضع يسمح لها بالنجاح المستمر في مشهد الذكاء الاصطناعي المتطور.

المصدر: الرياض

اترك رد

Your email address will not be published.