حصيلة استمتاعي من القراءة عن الذكاء الاصطناعي!
أحمد عبدالرحمن العرفج
من الهوايات التي بدأتُ أمارسها مؤخراً التوغُّل في ما يسمى «الذكاء الاصطناعي»، وهو أحد فروع علوم الحاسب الآلي التي تبحث في تطبيقات الآلة بحيث تحاكي القدرات الذهنية والبشرية وأنماط عملها، وفي مقدمة تلك القدرات الذهنية القدرة على التعلُّم والاستنتاج وردّ الفعل.
لقد تأسس هذا العلم على افتراض أن خاصية الذكاء يمكن وصفها وتحديدها، بحيث تتمكن الآلة من تقليدها، ومن الغريب أن هذا العلم كان فكرة بسيطة، والآن هو علم له مقوماته ودوائره ومستقبله.
لقد بدأت البشرية بعلاقة الرجل بالرجل ثم تحولت العلاقة إلى الرجل مع الآلة، ثم تقدمت الأمور فصارت الآلة مع الرجل، أما الأمر الذي أخاف منه فهو أن تتصل الآلة بالآلة، وهذا ما أخشاه، لأننا قد نذهب في ستين داهية!.
إن مستقبل الذكاء الاصطناعي يحمل الكثير من التفاؤل، وبالتأكيد يحمل جانباً من التشاؤم والمخاوف، لأن الآلة بطبيعتها جبارة، وإذا علّمناها الحقد والتعصب والكراهية والتمييز العنصري فإنها ستكون مثل البشر مضروباً في اثنين.
أما مستقبل الذكاء الاصطناعي فإن الدراسات تقول بأنه سيساهم في بناء الاقتصاد بنحو 16 ترليون دولار عام 2030 كما أن الشركات التي تتبنّى الذكاء الاصطناعي ستزيد من مبيعاتها وتحارب الغشّ وتوفّر النفقات.
ومن الجماليات في الذكاء الاصطناعي أنه ليس حكراً على الشركات الكبرى، بل تستطيع الشركات الصغيرة أن تستخدمه بكل بساطة، ومن جماليته أيضاً أنه يقوم على العدالة الاجتماعية، فمثلاً مَن يدخل تطبيق التكتك يجد أنه قائم على الذكاء الاصطناعي، والعدالة هنا تعني أن التكتك ينظر إلى جودة المحتوى بغض النظر عن عدد المتابعين، فقد تصل مشاهداتك إلى مليون مشاهدة، في حين من يتابعونك لا يتجاوزون الـ100 أما الذي يتابعه مليون شخص فقد لا يشاهده أكثر من 1000 شخص، وهذه من عدالة الذكاء الاصطناعي.
حسناً، ماذا بقي؟ بقي القول: قبل أيام رعت المملكة القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وقد كانت القمة برعاية سمو ولي العهد، وهذا يدلّ على أهمية الذكاء الاصطناعي والمستقبل الذي يبشّر به، والحمد لله أنني أحمل ذكاءً فطرياً، والآن بدأتُ أقرأ وأطّلع وأبحث في مجالات الذكاء الاصطناعي.