مدى نجاح “الذكاء الاصطناعي” في قطاع الطاقة

22

فيصل الفايق

الجمع بين “الذكاء الاصطناعي” والطاقة يخلق العديد من الفرص للابتكار والتقنية، خاصة وأن للذكاء الاصطناعي دور كبير في صناعة الوقود الاحفوري (النفط والغاز)، لتحسين كفاءة التنقيب الإنتاج والتوزيع والتخزين والتكرير، وإدارة الموارد والعمليات والصيانة بشكل أفضل، كما ان للذكاء الاصطناعي دور في قطاع الطاقة المتجددة، خاصة في تحليل بيانات الإنتاج والاستهلاك والطقس والرياح والشمس، مما يؤدي إلى تحسين كفاءة استخدام موارد الطاقة وتقليل التكاليف.

تحديات استخدام “الذكاء الاصطناعي” في صناعة الطاقة:

مع برامج “تحول الطاقة” تبرز أهمية تعزيز دور تطوير تقنيات “الذكاء الاصطناعي” للنهوض بالطاقة وإزالة الكربون بتتطورات المستدامة، ولكن تظل أحد أهم التحديات في استخدام “الذكاء الاصطناعي” في صناعة الطاقة هي تكلفة التطوير مما يزيد من التكاليف الاستثمارية، وهذا قد يؤثر على الاستدامة المالية لشركات النفط والغاز وشركات الطاقة المتجددة.

أيضا، هناك أثر سلبي كبير على القوى العاملة، فالتوسع في تطبيقات استخدام “الذكاء الاصطناعي” في صناعة الطاقة قد يؤدي إلى تقليل عدد القوى العاملة المطلوبة للعمليات الصناعية، وهذا قد يؤدي إلى خلق ضعف استراتيجي، لأن التقنية ستكون في أيدي شركات معدودة، مما قد يؤثر على الاستدامة على المدى المتوسط والطويل.

التفاعل الواقعي للذكاء الاصطناعي مع متخذي القرار:

السؤال الأهم والمحوري هو مدى نجاح التفاعل الواقعي للذكاء الاصطناعي مع متخذي القرار في صناعة وأسواق الطاقة، فبالرغم من تطور “الذكاء الاصطناعي” والدور الهائل الذي يلعبه في العديد من القطاعات، إلا أن دوره يظل محدود في دعم عملية اتخاذ القرار وقراءة اسواق الطاقة والسياسات الخاصة بها بدقة.

حتى الآن، لم نرى ما يُقنع بأن “الذكاء الاصطناعي” قادر على أن يساعد متخذي القرار في صناعة وأسواق الطاقة في تقديم توقعات اقتصادية من خلال عمليات النمذجة الاقتصادية “conomic modeling” الذي تستطيع أن تقدم توقعات نمو اقتصادي دقيقة تساعد على توقع مستويات العرض والطلب، وهذا قد يأخذ “الذكاء الاصطناعي” من الاطار الصناعي إلى الإطار الاقتصادي، بسبب أنه حتى الآن لم تظهر أي مساهمة يُعتمد عليها في تنبؤات وتوقعات أسواق الطاقة ودعم اتخاذ القرار فيها على المدى المتوسط والطويل بل وحتى على المدى القصير لتأثر الأسواق بالعوامل الاقتصادية والسياسية، التي لا تحكمها الاساسيات فقط بل حتى المعنويات، وتبقى الأسئلة المحورية:

– هل سنرى مساهمة حقيقية للذكاء الاصطناعي في المستقبل المنظور لقطاع الطاقة بتقديم توقعات للطاقة مبنية على التنبؤات الاقتصادية العاكسة للواقع؟

– هل يستطيع أن يضع حد للفوضى التحليلية لكثير من الجهات في هز مشاعر أسواق الطاقة من خلال توصيات مغالطة وتقارير إرجافية؟

– هل سيكون واقعي للتأثير على قرار المستثمرين وصناع القرار بعيدا عن الأجندات المختلفة المؤثرة على توازن العرض والطلب واستقرار الاقتصاد العالمي؟

المصدر: مال

 

اترك رد

Your email address will not be published.