كيف ينظر المديرون التنفيذيون بالشرق الأوسط للذكاء الاصطناعي؟
متابعات – Al بالعربي
كشفت دراسة حديثة، أن 75% من المديرين التنفيذيين للتكنولوجيا في الشرق الأوسط يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيسهم في تحقيق مزايا إضافية لشركاتهم.
وبحسب دراسة أجرتها بوسطن كونسلتينغ غروب، بالتعاون مع المجلة والمنصة الرقمية الرائدة «إم آي تي سلون ماناجمينت ريفيو»، فإن 6% فقط من الشركات أعلنت تحقيقها فوائد مالية مجزية؛ وذلك لعدم اعتماد نهج شامل يعزز مستوى التكامل والتفاعل الوثيق بين البشر والآلات.
وذكرت الدراسة أن تقنيات الذكاء الاصطناعي لم تقدم بعد فوائد كبيرة ومجزية تعزز الأرباح لمعظم الشركات.
وأضافت الدراسة التي حملت عنوان «تعزيز التأثير الإيجابي للذكاء الاصطناعي من خلال التعلم المؤسسي»، أنه على الرغم من ذلك، فقد بدأت المكاسب المالية التي يمكن تحقيقها من خلال تطبيق حلول الذكاء الاصطناعي بالظهور، لذا تُواصل العديد من الشركات اعتماد الحلول والتقنيات المستندة إلى الذكاء الاصطناعي عبر عملياتها.
ومن بين الشركات الإقليمية التي شملها الاستطلاع، وجدت الدراسة أن 47% من الشركات مشاريع تجريبية للذكاء الاصطناعي قيد التنفيذ أو كانوا يستخدمون الذكاء الاصطناعي في عمليات نشر واسعة النطاق.
وعلاوة على ذلك، كشفت 58% من هذه الشركات أنها لديها الآن استراتيجية واضحة للذكاء الاصطناعي.
وقال إلياس بالتاسيس، شريك ومدير ورئيس مؤسسة « BCG–GAMMA» التابعة لبوسطن كونسلتينغ غروب لمنطقة الشرق الأوسط: «ساهمت الخطوات التكنولوجية التأسيسية المتعددة إضافة إلى عملية اتخاذ القرارات القائمة على الذكاء الاصطناعي، وتحسين العمليات في تمكين الشركات من تحقيق قيمة إضافية بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي».
وأضاف بالتاسيس، أن العديد من الشركات الأخرى لم تشهد بعد عائداً كبيراً على استثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي. وقد كشفت الدراسة الجديدة أن الشركات التي تحقق في النهاية أكبر قيمة من الذكاء الاصطناعي هي تلك التي تطبق نهجاً شاملاً يضمن لها زيادة التفاعلات والتعلم المتبادل بين البشر والآلات.
وفقاً للدراسة، فقد تم تحديد 5 أنماط للتفاعل بين الإنسان والذكاء الاصطناعي تضمن أن تقنية الذكاء الاصطناعي تقرر وتنفذ القرارات من تلقاء نفسها.
وأشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي يتخذ قرارات ينفذها الإنسان، كما يقدم توصيات إلى الإنسان، لكن اتخاذ القرار يبقى تحت تصرف الإنسان، بالإضافة إلى أنه يوفر رؤى من البيانات تساعد الإنسان على اتخاذ القرار.
أما النمط الخامس فيتجسد في اتخاذ الإنسان القرارات ولكن نظام الذكاء الاصطناعي يقيّمها بعد وقوعها، وفقاً للدراسة.
وكانت الشركات الأكثر نجاحاً هي الأكثر قدرة على استخدام أنماط متعددة من التفاعل، حيث تستخدم 20% من الشركات الإقليمية جميع الأنماط الخمسة.
ورصدت الدراسة أن 13% يستخدمون 3 أو 4 أنماط مختلفة، وبالنسبة للشركات التي استخدمت جميع الأنماط الخمسة فقد كانت أكثر احتمالاً بمقدار 6 أضعاف لتحقيق مكاسب مالية وزيادة نجاحهم مع الذكاء الاصطناعي مقارنة بالشركات التي تعتمد نمطاً واحداً فقط من التفاعل.
وأفادت الدراسة بأن هذه النتائج مهمة لا سيما في ما يتعلق بالتركيز المتزايد على تطبيق الذكاء الاصطناعي داخلياً.
ومن جانبه، قال شريك ومدير مساعد للتحول الرقمي لدى بوسطن كونسلتينغ غروب، رامي مرتضى: «مثلما هي الحال مع الشركات في الأسواق الأخرى حول العالم، تتعرض الشركات الإقليمية لضغوط تنافسية مختلفة لدفع استراتيجيات الذكاء الاصطناعي داخل مؤسساتها».
ويعتقد 94% من المديرين التنفيذيين الإقليميين للتكنولوجيا أن الذكاء الاصطناعي سيوفر لشركاتهم مزايا تنافسية مقابل 87% عالمياً.
وأوضح 71% من المشاركين أنهم قلقون من أنهم قد يفقدون هذه الميزة إذا بدأ المنافسون في استخدام الذكاء الاصطناعي في عملياتهم، كما أن 77% من النظراء العالميين لديهم المخاوف ذاتها.
وأشار مرتضى إلى أن متطلبات السوق المؤسسات تدفع إلى تطبيق الذكاء الاصطناعي، حيث يعتقد 60% أن العملاء سيبدؤون في طلب عروض خدمات تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
ويرى أن 63% يعتقدون أن الشركاء سيطلبون الشيء ذاته. وعلى هذا النحو، من الضروري أن تقود المؤسسات استراتيجيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها بفعالية وكفاءة.
وأفاد مرتضى: «تتمثل إحدى النتائج الرئيسية لهذه الدراسة في أن الشركات في الشرق الأوسط بحاجة إلى توجيه استثماراتها في مجالات التكنولوجيا والأفراد وعمليات التعلم. ويتطلب إنشاء مسارات عمل للاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي ضخ استثمارات كبيرة، ومن المرجح أن تجني الشركات الأكثر التزاماً في هذا الاتجاه نتائج مثمرة».
وتابع: «تُعد الاستثمارات المالية في التكنولوجيا والأفراد مهمة، ولكن من الضروري أيضاً أن تدرك الشركات أن استثمار رأس المال الاجتماعي في التعلم يأتي بالقدر ذاته من الأهمية لتحقيق قيمة كبيرة ومستدامة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي».