الذكاء الاصطناعي يزعزع قطاع التكنولوجيا.. 300 مليون وظيفة بدوام كامل عرضة للأتمتة

40

AI بالعربي – متابعات

في الوقت الحالي، تزعزع أدوات الذكاء الاصطناعي مثل روبوت الدردشة ChatGPT عرش قطاع التكنولوجيا.
فللمرة الأولى يواجه تفوق جوجل في عمليات البحث على شبكة الإنترنت تحديا خطيرا من جانب برنامج الذكاء الاصطناعي الجديد. لكن ليس “سيليكون فالي” هو الوحيد الذي يشعر بهذا الزلزال التكنولوجي.

فالذكاء الاصطناعي سيغير بصورة جذرية العمل اليومي لكثيرين خارج مراكز التكنولوجيا في كاليفورنيا. وهذا نتيجة دراستين تتناولان تداعيات ثورة الذكاء الاصطناعي على عالم العمل.
وجاءت الدراسة الأولى من مبتكري ChatGPT أنفسهم، حيث اجتمع الباحثون من شركة “أوبن أيه إل” الناشئة مع علماء من جامعة بنسلفانيا لمعرفة الوظائف الأكثر تضررا من روبوت المحادثة شات جي بي تي.
ووفقا للدراسة، فإن المحاسبين كانوا ضمن المهن الأكثر تضررا من إمكانات الذكاء الاصطناعي التوليدي. حيث إنه يمكنه القيام بما لا يقل عن نصف مهام المحاسبة بصورة أسرع باستخدام هذه التكنولوجيا.
يجب أن يستعد المتخصصون في مجال الرياضيات، والمبرمجون والمترجمون والكتاب والصحافيون لحقيقة أن الذكاء الاصطناعي يمكنه على الأقل القيام ببعض المهام التي كانوا يقومون بها، وفقا للدراسة.

ولأنه على الرغم من أن أنظمة الذكاء الاصطناعي ما زالت في الوقت الحالي “تهلوس” بحقائق غير صحيحة في إجابتها، فإنها تحقق بالفعل نتائج ملحوظة في مهام مثل: الترجمة، والتصنيف، والكتابة الإبداعية وتوليد الأكواد.
وفي دراسة، قامت إدارة أبحاث في بنك جولدمان ساكس الاستثماري بتحليل ما قد يعنيه هذا التطور بالنسبة إلى سوق العمل بصورة ملموسة. وخلصت إلى أنه إذا نجح الذكاء الاصطناعي التوليدي في تحقيق قدراته الموعودة، فإنه يمكن أن يؤدي هذا إلى “اضطرابات كبيرة في سوق الوظائف”.

الذكاء الاصطناعي التوليدي

مفهوم “الذكاء الاصطناعي التوليدي” يعني أن برامج الكمبيوتر يمكن أن تولد أفكارا، أو محتوى أو حلولا جديدة بدلا من العمل فقط، وفقا لقواعد أو معلومات محددة مسبقا.
ويقدر بنك جولدمان ساكس أن نحو ثلثي الوظائف الحالية سيتعرضان لمستوى معين من أتمتة الذكاء الاصطناعي. ويمكن أن يحل الذكاء الاصطناعي التوليدي محل ربع العمل الحالي. وقال البنك “إذا تم تطبيق تقديراتنا في أنحاء العالم، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يعرض ما يعادل 300 مليون وظيفة بدوام كامل للأتمتة”.
ويرى هينرش شوتز، مدير مركز معالجة المعلومات واللغة في جامعة لودفيج ماكسيميليان في ميونيخ، أن تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي ثورة يمكن مقارنتها تكنولوجيا بالإنترنت أو الهواتف الذكية، ومع ذلك، ما زال أمام أنظمة الذكاء الاصطناعي طريق طويل للتوصل إلى فهم حقيقي لمحتوى الموضوعات “فالتكنولوجيا الأساسية لأنماط اللغة هي ببساطة التوقع الدائم للكلمة التالية، بلا تفكير، دائما توقع الكلمة التالية”.

مع ذلك، حذر شوتز من منح الذكاء الاصطناعي نطاقا كبيرا للغاية عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرار، على سبيل المثال في مجالات القضاء أوالطب أو المشورة الضريبية أو إدارة الأصول، بحسب “الألمانية”.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي ينتج كثيرا من البيانات التي تبدو مقنعة، حتى إذا كانت الحقائق غير صحيحة غالبا، مضيفا “يعتقد الناس أنه لا بد أن تكون البيانات صحيحة طالما كان النموذج مؤكدا تماما. لكن في الحقيقة، نموذج اللغة لا يستطيع تقييم مدى تأكده. وهذه واحدة من أكبر المشكلات التي نواجهها”.
ويرى كريستوفر مينيل أستاذ علوم الكمبيوتر أن هناك عقبة أخرى أمام انتشار الذكاء الاصطناعي في عالم العمل، لأن الأنظمة تتطلب قدرات حسابية ضخمة، وبذلك تتطلب كميات كبيرة من الطاقة.

المصدر: الاقتصادية

اترك رد

Your email address will not be published.