الذكاء الاصطناعي بين العقل البشري ومحركات البحث… وخفايا “الجنّي” و”اللص”

AI بالعربي – متابعات

أصبح الأميركيون أكثر ثقة ومودة تجاه نماذج الذكاء الاصطناعي، وفقًا لمسح استمر لمدة عام في الولايات المتحدة، كما كتب كريس ستوكيل ووكر.

استبيان علمي

جمعت ميرا تشنغ من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا وزملاؤها هذه المعلومات على منصة التمويل الجماعي Prolific بين مايو 2023 وأغسطس 2024، بعد أن أكمل ما يقرب من 1000 مشارك شهريًا استبيان الباحثين. ولم يتمكن الباحثون بسبب المشكلات الفنية في المنصة إلا من جمع 12 شهرًا فقط من البيانات خلال فترة 16 شهرًا التي شملها الاستبيان.

استعارات مجازية لفهم أفكار الناس

كان على المشاركين، الذين كانوا ممثلين على المستوى الوطني لسكان الولايات المتحدة، الإجابة أولاً عن سؤال مفتوح: “ما هي أفضل “استعارة لغوية مجازية” لكيفية عمل الذكاء الاصطناعي؟”.

وتقول تشنغ: “هناك مزيج من التصورات المختلفة للذكاء الاصطناعي، وقررنا النظر في الاستعارات؛ لأن الاستعارات هي وسيلة جيدة للوصول إلى أفكار الناس الضمنية”.

ثم طُلب من المشاركين تحديد أدوات الذكاء الاصطناعي التي سمعوا عنها أو استخدموها بأنفسهم، إلى جانب أسئلة تختبر ثقتهم في الذكاء الاصطناعي. ومن المعلوم أن الطريقة التي يتم بها تسويق الذكاء الاصطناعي والحديث عنه بشكل عام لها تأثير بالتأكيد.

سكين سويسري أم دماغ أم محرك بحث؟

أظهر التحليل أن الاستعارات التي استحضرها المشاركون في الدراسة تتجمع في 20 مجموعة من التصورات المهيمنة.

أشار نحو 10% من المشاركين إلى الذكاء الاصطناعي بوصفه أداةً مثل سكين الجيش السويسري أو الآلة الحاسبة، بينما أشارت نسبة 10% أخرى منهم إليه، بوصفه دماغًا قادرًا على التفكير والمنطق، والنسبة نفسها قارنته بمحرك بحث قوي.

الذكاء الاصطناعي “جنّي” و”لصّ”

وقارنه 4 في المائة آخرون من المستجيبين بـ”الجني”. ونحو 1 من كل 200 شخص – وهو ما يمثل الملايين من الناس إذا تم توسيعه ليشمل عموم سكان الولايات المتحدة – عدّ الذكاء الاصطناعي لصًا.

“لقد ظهرت استعارة الجني بشكل غير متناسب بين فئات سكانية مختلفة”، كما تقول تشنغ. وتضيف: “لقد كان انتشار هذه الاستعارة، وكذلك استعارة كون الذكاء الاصطناعي لصًا، أمراً مفاجئًا بالنسبة لي”.

وأشارت مثل هذه الإجابات إلى أن المشاركين اعتقدوا أن الذكاء الاصطناعي يتمتع بصفات غير آلية – لقد كانوا يعاملونه معاملة البشر.

“مؤشر بشري” للذكاء الاصطناعي

ولأن الباحثين تتبعوا التصورات على مدى فترة طويلة من الزمن، فقد لاحظوا أيضًا ارتفاعًا في هذا “المؤشر البشري” لأنظمة الذكاء الاصطناعي. زادت نسبة الأشخاص الذين عاملوا الذكاء الاصطناعي معاملة البشر بمقدار الثلث على مدار الاثني عشر شهرًا التي تمت دراستها ونُشرت في موقع مجلة arXiv.

وتقول تشنغ: “من خلال بياناتنا، نرى الكثير من الأشياء التي تتأثر بالخطاب الثقافي… إذ إن الطريقة التي يتم بها تسويق الذكاء الاصطناعي والحديث عنه بشكل عام لها تأثير بالتأكيد”.

كما أن استخدام شخص ما للذكاء الاصطناعي يغير تصوراته لقدراته: كان تواتر الاستخدام هو أكبر مؤشر على الثقة في الذكاء الاصطناعي والاستعداد لاستخدامه في المستقبل.

وتعقّب كيت ديفلين من جامعة كلية كينغز كوليدج لندن: “تسلط النتائج الضوء على الغريزة القوية التي نتمتع بها للتفاعل اجتماعيًا وإيجابيًا مع الأنظمة التي تظهر علامات سلوك شبيه بالسلوك البشري. كما تظهر الفوائد التي تجنيها شركات التكنولوجيا من خلال إعداد نماذجها للاستجابة من منظور الشخص الأول، وكأنها أصدقاؤنا المتعاونون والمفيدون”.

اترك رد

Your email address will not be published.