يمكن أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثير تغييري للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة
Diana Hughes
لقد تم التأكيد كثيرًا على الإمكانيات التي يمتلكها الذكاء الاصطناعي لتحويل قطاع التعليم. إذ يمكن للذكاء الاصطناعي تحطيم الحواجز بشكل متزايد، بحيث لا يترك أي طالب خلف الركب.
هذه الإمكانية حقيقية، ولكن فقط إذا كنا نضمن استفادة جميع المتعلمين.
يواجه العديد من الطلاب، وخاصة أولئك ذوي الاحتياجات الخاصة، صعوبات في التقدم الأكاديمي بنفس مستوى أقرانهم. في الوقت نفسه، تؤدي وسائل الإعلام الرقمية، التي تعتمد بشكل كبير على الصور والنصوص، مع جعل الصوت غالبًا ثانويًا، دورًا متزايدًا في التعليم.
بالنسبة للمستخدم العادي في معظم الحالات، يعدُّ هذا جيدًا. ولكن ليس بالنسبة للطلاب المكفوفين أو الصم، حيث تعيق القيود الحسية التي يعانونها بشكل متكرر إمكانية وصولهم إلى تعليم ذي جودة. الرهانات أعلى بكثير بالنسبة لهؤلاء الطلاب، وغالبًا ما تقصر وسائل الإعلام الرقمية في خدمتهم.
لهذا السبب يجب أن تكون تطوير أدوات تعمل بالذكاء الاصطناعي، التي يمكن أن تستوعب جميع المتعلمين أولوية لصانعي السياسات، والمناطق التعليمية، وصناعة تكنولوجيا التعليم.
التعليم الجيد ليس طريقًا باتجاه واحد حيث يتلقى الطلاب المعلومات بشكل سلبي فقط. لكي يكون المحتوى التعليمي فعّالًا بأقصى درجة، يجب أن يكون بمقدور الطالب التفاعل معه. ولكن، يمكن أن يكون القيام بذلك تحديًا خاصًا بالنسبة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يستخدمون واجهات رقمية تقليدية.
قد لا تكون الماوس، ولوحة المفاتيح، أو حتى شاشة اللمس، دائمًا مناسبة لقدرات الطالب الحسية أو التطورية. يمكن للأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تمكن المزيد من الطلاب من التفاعل بطرق طبيعية وميسرة بالنسبة لهم.
للطلاب المكفوفين وذوي الرؤية المنخفضة
بالنسبة للطلاب المكفوفين وذوي الرؤية المنخفضة، كان من الصعب تاريخيًا استخدام مواد الفصول الدراسية الرقمية بشكل مستقل. وسائل الإعلام الرقمية هي بصرية، ولتوسيع الوصول، عادةً ما يتعين على المطورين كتابة معلومات وصفية يدويًا في كل واجهة.
تفرض هذه التقنيات أيضًا هرمية معلومات صارمة يجب على المستخدم التنقل فيها باستخدام المفاتيح أو الإيماءات. النتيجة هي مشهد من التجارب الرقمية التي لا يمكن للطلاب المكفوفين وذوي الرؤية المنخفضة الوصول إليها على الإطلاق، أو تجربتها بشكل يفتقر إلى ثراء النسخة الأصلية.
بالنسبة إلى هؤلاء الطلاب، تقدم تقنية الرؤية الحاسوبية المدعومة بالذكاء الاصطناعي حلاً؛ إذ يمكنها مسح الوثائق والمشاهد والتطبيقات، ثم وصف العناصر البصرية بصوت عالٍ من خلال توليد الكلام. وبالاقتران مع التعرف على الكلام، يسمح ذلك بالتنقل التفاعلي السلس دون الحاجة إلى قوائم صارمة أو أوامر لوحة المفاتيح.
أدوات مجانية مثل: Ask Envision وBe My Eyes تُظهر هذه الإمكانية. باستخدام كاميرا وميكروفون مُمكّنين بالذكاء الاصطناعي فقط، يمكن لهذه التطبيقات التقاط أي شيء يُشير إليه المستخدم وشرحه، ثم الإجابة عن الأسئلة اللاحقة.
تمتلك هذه التقنيات القدرة على السماح للطلاب المكفوفين وذوي الرؤية المنخفضة، بالاستفادة الكاملة من تجارب التكنولوجيا التعليمية المشوقة والمُخصصة التي يستخدمها أقرانهم منذ سنوات.
بالنسبة للطلاب الصم وضعاف السمع
في بعض الجوانب، يعتبر عالم وسائل الإعلام الرقمية الموجهة بصريًا، ملائمًا بشكل مثالي للطلاب الصم وضعاف السمع. وغالبًا ما يُعتبر الصوت عاملاً ثانويًا، خاصة بعد أن يتمكن المستخدمون من القراءة.
في الحالات التي يكون فيها الصوت ضروريًا للفهم، مثلما هو الحال مع الفيديو، فإن التسهيل الذي يوفره معظم المطورين الرقميين، هو الترجمة النصية. وللأسف، هذا يعني أنه يجب أن يكون المستخدم قارئًا ماهرًا.
بالنسبة للمتعلمين الأصغر سنًا، أو أي متعلم لا يقرأ بطلاقة أو بسرعة، تعتبر الترجمة إلى لغة الإشارة حلاً أفضل. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدم خدمة هنا، بترجمة الكلام والنص إلى إشارات متحركة، بينما تقرأ تقنية الرؤية الحاسوبية إيماءات المستخدم وتترجمها إلى نصوص أو أوامر.
هناك بعض التطورات الأولية في هذا المجال، ولكن هناك حاجة إلى المزيد من العمل لإنشاء حل كامل يدعم لغة الإشارة.
بالنسبة للمتعلمين الأصغر سنًا
بالنسبة للمتعلمين الصغار، حتى أولئك الذين لا يعانون إعاقات مشخصة، لا تزال التفاعلات المناسبة لمرحلتهم العمرية مع التطبيقات التقليدية لأجهزة سطح المكتب أو المحمول، تمثل تحديًا. الطفل الصغير لا يستطيع القراءة أو الكتابة، مما يجعل معظم الواجهات القائمة على النص غير ممكنة بالنسبة له. ولم تتطور قدرته على التحكم الدقيق بحركاته بشكل كامل، مما يجعل استخدام الماوس أو لوحة المفاتيح أو لوحة اللمس أكثر صعوبة.
تعالج أوامر التحكم الصوتية بالذكاء الاصطناعي هذه المشكلات من خلال تمكين الطلاب من مجرد التحدث بطلباتهم أو إجاباتهم، وهي تفاعل أكثر طبيعية لهؤلاء الأطفال الذين لم يتعلموا القراءة والكتابة بعد. السماح للطفل بمجرد طلب ما يريد والإجابة شفهيًا عن الأسئلة يمنحهم دورًا أكثر فعالية في تعلمهم.
قد تمكّن أوامر التحكم الصوتي أيضًا من تقييم أكثر موثوقية لمعرفتهم، حيث يوجد عدد أقل من المتغيرات المربكة عندما لا يحاول الطالب ترجمة ما يفهمه إلى إدخال يفهمه الكمبيوتر.
يمكن لتقنية الرؤية الحاسوبية تسهيل طرق التفاعل القائمة على النص. على سبيل المثال، يمكن استبدال نماذج تسجيل الدخول باسم المستخدم وكلمة المرور برموز QR، وقد قامت العديد من الأنظمة الموجهة للمدارس بذلك بالفعل.
يمكن أيضًا استخدام تقنية الرؤية الحاسوبية لتمكين التفاعلات بين العالم الفيزيائي والرقمي. يمكن للطالب إكمال مهمة من خلال الكتابة أو الرسم على ورقة، أو تشكيل شيء من الأشياء، ويمكن للكمبيوتر “رؤية” وتفسير عملهم.
ويمكن أن يكون استخدام الأشياء المادية أكثر ملاءمة من الناحية التطويرية لتعليم مفاهيم معينة. على سبيل المثال، غالبًا ما يكون السماح للطفل بالعد باستخدام الأشياء الفعلية، أفضل من استخدام التمثيلات الرقمية. كما يمكن أن تكون الطرق التقليدية أكثر دقة في بعض الحالات، مثل: تمرين الكتابة بالقلم والورق بدلاً من استخدام الماوس أو لوحة اللمس.
حتى من دون الأشياء المادية، يمكن لتقنية الرؤية الحاسوبية تمكين تقييم التعلم الحركي، مثل: الحساب على الأصابع، أو التصفيق للإشارة إلى المقاطع اللفظية في كلمة.
على الرغم من أن كل طالب مختلف عن غيره، فإن إحدى العقبات الكبرى في التعليم تتمثل في أنه لم تكن لدينا الأدوات أو الموارد اللازمة لتكييف تعلم الطلاب حسب قوتهم واحتياجاتهم الفردية بشكل حقيقي. لدى تقنية الذكاء الاصطناعي الإمكانية لإحداث تغيير تحويلي.
تقع المسؤولية على عاتق الأقاليم، وصانعي السياسات، وصناعة التكنولوجيا التعليمية؛ للتعاون وضمان أن تصبح إمكانية الوصول المدعومة بالذكاء الاصطناعي هي القاعدة، لا الاستثناء.
يجب علينا مشاركة المعرفة والدعوة بشكل عاجل للسياسات التي تعطي الأولوية وتمول النشر السريع لهذه الأدوات المغيرة للعبة لجميع المتعلمين. لا يمكن أن تكون إمكانية الوصول فكرة لاحقة؛ بل يجب أن تكون أولوية قصوى مدمجة في كل برنامج وسياسة ومبادرة.
من خلال الجهود المتضافرة فقط، يمكننا إحضار إمكانيات الذكاء الاصطناعي المتاحة إلى كل فصل دراسي.
المصدر: The Hechinger Report