التعدين يدخل عصر الذكاء الاصطناعي: توائم رقمية ونفايات أقل
AI بالعربي – متابعات
سلّطت وكالة رويترز الضوء على ما وصفته بـ “ثورة هادئة” يشهدها قطاع التعدين العالمي مع التوسع المتسارع في اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي والتوائم الرقمية. هذه التقنيات لم تعد مجرد أدوات تجريبية، بل تحولت إلى ركيزة أساسية لرفع الكفاءة وتقليل النفايات وتعزيز الاستدامة، خصوصًا في استخراج معادن انتقال الطاقة مثل النحاس، التي تلعب دورًا محوريًا في مستقبل المركبات الكهربائية وشبكات الطاقة.
التوائم الرقمية واستغلال المخلفات
تشير التقارير إلى أن شركات التعدين الكبرى بدأت توظيف التوائم الرقمية لمحاكاة عمليات استخراج المعادن وتحسينها بدقة متناهية، ما يتيح الحد من الأخطاء وتقليص الهدر في الموارد. كما تعمل الشركات على استعادة القيمة من مخلفات السدود القديمة، عبر تقنيات جديدة قادرة على إعادة معالجة هذه المواد لاستخراج معادن قابلة للاستخدام، ما يحول النفايات إلى مصدر إضافي للإمدادات.
تحسين عمليات الطحن والترشيح بالتقنيات الذكية
الذكاء الاصطناعي أصبح أداة تشغيلية لتحسين مراحل أساسية مثل الطحن والترشيح. خوارزميات التعلّم الآلي تساعد على ضبط معايير التشغيل بدقة أكبر، ما يؤدي إلى خفض استهلاك الطاقة والمياه وتقليل النفايات الناتجة عن العمليات التقليدية. إلى جانب ذلك، تستخدم هذه الأنظمة للتنبؤ بالأعطال قبل حدوثها، الأمر الذي يرفع من مستويات الكفاءة التشغيلية ويخفض تكاليف الصيانة.
مبادرات الشركات العالمية الكبرى
المقال أشار إلى مبادرات نوعية لدى شركات رائدة مثل BHP وGlencore، اللتين استثمرتا في حلول الذكاء الاصطناعي لتسريع استخراج المعادن الحرجة وتبني أساليب مبتكرة مثل الاستخراج الميكروبي لمعالجة المركزات المعدنية. هذه المشاريع تُعتبر خطوات استراتيجية تهدف إلى ضمان إمدادات مستقرة ومتسارعة من المعادن الضرورية لدعم التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.
دور الذكاء الاصطناعي في استدامة التعدين
التحول الذي يشهده القطاع يعكس أن الذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية صناعية، بل أضحى أداة تشغيلية أساسية تمكّن قطاع التعدين من التحول إلى نموذج إنتاج أكثر استدامة. ومع الضغط العالمي لتقليل الانبعاثات والاعتماد على تقنيات صديقة للبيئة، فإن اعتماد هذه الحلول يساهم في تخفيف الأثر البيئي مقارنة بالأساليب التقليدية المعتمدة لعقود.
نحو مستقبل إنتاج آمن ومستدام
يُنظر إلى إدماج الذكاء الاصطناعي والتوائم الرقمية كخطوة استراتيجية لضمان أمن الإمدادات المعدنية وتقليل الاعتماد على سلاسل توريد معقدة غالبًا ما تتأثر بالقيود الجيوسياسية والتجارية. ومع استمرار الطلب العالمي على النحاس ومعادن انتقال الطاقة، يصبح تبني هذه التقنيات خيارًا لا غنى عنه لتحقيق التوازن بين الكفاءة الاقتصادية والاستدامة البيئية.