الذكاء الاصطناعي يغزو الأفلام السينمائية

9

AI بالعربي – خاص

ظهرت بوادر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بالأفلام السينمائية منذ مئة سنة، وعملت على تغيير العالم بشكل فعال منذ ذلك الحين، وتنقسم الأدوار التي تلعبها الروبوتات في السينما بين شخصيات تسعى لمساعدة الإنسان، وشخصيات تهدف لتدمير البشرية، لتكون هذه الأفلام مرآة عاكسة لأفكارنا وآمالنا ومخاوفنا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.

وعلى الرغم من أن التكهن بمسار تطور الذكاء الاصطناعي يعد أمرًا صعبًا، فإنه يمكننا إلقاء نظرة فاحصة على تاريخه السينمائي لنرى كيفية تطوّر منظورنا لهذه التكنولوجيا المذهلة على مر السنوات والعقود الماضية.

شق الذكاء الاصطناعي طريقه للشاشة الكبرى من خلال فيلم “متروبوليس” الألماني الصامت، الذي تم إنتاجه عام 1927، والذي يروي حكاية رجل آلي يهدف إلى الاستيلاء على المدينة عن طريق التحريض على الفوضى.

وكان الظهور الثاني للذكاء الاصطناعي في عالم السينما بعد 24 سنة من بوابة الفيلم الأميركي “اليوم الذي تبقى فيه الأرض صامدة”، وتتمحور أحداثه حول رجل آلي لطيف قدم إلى الأرض رفقة كائن فضائي لتحذير سكانها.

وظل الفيلمان نموذجين متضادين للتكنولوجيا حتى صدور فيلم “2001.. ملحمة الفضاء”، الذي يسرد قصة حاسوب متطور تفوق قدراته قدرات أي إنسان، وهو ما ساهم في تغيير المفهوم السينمائي للذكاء الاصطناعي للأبد.

روبوتات طيبة وشريرة

وانعكس السباق نحو غزو الفضاء خلال سبعينيات القرن الماضي على أفلام تلك الحقبة على غرار “حرب النجوم” عام 1977، “وستار تريك.. الفيلم السينمائي” الصادر في 1979، اللذين ساهما في إظهار الجوانب الجيدة للذكاء الاصطناعي.

وفي الوقت ذاته، شهدت فترة السبعينيات أفلامًا كلاسيكية تصوّر الجانب السلبي للذكاء الاصطناعي، لعل أبرزها “وست وورلد” عام 1973 “وفضائي” الصادر عام 1979، اللذان يصوران إمكانية تمرد الذكاء الاصطناعي على صاحبه وامتلاكه نزعة قاتلة.

وبات الذكاء الاصطناعي التوجه السائد في ثمانينيات القرن الماضي، لتشهد الشاشة الكبرى أفلامًا ذات ميزانية ضخمة مثل “سوبرمان 3” الذي صدر عام 1983، والجزء الخامس والسادس من أفلام حرب النجوم.

ومثل فيلم “بليد رانر” طفرة نوعية على مستوى الأفلام التي تتمحور أحداثها حول الذكاء الاصطناعي، والتي تسعى إلى دفع المشاهد إلى التساؤل بشأن ماهية الإنسان، والإشارة إلى ضرورة وضع خط فاصل بين الذكاء الاصطناعي والبشر.

وازدهرت صناعة الأفلام التي تتخذ من الذكاء الاصطناعي موضوعًا لها في 1999، وذلك بعد سنوات من الإنتاج السينمائي المتواضع لمثل هذه النوعية من الأفلام، لتمثل هذه السنة البداية الفعلية لظهور الأفلام القائمة على الذكاء الاصطناعي بشكل مختلف.

وشهد عام 1999 إنتاج فيلم الخيال العلمي الكلاسيكي الشهير “ماتريكس”، الذي ارتقى بالمواضيع المتداولة حول الذكاء الاصطناعي إلى أبعاد جديدة تمامًا، ليعيد تشكيل طبيعة العلاقة بين الإنسان والآلة.

وعلى خلفية انتشار الذكاء الاصطناعي في الثقافة الشعبية، قدمت الشاشة الكبرى أول فيلم موجه للأطفال مع شخصية رئيسية توظف تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو فيلم “العملاق الآلي” الذي تمكن من إظهار الجانب البشري الغريب للروبوتات.

الألفية الجديدة

وشهدت بداية القرن 21 إنتاج عدد كبير من الأفلام التي تُركز على تقنيات الذكاء الاصطناعي على غرار فيلم “وولي” الذي يلعب دور البطولة فيه واحد من أكثر الروبوتات المحببة على الإطلاق، ويجسد هذا الفيلم أكثر تصورات الذكاء الاصطناعي تفاؤلًا.

وأعاد العقد الأول من الألفية الجديدة الجمهور إلى فكرة إنشاء نظام منفصل وقائم على الذكاء الاصطناعي بشكل واضح، ويقوم هذا النظام على دمج هذه التقنيات مع العالم المادي، لتظهر أفلام مثل “ماتريكس 2” عام 2003 “وآيرون مان” الذي صدر عام 2008.

ويعتبر الوقت الحالي العصر الذهبي للأفلام المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت هذه التقنيات منتشرة في مجال الترفيه بشكل مكّنها من اجتياح العالم الحقيقي، نتيجة لذلك، أصبحنا نشاهد شخصيات تعتمد الذكاء الاصطناعي في كل فيلم يجسد قصة أبطال خارقين.

ويزخر هذا العقد بأفلام لاقت استحسانًا كبيرًا مثل “إكس ماكينا” الذي أُنتج عام 2014 ويدرس مخاطر التلاعب الذي تقوم به الآلات التي تتمتع بذكاء فائق، بالإضافة إلى ذلك، نجد فيلم “تطوير”، الذي يطرح فكرة قدرة الذكاء الاصطناعي على تحسين إمكانيات الإنسان.

ويعد فيلم “هير” الأكثر أهمية من بين جميع الأفلام المتمحورة حول الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى احتمال كونه أكثر أفلام هذا العقد ثورية نظرًا لمنحه الشخصيات القائمة على الذكاء الاصطناعي القدرة على الحب بشكل يدفع سائر البشر لإعادة النظر في حياتهم.

وتبقى الأفلام القائمة على الذكاء الاصطناعي وحدها قادرة على المساعدة على إدراك المخاطر المرتبطة بإنشاء نوع جديد من الذكاء، وبينما يصعب تكهن التطور الذي ستبلغه هذه الأفلام خلال المئة سنة القادمة، إلا أن المؤكد أنها ستكون مسلية للغاية.

اترك رد

Your email address will not be published.