الذكاء الاصطناعي: وسيلة لتطوير المحتوى الصحفي أم تهديد لوظائف الصحفيين والمراسلين؟

21

AI بالعربي – متابعات

نعيش في عالم متسارع باتت التكنولوجيا وتطبيقاتها المتقدمة من الذكاء الاصطناعي ركنا جديدة في إدارة حياتنا، فالخوارزميات والتطبيقات المعتمدة على مفاهيم الذكاء الاصطناعي أصبحت حولنا وفي كل مكان بدءًا من الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي وتحويل الصوت إلى كلام مكتوب وغيرها من المجالات الأخرى.

ودخلت تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الصحافة بقوة، حيث ركزت منصات إخبارية على تطبيق مشروعات تقنية متقدمة لتطوير عملية المحتوى الإخباري وكتابة القصص الإخبارية وتحويل النصوص إلى فيديوهات واكتشاف المحتوى الزائف وعمل قوالب متعددة تعالج الخبر ذاته بجوانب متعددة.

كتاب “الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته الصحفية” المُقدم في 248 صفحة والصادر عن الوكالة العربية للعلاقات العامة للدكتور محمد عبدالحميد، تطرق لواقع الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الصحفية العالمية ومستقبل توظيفه في صناعة المحتوى.

الكتاب الذي يضم خمسة فصول، تناول أيضا واقع تطبيق صحافة الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الإعلامية، وتأثيره على مستقبل الصحفيين ومستقبل تطبيقه في مجال الصحافة والإعلام، ويتعرض الكتاب لاقتصاديات الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته

يستهل الفصل الأول بالحديث عن الذكاء الاصطناعي الذي يرجع جذوره إلى العقد الخامس من القرن العشرين وتحديدا عام 1950 حسب الكتاب، وقد حصل مجال الذكاء الاصطناعي على اهتمام ودعم كبيرين خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي.

تتعدد تعريفات الذكاء الاصطناعي، وأبرزها أنه قدرة برنامح الكمبيوتر على التفكير والتعلم، حيث تحاول أجهزة الكمبيوتر “ذكية” المتمثلة في البرامج والتطبيقات تعمل من ذاتي دون تلقى أوامر مسبقة.

مجالات توظيف الذكاء الاصطناعي في الصحافة

يسرد الفصل الثاني، مجالات الذكاء الاصطناعي في مجال الصحافة كما ذكرها الكاتب 15 مجالا على النحو التالي:

التحقق التلقائي من المعلومات.
كتابة المقالات وإعداد التقارير الإعلامية.
إدارة المؤسسات الصحفية.
دعم الصحف الإقليمية والمحلية.
التصوير الصحفي.
إنشاء الوسائط المتعددة
الذكاء الاصطناعي في خدمة الصوت.
أتمتة التقارير.
تحويل الصوت إلى نصوص.
اقتراح وإنشاء القصص.
توظيف روبوتات الدردشة للتفاعل والمشاركة.
التعرف على الصور.
خدمة القارئ.
ترجمة الكتب والمحتويات الآخرى.
التنبؤ برغبات الجمهور.

*صحافة الذكاء الاصطناعي والتأثير على المحتوى

يُرجع الفصل الثالث الحديث عن بدايات الذكاء الاصطناعي في صناعة الصحافة والإعلام إلى عام 2010 حين طورت شركة Narrativescience الناشئة، برنامجا مبتكرا يستطيع كتابة التقارير الصحفية كما يفعل البشر تماما واستخدمته عدة جرائد ومجلات وشبكات إذاعية.

*واقع الذكاء الاصطناعي بين التطبيق العملي والبحوث العلمية

يُركز الفصل الرابع على ذكر منصات إخبارية عريقة تعمل على مشروعات تقنية متقدمة لتطوير عملية استخراج المحتوى الإخباري وكتابة القصص والأخبار الصحفية، مثل صحيفة واشطن بوست الأمريكية التي طورت مفهوم الصحافة الآلية وغيرها من المؤسسات العالمية.

*الذكاء الاصطناعي يحل محل العنصر البشري

يسعى الفصل الخامس لتفسير المخاوف حول مستقبل الصحافة الورقية والعاملين فيها، حيث تحتاج الصحافة الإلكترونية إلى نفقات أقل وعدد أقل من المحررين والعاملين إلا أن الواقع كان مختلفا، فقد عززت الصحافة الإلكترونية فرص العمل وأتاحت المجال أمام كثير من الصحفيين لامتلاك وإدارة منصات إعلامية مستقلة لمزيد من الفرص.

وهناك اتجاهان حول مستقبل الصحفيين في ظل تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي:

الاتجاه الأول: يرى أن الفرص الفرص التي تتيحها استخدام الذكاء الاصطناعي تقابلها مشكلات بدأت في الظهور، أبرزها أن يحل الروبوت محل البشر، ويرى أصحاب هذا الاتجاه أن الآلة تهدد فعلا وظيفة المراسل الصحفي والصحفي بشكل عام.

الاتجاه الثاني: يرى أصحاب هذا الاتجاه أن الذكاء الاصطناعي ليس موجودا ليحل محل الصحفيين أو يلغي وظائفهم، وإنما سيعيد توجيه المحررين والصحفيين إلى تناول الموضوعات بشكل أوسع وأعمق، يعتمد على التفسير والتحليل كالمقابلات الخاصة والمقالات التحليلية والتحقيقات الاستقصائية.

وأخيرا كخلاصة للكتاب، فإن الذكاء الاصطناعي يحمل الكثير من التطور لعالمي الاتصال والإعلام على صعيد الكم والكيف، حيث يمكن استخدامه لإنتاج كم هائل من القصص الإخبارية، مقارنة بما تنتجه وكالات الأنباء اليوم، وكذلك ترجمة الفيديوهات والنصوص إلى أكثر من لغة وإنتاجها بوسائط متعددة لتناسب كافة المنصات والأجهزة الذكية ومساعدة الصحفيين على التعرف على أسماء المسؤولين من خلال تقنيات التعرف على الصور، وهو ما يساعد على تطوير منظومة الذكاء الاصطناعي في أي مؤسسة إعلامية ويساعدها على مضاعفة إنتاجها الإعلامي.

اترك رد

Your email address will not be published.