كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد العالمي والمحلي؟

144

متابعات – AI بالعربي

هذا السؤال الذي يطرح ويناقش الآن في جميع المؤتمرات والفعاليات والخلوات الحكومية ومجتمعات الأعمال، خاصة مع تبني العديد من الحكومات الاستثمار والدخول إلى مجال الذكاء الاصطناعي وزيادة الشركات التي تطور تقنياته وحلول جائحة «كوفيد-19»، أصبح مجتمع الذكاء الاصطناعي أكثر نشاطاً من أي وقت مضى.
لكن قبل ذلك نحتاج نحن كمجتمعات إلى فهمه بصورة واضحة، كأفراد نحتاج لفهم أبعاده ودلالاته، وكيف يؤثر علينا اقتصادياً ومعرفياً، وكيف نتعامل معه؟

لعل أهم شيء يجعلنا نرد على هذه التساؤلات هو تعريف الذكاء الاصطناعي من منظور المستخدم والمتعامل، لا المطور أو التقني.

الذكاء الاصطناعي هو مصطلح يستخدم لوصف الآلات التي تؤدي عمليات معرفية شبيهة بالإنسان، مثل التعلم والفهم والاستدلال والتفاعل.ويمكن أن يتخذ العديد من الأشكال بما في ذلك البنية التحتية التقنية (أي الخوارزميات)، أو جزء من عملية الإنتاج، أو منتج المستخدم النهائي.

إن الذكاء الاصطناعي سوف يؤدي إلى إحداث تغير عميق في الطريقة التي نعيش ونتفاعل بها مع الحياة وحتى طريقة عمل مجتمعاتنا، فمثلاً الآن يقوم المساعدون الأذكياء للهواتف الذكية، مثل (-Seri سيري) بأداء مجموعة متنوعة من المهام لمستخدمي الهواتف، كذلك جميع المركبات ذاتية القيادة مثل (تيسلا-TESLA) متصلة ويتم مشاركة البيانات والأشياء التي يتعلمها أي منهم عبر الأسطول بأكمله، وكأمثلة أخرى ينظم الذكاء الاصطناعي ما تقدمه وسائل التواصل الاجتماعي للمستخدم بناءً على سلوكه السابق وأغلبنا يختبر هذا التفاعل يومياً.

وسؤالي الآن، ما الذي يدعونا إلى الاهتمام بالذكاء الاصطناعي كأفراد ومؤسسات وحكومات؟ أو بصيغة أخرى كم يكلفنا عدم المساهمة فيه أو الاهتمام به؟

وبحسب دراسة أجرتها «ماكينزي»، أن الذكاء الاصطناعي سوف يحقق ناتجاً اقتصادياً إضافياً للعالم يبلغ نحو 13 تريليون دولار بحلول عام 2030، ما يعني زيادة في الناتج الإجمالي العالمي بنحو 12 % سنوياً.

ويمكن أن يشهد الناتج الإجمالي المحلي للاقتصادات المحلية التي تستثمر فيه حصة منها تترجم إلى زيادة بنسبة 26% في ناتجها بحلول عام 2030.

إذن سباق الدول الآن هو التسلح بهذه التقنية، إنه سباق مختلف من نوع آخر لا يعني فقط الباحثين ولا مسؤولي الحكومة أو فئات معينة من الشعوب أنها عملية تعتمد على أفراد المجتمع جميعاً!

نعم هذه الحقيقة لأن تأثير الذكاء الاصطناعي لن يكون بسيطاً، وسوف يغير خارطة سوق العمل في المستقبل القريب، وهو قد بدأ بتغييرها فعلاً بشكل كبير فقد بدأت أتمتة العديد من الوظائف التي كانت غير مؤتمتة قبل 5 سنوات، وسوف تصل قيمة الوظائف المؤتمتة إلى 800 مليون وظيفة حسب الدراسات العالمية خلال العقد الحالي.

والأهم هو وعينا بأن بياناتنا هي الغذاء لتطوير هذه التقنية لأنها تتعلم وتطور من بيانات تصرفاتنا ومعاملاتنا وأفكارنا؛ ما يشكل تحدياً ثقافياً وتصادماً حضارياً لبعض المجتمعات عند تطوير تقنياته، خصوصاً مع وجود تحيز في البيانات التي نزوده بها، والذي يجب تلافيه لكي يكون النظام عادلاً وشاملاً للجميع، إن وجود مجموعة ضخمة ومتجانسة من البيانات هو شرط مسبق أساسي لنظام مزدهر.

وهذا يتطلب مهارات مختلفة وخاصة من جميع شرائح المجتمع ليس فقط كمطورين وباحثين بل كمتفاعلين ومستخدمين ومشرعين ومتعاملين تمكنهم من أن يكونوا فعالين ومطلوبين في سوق العمل، الذي سوف يقدم المهارات والمواهب على الشهادات الأكاديمية.

إذن الموضوع ليس رفاهية للأفراد بل هو ضرورة ملحة لأن يكونوا في قلب الحدث من الأم في المنزل إلى مسؤولي الحوكمة للتقنية والثمن سوف يكون كبيراً في حال تجاهل الأفراد.

اترك رد

Your email address will not be published.