السعودية تتسيد العالم في تمكين المرأة بالذكاء الاصطناعي
منى يوسف حمدان
تُعدُّ المرأةُ السعوديَّةُ جزءًا أساسًيا من رُؤية المملكة 2030، التي تهدفُ إلى تعزيز دورها في مختلف المجالات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي. وها هي المملكةُ العربيَّةُ السعوديَّةُ -اليومَ- تضيفُ إنجازًا عالميًّا جديدًا لسجل تفوُّقِها الدوليِّ في مجال الذكاء الاصطناعيِّ، بتصدُّرها تمكين المرأة في هذا المجال “نسبة الإناث للذكور”، وأحرزت تقدُّمًا في نسبة الوظائف، واستقطاب الكفاءات في مجال الذكاء الاصطناعيِّ، وفي عدد نماذج الذكاء الاصطناعيِّ، وذلك وفقًا لمؤشِّر ستانفورد للذكاء الاصطناعيِّ 2025.
وبلغة الأرقام المرصودة عالميًّا، يتَّضح جليًّا للعيان، أنَّ الرُّؤية الطَّموحة التي يقودها عرَّابُ الرُّؤية سموُّ وليِّ العهدِ رئيسُ مجلسِ الوزراءِ الأميرُ محمد بن سلمان -حفظه الله- تترجمُ في كلِّ يومٍ لمنجزات وطنيَّة غير مسبوقة، وتُسطِّر في سجلات التاريخ بمداد من النور والفخر والاعتزاز بالسعوديَّة العُظمَى بقيادة تعرفُ جيِّدًا دروب التميُّز في الفكر والعطاء والطموح، وتحقيق الأهداف بمعايير عالية فائقة الجودة والتميُّز بين كلِّ الأُمم.
ومؤشر ستانفورد الدولي 2025، يؤكد التقدم السعودي، حيث تصدرت المملكة المركز الأول في تمكين المرأة في مجال الذكاء الاصطناعي، والمركز الثالث عالمياً في نسبة نمو الوظائف لعام 2024 في مجال الذكاء الاصطناعي، والرابع في عدد نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة، وضمن 7 دول نشرت نماذج ذكاء اصطناعي رائدة، والمركز الثامن في استقطاب كفاءات الذكاء الاصطناعي.
كلُّ هذه المؤشِّرات الرقميَّة تؤكِّدُ أنَّ خلفَ هذه المنجزاتِ الوطنيَّة عقولًا سعوديَّةً تعملُ برُؤيةٍ إستراتيجيَّةٍ عميقةٍ، تمثَّلت في أجندة الهيئة الوطنيَّة للبيانات، والذكاء الاصطناعيِّ “سدايا”، والتي تعكس ثمرة الجهود الحثيثة، العاملة على توفير كافَّة الإمكانات المتعلِّقة بالبيانات، والقدرات الاستشرافيَّة، وتعزيزها بالابتكار المتواصل في مجال الذكاء الاصطناعيِّ، بما يضمن الارتقاء بالمملكة إلى الريادة العالميَّة، ضمن الاقتصادات القائمة على المعلومات، والبيانات، والذكاء الاصطناعيِّ.
الصَّدارة، والتميُّز، وتحقيق المراكز المتقدِّمة، يتطلَّب عملًا دؤوبًا مستمرًّا بروحٍ وثَّابةٍ للمعالِي؛ ومن خلال رصدِ بعض ما تناولته وسائل الإعلام عن الدَّور العظيم الذي تقوم به “سدايا”، لابُدَّ أنْ يُسلَّط الضوء إعلاميًّا -وبكلِّ فخرٍ- لكلِّ هذه المبادرات والبرامج والمشروعات، وأنْ يكون هناك تناغم بين الإعلام، والتعليم، وسدايا، بصورة أكبر؛ ليصل صدى هذه المنجزات في كلِّ مدرسةٍ وجامعةٍ في كلِّ بقعةٍ من وطني؛ ويحتفى بهذه المنجزات ضمن الأنشطة الطلابيَّة، وليكون كلُّ مميَّز ومميَّزة من أبناء الوطن، هو القدوة الذي يشكِّل ذهنيَّة الطَّالب في مقاعد الدراسة، وترفع لديه معايير الولاء والانتماء الوطني السعوديِّ مع كلِّ نبض في قلبه، وكلِّ نَفَس يتنفَّسه من هواء هذه الأرض المباركة.
المملكةُ حقَّقت المركزَ الأوَّل في مجال تمكين المرأة بما قدَّمته “سدايا” من مبادرات عدَّة، منها برنامج Elevate الذي هدف إلى تمكين أكثر من 25000 امرأةٍ في مجالات التقنية والذكاء الاصطناعيِّ من 28 دولةً في العالم، إلى جانب إقامة معسكرات وبرامج تدريبيَّة متخصِّصة، أسهمت في تأهيل كوادر نسائيَّة سعوديَّة قادرة على الرِّيادة في قطاع الذكاء الاصطناعيِّ بما يعزِّز حضورهنَّ على المستويين المحليِّ والعالميِّ. إلى جانب إنشاء المركز الدوليِّ لبحوث وأخلاقيَّات الذكاء الاصطناعيِّ في الرياض، تحت رعاية منظمة اليونسكو، الذي يعزِّز ريادة المملكة العالميَّة في وضع الأطر الأخلاقيَّة والتشريعيَّة للتقنيات الناشئة.
هذا الحِراك الذي تقدِّمه “سدايا”، والذي يركِّز على بناء القدرات الوطنيَّة في الذكاء الاصطناعيِّ يأتي متناغمًا مع برنامج تنمية القدرات البشريَّة، الذي يوليه سموُّ وليِّ العهد اهتمامًا خاصًّا؛ لأنَّ إعداد الإنسان لما بعد المستقبل هو الغاية والهدف المنشود، من خلال مبادرات نوعيَّة، أبرزها البرنامج الوطني “أذكى”، الهادف إلى تمكين طلاب الجامعات السعوديَّة في هذا المجال، والأولمبياد الوطنيِّ للذكاء الاصطناعيِّ “أذكى”، الذي يستقطب المواهب الناشئة، ويصقل مهاراتهم، بالإضافة إلى مبادرة “سماي”، التي تسهم في رفع الوعي التقنيِّ، وترسيخ ثقافة الذكاء الاصطناعيِّ في المجتمع.
كلُّ هذه المنجزات عملت على ترسيخ مكانة المملكة، ضمن الدول الجاذبة للكفاءات والمهارات في مجال الذكاء الاصطناعيِّ، وتحقيق الرِّيادة العالميَّة في تعزيز الجوانب الأخلاقيَّة، حتى وصل الاهتمام السعوديُّ لحماية الأطفال في الفضاء السيبرانيِّ من خلال مبادرة وليِّ العهدِ في القمَّة العالميَّة لحماية الطفل في الفضاء السيبرانيِّ، بصفتها أوَّل قمَّة عالميَّة من نوعها بأهدافها الرَّامية إلى توحيد الجهود الدوليَّة، وتعزيز الاستجابة العالميَّة للتهديدات التي تواجه الأطفال في ظلِّ هذه المتغيِّرات العالميَّة.