سيارة كهربائية من “تويوتا” تشحن بالكامل في 10 دقائق
AI بالعربي – “متابعات”
تخيل أن لسيارتك الكهربائية بطارية يمكنها السفر لنحو 500 كيلومتر، ويتم شحنها في 10 دقائق ولا تحتاج أي أنظمة تدفئة أو تبريد ضخمة، وتستطيع الاحتفاظ بـ80% من قدرتها على الشحن لمدة 800 دورة (386 ألف كيلومتر) وليست عُرضة للاحتراق الذاتي، وفوق كل ذلك لن تتأثر المساحة الداخلية في السيارة.
هذه بالضبط هي مواصفات “بطارية الحالة الصلبة” التي تعتبر بمثابة الجائزة الكبرى التي تتسابق على تطويرها الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية، وبينما ينهمك الجميع في تجاربه، نشرت صحيفة “نيكاي” تقريراً عن تطوير شركة “تويوتا” لنموذج أوّلي من بطاريات الحالة الصلبة سيعمل في سياراتها الكهربائية بحلول العام المقبل.
ثورة قد تقلب موازين الصناعة
هذه الخطوة من “تويوتا” ثورة بكل المقاييس ومن المرجح أن تقلب موازين السوق في حال صدق مزاعمها، لأن المسافة القصيرة نسبياً التي تقطعها السيارة الكهربائية بالشحنة الواحدة وكذلك المدة اللازمة للشحن تعدان من أبرز العوائق التي تقف حائلًا أمام انتشار المركبات الكهربائية على نطاق واسع.
وبينما تظل فترة العشر دقائق المطلوبة لشحن بطارية الحالة الصلبة طويلة بالمقارنة مع الوقت الذي نستغرقه في ملء خزان السيارة بالوقود السائل، إلا أن هذه المدة ضئيلة جدًا حين نقارنها مع الوقت الذي تستغرقه البطاريات الحالية للسيارات الكهربائية أثناء الشحن، كما أن المسافة التي ستقطعها السيارة بالبطارية الجديدة تزيد على ضعف ما تقطعه حاليًا ببطارية الليثيوم أيون التقليدية.
“تويوتا” ليست هي الشركة الوحيدة في هذا السباق، كما أنها ليست الوحيدة التي تتصدر عناوين الأخبار حاليًا. ففي ديسمبر الجاري أعلنت شركة “كوانتم سكيب” الأميركية – والتي لديها شراكة استراتيجية مع “فوكس فاجن” الألمانية – عن نتائج واعدة لاختباراتها على بطاريات الحالة الصلبة.
تضمن إعلان “تويوتا” عن سيارتها الكهربائية القادمة في السوق الأوروبية إشارة إلى أن الشركة تخطط للحصول على تكنولوجيا بطاريات الحالة الصلبة في سياراتها بحلول عام 2025. وتمتلك “تويوتا” حاليًا بالشراكة مع “باناسونيك” أكثر من ألف براءة اختراع تخص بطاريات الحالة الصلبة.
ولدى “تويوتا” ميزة مهمة تفتقر إليها كثير من الشركات المنافسة لها في المجال، وهي الدعم الكامل الذي تحظى به من قبل الحكومة اليابانية، والتي رصدت نحو تريليوني ين (19مليار دولار) لدعم تكنولوجيا إزالة الكربون، ومن المرجح أن يتوجه جزء كبير من هذه الأموال لصالح تطوير بطاريات الحالة الصلبة.
سباق محموم .. مَن يصل أولا؟
تأمل اليابان أن تؤدي الاختراقات المبكرة التي قد تحدثها “تويوتا” في مجال بطاريات الحالة الصلبة إلى إعطائها ميزة على كل من الصين وكوريا الجنوبية، فمن المتوقع أن ينمو السوق العالمي للجيل التالي من البطاريات من 39 مليون دولار فقط هذا العام إلى 413 مليون دولار في 2025، ثم إلى 3.1 مليار دولار في عام 2030، وذلك قبل أن يصل إلى 25.2 مليار دولار في عام 2035.
الصين كعادتها لن تتخلف عن الركب، حيث تستعد حاليًا مجموعة التكنولوجيا الصينية “تشينجداو” لإنفاق أكثر من مليار يوان صيني (153 مليون دولار) على جهود البحث والتطوير المتعلقة ببطاريات الحالة الصلبة بالإضافة إلى مجالات أخرى، وذلك على مدار ثلاث سنوات تبدأ من عام 2021.
وفي كوريا الجنوبية دخلت “سامسونج” على خط المنافسة من خلال تطوير بطارية حالة صلبة باستخدام الكربون الفضي بدلا من اللليثيوم، ولدى هذه البطارية القدرة على السفر بالسيارة مسافة تتجاوز الـ800 كيلو متر، وذلك رغم أن حجمها بالكاد يعادل نصف حجم بطاريات الليثيوم أيون الحديثة.
على حلبة المنافسة أيضًا تظهر شركة “سوليد باور” التي تتخذ من كولورادو الأمريكية مقرًا لها، حيث تعمل على تطوير بطاريات الحالة الصلبة بالتعاون مع شركتي صناعة السيارات “فورد” و”بي إم دبلييو”، أما “مرسيدس” الألمانية فتعمل على تطوير نفس البطارية ولكن بالتعاون مع “هيدرو كيوبيك” الكندية.
باختصار فإن السباق نحو تطوير بطارية الحالة الصلبة للسيارات الكهربائية قائم ومستمر ومشتعل جدًا في الوقت ذاته، وإذا نجحت “تويوتا” في مساعيها وتمكنت بالفعل في تشغيل سياراتها الكهربائية ببطارية حالة صلبة في عام 2021، فبإمكاننا أن نتوقع حينها أن يتغير وجه صناعة السيارات الكهربائية بشكل خاص وصناعة السيارات العالمية بشكل عام للأبد.
من سيصل إليها أولًا، سيسيطر دون مبالغة على سوق السيارات الكهربائية العالمي الذي ما زال بكرًا، خصوصًا وإن فشلت جهود منافسيه في الوصول إلى نتائج مبشّرة.