هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل العاملين في مجال البرمجة؟

43

AI بالعربي – متابعات

تنامت قدرات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بدرجة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية، وأصبحت تطبيقاته المتعددة واسعة الانتشار لتمتد إلى مجالات متنوعة مثل توليد النصوص والصور ومقاطع الفيديو، وصولاً إلى الاعتماد على أدواته في المجال البرمجي وتطوير أنظمة التشغيل.

وتتشابه الأكواد البرمجية مع اللغات البشرية من حيث طبيعتها كمجموعة من الرموز التي تحمل معاني ومعلومات متبادلة بين المرسل والمستقبل، لذا يصبح تعامل تقنيات الذكاء الاصطناعي مع أعمال البرمجة أمرًا يسيرًا.

الأمر الذي يطرح تساؤلات حول المدى الذي وصلت إليه قدرات تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال البرمجة، وما إذا أصبحت قادرة على استبدال العنصر البشري في هذا القطاع الذي يتطل

كيف يمكن للذكاء الاصطناعي المساهمة في أعمال البرمجة؟

حصر المتطلبات: يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة وتسريع عمليات تطوير البرمجيات، والتي تبدأ عادة بتحديد المتطلبات والأهداف، مثل وظائف البرنامج أو التطبيق، والغرض المستهدف منه، وتستطيع التقنية الرائدة المساعدة في إنشاء قائمة بهذه المتطلبات ومتابعة تنفيذها.

توليد الأكواد بناءً على تعليمات نصية: يستطيع الذكاء الاصطناعي تحويل التعليمات النصية باللغات البشرية إلى أكواد برمجية على نحو فعال.

إكمال الأكواد ومراجعتها: تتضمن مهام المطورين القيام بأعمال عادية ومتكررة، ويمكنهم الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في إكمال أجزاء من الكود وتقديم مقترحات أثناء كتابته، فضلاً عن التحقق من النصوص البرمجية بحثاً عن الأخطاء، واقتراح تعديلات تُحسن من كفاءتها.

اختبار أنظمة التشغيل: بإمكان الذكاء الاصطناعي التوليدي المشاركة في مختلف مراحل عمليات اختبار أنظمة التشغيل، مثل صياغة حالات الاختبار، وتوليد أكواد الاختبار، وتحليل النتائج.

تحديد أوجه القصور والتنبؤ بحالات الفشل: مع تطور قدرات الذكاء الاصطناعي في المستقبل، قد تصبح التقنية قادرة على معالجة أوجه القصور في الأنظمة البرمجية، والتنبؤ بحالات فشلها قبل دخولها مرحلة التشغيل وتحديد الأسباب.

ومن أبرز الأمثلة العملية على قدرة الذكاء الاصطناعي التوليدي على المساهمة في المجال البرمجي، استعان المبرمجون في شركة “فريش ورك” بتطبيق “شات جي بي تي” في كتابة الأكواد، وساهم ذلك في تقليص المدة الزمنية للعمل إلى أقل من أسبوع بدلاً من قرابة شهرين ونصف.

وذكرت منصة “جيت هب” في دراسة أعدتها، أن سرعة إنجاز المهام بالنسبة للمبرمجين الذين استخدموا أداة الذكاء الاصطناعي التوليدي “جيت هب كوبايلوت” كانت أسرع من نظرائهم ممن لم يستخدموها بنسبة 55%.

ولم يكن أداء النموذج سيئاً على الإطلاق بالنسبة لتقنية صاعدة قيد التطوير، لكن هل هذا يعني استبدال الذكاء الاصطناعي للمطورين في المستقبل؟.

تتلخص القدرات الحالية للذكاء الاصطناعي في مجال البرمجة في أتمتة مهام كتابة الأكواد والمراجعة وغيرها من الوظائف المساعدة للمبرمجين، لكن طبيعة عمل المطورين لا تقتصر على كتابة الأكواد فقط، والتي تستحوذ على قرابة 20% فقط من الوقت الذي يستغرقونه في العمل، والباقي يتم خلاله تحديد متطلبات العملاء أو المنتج، وعقد الاجتماعات، والتفاعل مع المستخدمين، والإشراف على تنفيذ المشروعات بالنسبة لمن هم في مراكز قيادية.

ورغم احتمالات تنامي قدرات الذكاء الاصطناعي وتطرقها لأعمال برمجية متنوعة، لكن وجود مبرمجين أكفاء وعلى درجة من الخبرة لتطوير منتجات قادرة على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من التكنولوجيا بما في ذلك الذكاء الاصطناعي ذاته؛ أمر لا غنى عنه.

وفيما يتعلق بمستوى وجودة الأكواد المنفذة بواسطة الذكاء الاصطناعي، أجرى مختبر “ديب مايند” التابع لشركة “ألفابت” منافسة بين مبرمجين ونموذج “ألفا كود إيه آي” الذي طوره، وكان أداء النموذج يضاهي أداء مبرمج مبتدئ حصل على فترة تدريب تتراوح بين بضعة أشهر وسنة.

اترك رد

Your email address will not be published.