تطوير نموذج ذكاء اصطناعي جديد يكتب بخط اليد
AI بالعربي – متابعات
تعدُّ الكتابة اليدوية من أفضل طرق التدوين التي يفضلها الكثير من الأشخاص حول العالم ولا يجدون بديلًا مميزًا لها رغم تطور معظم وسائل التكنولوجيا الحديثة، ويعود تاريخها اكتشافها إلى أكثر من 5 آلاف عام؛ لذا يعكف فريق من الباحثين في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لتقديم نموذج يجمع بين تقنيات الكتابة اليدوية القديمة والحديثة في برنامج ذكاء اصطناعي. يستطيع هذا البرنامج تعلم أسلوب الكتابة اليدوية للفرد، وإنشاء نص يشبه خط يده، وقد حصل المخترعون على براءة اختراع لهذه الأداة من مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأميركي. ويُعد هذا الابتكار مفيدًا للأشخاص الذين يعانون إصابات تحول دون قدرتهم على حمل القلم بأسلوب تقليدي؛ لكن كالعادة لأي اختراع علمي جديد تكون هناك نسبة مخاطر محتملة نبه لها الباحثون في هذه التقنية الجديدة.
توليد كميات ضخمة من البيانات
بدوره قال الدكتور هشام شولاكال، الأستاذ المساعد في قسم الرؤية الحاسوبية بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وأحد المشاركين في تطوير هذه التكنولوجيا الجديدة، إن هذا الاختراع بدأ بمجرد فضول علمي: “أردنا فقط أن نعرف إذا ما كان بإمكاننا تغذية نموذج ذكاء اصطناعي بعينات مكتوبة بخط يد شخص، والنظر في النموذج هل سيكون قادرًا على التعرف على نمط خط يد ذلك الشخص، ومن ثم كتابة أي شيء وفق النمط نفسه”.
وأول النتائج البحثية المبدئية ضمن هذا المشروع التي توصل إليها تشولاكال وزملاؤه تعود إلى عام 2021، والتي قدمها الفريق خلال أعمال المؤتمر الدولي للرؤية الحاسوبية. ويتكون الفريق البحثي الذي أسهم في هذا الإنجاز من: د. راو محمد أنور، أستاذ مساعد في قسم الرؤية الحاسوبية؛ و د. سلمان خان، أستاذ مشارك في الرؤية الحاسوبية ونائب رئيس قسم الرؤية الحاسوبية؛ ود. فهد شهباز خان، أستاذ الرؤية الحاسوبية؛ ود. أنكان كومار بونيا؛ ود. مبارك شاه من جامعة سنترال فلوريدا، ويمزج هذا البرنامج الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي بين تقنية فريدة تجمع بين تقنيات الكتابة اليدوية التقليدية والحديثة. ويمكن لهذا البرنامج تعليم أسلوب الكتابة اليدوية للأفراد وإنشاء نصوص تشبه خطوطهم، ويمكن استخدام هذه التقنية لتوليد كميات ضخمة من البيانات بكفاءة؛ مما يساهم في تحسين قدرة نماذج التعلم الآلي على معالجة النصوص المكتوبة بخط اليد.
مساعدة ذوي الإعاقة
التقنية الجديدة تتفوق في تقليد أسلوب الكتابة اليدوية بشكل أفضل، حيث تتيح معالجة التبعيات طويلة المدى، وفهم كيفية ربط الكاتب للحروف والكلمات بشكل دقيق. وبفضل هذه الابتكارات يمكن للتقنية تقديم نتائج تلبي توقعات الأفراد بنسبة 81%. هذه الجهود قد تفتح آفاقًا جديدة للتكنولوجيا في مجال الكتابة اليدوية، وتوفر فرصًا للأشخاص الذين يعانون إعاقات تحول دون قدرتهم على حمل القلم بأسلوب تقليدي.
كيفية التطبيق
قدم الباحثون في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي محاكاة فريدة لخط اليد تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي للبشر، وأظهروا جودة استثنائية في نتائج الكتابة اليدوية. وأشار سلمان خان، أحد الباحثين المشاركين، إلى أنهم لم يتمكنوا من تمييز الفارق بين النموذج المحاكي والكتابة اليدوية الفعلية، مما أضاف شيئًا مميزًا لتجربتهم.
المخاطر المحتملة
بخصوص المخاطر المحتملة للنموذج فقد أكد “تشولاكال”، أهمية التنبه لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في إنشاء خطوط اليد المتناسبة مع أسلوب الأفراد. إذ يمكن أن تساهم النتائج الجديدة في زيادة الوعي بالتحديات المحتملة للخصوصية والأمان.
وعلى الرغم أن النموذج لا يتطلب الكثير من البيانات للتدريب، إذ يكفيه بضع فقرات من الكتابة اليدوية الأصلية، يتعين على الباحثين أخذ الحيطة والحذر بسبب المخاطر المحتملة لاستخدام هذه التقنية. وبدوره شدد الدكتور راو محمد أنور، على أهمية التفكير المتأني في هذا السياق، حيث يمثل الخط اليدوي هوية فريدة للأفراد.