الذكاء الاصطناعي يملأ “الفجوات المفقودة” في ألواح بابلية قديمة

12

AI بالعربي – متابعات

يستخدم خبراء علم الآثار الذكاء الاصطناعي (AI) للمساعدة في فك رموز الألواح البابلية القديمة والأسرار الموجودة بداخلها.

واعتمد مؤرخون من جامعتين إسرائيليتين تقنية الذكاء الاصطناعي لاستعادة الكلمات المفككة المكتوبة باللغة الأكدية.

والأكدية هي لغة منقرضة تم التحدث بها في إمبراطوريات بلاد ما بين النهرين القديمة بابل وآشور حوالي 2500 سنة قبل الميلاد، حتى حوالي 600 قبل الميلاد. وهي أقدم لغة سامية معروفة، وتسبق الآرامية والعبرية والعربية.

ويدرس خبراء الآثار من جامعة أرييل وقسم التراث الإسرائيلي وجامعة بار إيلان، اللغة على ألواح طينية منقوشة بخط مسماري.

لكن الألواح الطينية غير مكتملة لأن القطع الأثرية القديمة هشة وغالبا ما تتكسر عند العثور عليها.

وهذا هو السبب في أن الباحثين يمرون إلى عملية رقمنة الألواح باستخدام أداة يطلق عليها اسم المحرك البابلي.

ويتم تحليل النصوص الرقمية ودراستها بواسطة خوارزميات التعلم الآلي لكشف أسرار الإمبراطورية الفارسية القديمة، في القرنين السادس والرابع قبل الميلاد.

ويمكن أن يؤدي القيام بذلك إلى إنشاء ذكاء اصطناعي قادر على استعادة النصوص التالفة عن طريق معرفة الكلمات المناسبة لاستخدامها في الأقسام المفقودة.

وقال شاي جوردين، كبير المحاضرين في جامعة أرييل: “الأثر الأسرع في الواقع هو تأثير تربوي حيث يمكن لطلاب الأكدية استخدام هذه الأداة للتدريب على قراءة النصوص القديمة وترميمها. وعلاوة على ذلك، يمكن للمؤرخين ذوي التدريب الأقل رسمية في اللغة الأكدية محاولة إدخال النص الأكدي والحصول على نتائج يمكن الاستشهاد بها في أبحاثهم ومنشوراتهم”.

وأضاف: “بالنسبة للباحثين في تاريخ الشرق الأدنى القديم، يمكن أن تساعد هذه الأداة في عملهم على إصدارات النصوص والعودة إلى المنشورات السابقة في محاولة لاستعادة الأجزاء المكسورة من النصوص”.

وبحسب الباحث، يمكن دراسة التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي لبلاد الرافدين من خلال هذه الوثائق الطينية.

وأضاف: “معظم الألواح الطينية تالفة وتركت ثغرات في النصوص المكتوبة عليها ويجب إعادة الأجزاء المفقودة من قبل خبراء. وهذه خطوة أولى مثيرة لإعادة بناء واسعة النطاق لتراث قديم مفقود”.

وتابع: “من خلال تدريب الباحثين المستقبليين على هذه التكنولوجيا الجديدة، يمكننا تطوير فهمنا للنصوص القديمة واكتشاف الثغرات المفقودة”.

ووصف المشروع، الذي تدعمه وزارة العلوم والتكنولوجيا في إسرائيل، في عدد حديث من مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences (PNAS).

والخبر السار لعلماء الآثار في جميع أنحاء العالم هو أن التكنولوجيا لا تقتصر على اللغة الأكدية.

وقال الدكتور جوردين: “يمكن تدريب النموذج على أنواع أخرى من الأصول النصية القديمة. يجب إجراء مثل هذا التدريب بأشكال مماثلة في الوقت الحالي، وبالتالي، فإن اللغات القديمة المشابهة للأكدية في الشكل والوظيفة أكثر ملاءمة من الأنواع اللاحقة من اللغات والنصوص”.

وأوضح: “لكننا ندرس كيفية الاستفادة بشكل أكبر من هذه الخوارزمية كأداة تاريخية أكثر عمومية للنقد النصي، أي أنها ستكون أكثر انفتاحا لتحميل التنسيقات المختلفة. لكننا نركز أكثر على التاريخ القديم على أي حال، حيث يوجد مكان يتعرض فيه التراث لخطر الضياع إلى الأبد”.

ويمكن الوصول إلى “الأداة البابلية” عبر الإنترنت حيث يمكن تحميل الترجمة الصوتية وتحليلها.

ويقول الموقع: “العلامات المسمارية متعددة التكافؤ، بمعنى أن كل علامة لها أكثر من قراءة ممكنة، والقراءة المناسبة تتحدد بالعلامات السابقة والتالية. لقد قمنا بتدريب خوارزميات التعلم الآلي HMM وMEMM وBiLSTM لتحديد القراءة المناسبة والتجزئة تلقائيا”.

اترك رد

Your email address will not be published.