جديد الجيش الأميركي.. روبوتات بأنسجة عضلية
AI بالعربي – “متابعات”
يتطلع باحثو الجيش الأميركي إلى إضافة أنسجة عضلية للروبوتات، بما يمنحها “قدرة على الحركة بخفة ومرونة لم يسبق لها مثيل”، وفق موقع Army Times الأميركي.
ويبذل فريق من العلماء، بالتعاون مع قيادة تطوير القدرات القتالية للجيش ومختبر أبحاث الجيش الأميركي وجامعتي ديوك ونورث كارولينا، جهوداً حثيثة لإضافة عضلات إلى مفاصل الإنسان الآلي، الذي يتحرك على أرجل، بدلاً من استخدام المحركات.
محاكاة لفيلم “المُدمر”
تدور الأبحاث الجديدة حول إمكانية تثبيت عضلات للروبوت بما يمكن شرحه ببساطة أنه يشبه إلى حد كبير ما دار في أحداث فيلم هوليوودي يعود إنتاجه لعام 1991، واسمه “Terminator 2: Judgment Day”، عندما يقوم شخص نصف آلي في الفيلم، يطلق عليه اسم T-1000، بشرح طبيعة ما هو عليه لشخصية بطل الفيلم الشاب جون كونور بعد وقت قصير من لقائهما.
كما جاء في سياق سيناريو الفيلم أن الشاب كونور يسأل الإنسان النصف آلي: “أنت مُدمر، أليس كذلك؟” فيرد T-1000: “نعم، أنا الطراز Cyberdyne Systems 101”.
ويعقب كونور قائلاً: “إذاً أنت حقيقي حقاً. أعني، مثل آلة من الداخل ولكن لديها نوع من الحياة في الخارج؟” ليرد T-1000: “أنا كائن حيوي، نسيج حي من الخارج ولدي هيكل معدني من الداخل”.
إلى ذلك لم تذكر أبحاث الجيش الأميركي المبكرة أي معلومات عن إنتاج جنود آليين، إلا أن فريق العلماء كشف النقاب عن ملاحظات تتناول مزايا أنسجة العضلات مقارنة بمكونات الروبوتات المستخدمة حالياً.
وقال دين كولفر، عالم أبحاث في مختبر الجيش الأميركي: “على الرغم من كونها مثيرة للإعجاب بحد ذاتها، إلا أن الروبوتات الموجودة اليوم تُنشر لخدمة غرض محدود، ثم يتم استعادتها بعد بضع دقائق. وما يرغب فيه فريق علماء مختبر أبحاث الجيش ARL أن تكون الروبوتات متعددة الاستخدامات وقادرة على الذهاب إلى أي مكان يستطيع الجنود القيام به وأكثر، بالإضافة إلى التكيف مع احتياجات أي موقف معين”.
انتقاد للإصدارات الحالية
إن الهدف الرئيسي من التجارب الأخيرة هو الحصول على روبوتات ذات أرجل، ولديها بعض المرافق للحركة بخفة فوق التضاريس الوعرة، مع تحقيق استقرار وثبات أفضل على الأسطح غير المستوية والطرق غير الممهدة.
على سبيل المثال، كان أحد الانتقادات التي وجهت إلى مركبات آلية تتحرك على عجلات إلى جانب الجنود البشر في مناورات تدريبية في فورت بينينغ بجورجيا خلال نوفمبر، أنها صادفت صعوبة في تخطي الغطاء النباتي الكثيف أثناء العمليات الراجلة.
وقال كولفر إن “إحدى العقبات التي تواجه الروبوتات الأرضية اليوم هي عدم القدرة على التكيف الفوري أو التكيف مع التضاريس غير المستقرة. ولكن مع تنشيط العضلات، على الرغم من أنه بالتأكيد ليس العنصر الوحيد المطلوب لتحقيق تلك الغاية إلا أنه سوف يساهم بشكل كبير في قدرة الروبوتات على التنقل في التضاريس غير المستوية وغير الموثوقة”.
هجين بيولوجي من الفئران
ولا تعد تلك التجارب هي الأولى من نوعها وإنما في عام 2014، قامت فرق بحثية من جامعة إلينوي في أوربانا شامبين ببناء أول روبوت ذاتي الدفع ومجهري بالإضافة إلى كونه هجيناً بيولوجياً بعد تدعيمه بخلايا عضلة قلب مستمدة من الفئران، وفق مركز التكنولوجيا ومؤسسة العلوم الوطنية الأميركية.
وبالمثل، يتطلع علماء الجيش الأميركي إلى زراعة خلايا وأنسجة لكي يتم إنتاج عضلات يتم إضافتها لروبوتات هجينة بيولوجياً بدلاً من استخراج الخلايا من الكائنات الحية.
إلى ذلك أضاف كولفر: تتميز “أنسجة العضلات بقدرتها على إنتاج كمية محددة من الطاقة الميكانيكية في لحظة معينة، كما أن تنوعها لا مثيل له في التشغيل الآلي اليوم”.
“كأنها خلايا حية”
ولجعل العضلات تعمل بأحجام مختلفة من المفاصل، تشمل الأساليب الحالية إنشاء نوع من الهلام مع وجود خلايا عضلية بداخله، بحسب ما ذكره ريتو رامان، مهندس ميكانيكي يعمل في تصميم الروبوت الهجين الحيوي، في تصريح لمجلة Science Focus في أكتوبر.
كما أضاف رامان أنه يتم تشكيل هذا الهلام المعالج بيولوجيا بالشكل المطلوب للعمل العضلي على الروبوت، موضحاً أنه “نظراً لأن الخلايا تكون وكأنها على قيد الحياة، عندما تمر بهذه العملية، فإنها تستشعر بيئتها وتستجيب لها”.