7 ابتكارات غيرت قواعد اللعبة في عالم الذكاء الاصطناعي

AI بالعربي – متابعات

يشهد الذكاء الاصطناعي نموًا متسارعًا غير مسبوق. ومع طرح شركات التكنولوجيا الكبرى منتجات مُدمجة مع الذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة، تتعمق هذه التكنولوجيا في حياتنا اليومية. ومع التقدم الكبير الذي يحققه عالم التكنولوجيا في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي والوكيل، نقترب أكثر فأكثر من تقنيات المستقبل المدعومة بالذكاء الاصطناعي، كما كتب إيجي يلدريم.

أدوات مساعدة ذكية… باستجابات بشرية

فيما يلي 7 من هذه التقنيات قيد التطوير حاليًا، وكيف يُمكنها إحداث ثورة كاملة في حياتنا اليومية:

1- أدوات المساعدة الذكية- Smart assistants:

لا تستطيع مساعدات الذكاء الاصطناعي الحالية، مثل أليكسا وسيري، تنفيذ سوى جزء صغير مما يُمكن أن تفعله مساعدات المستقبل الذكية. وتبذل شركات التكنولوجيا جهودًا حثيثة لتطوير أدوات للمساعدة بالذكاء الاصطناعي، تفهم النصوص والكلام والصور والفيديو بسلاسة، وتولد استجابات تُشبه استجابات البشر.

في أثناء كشفها عن أحدث إصدار من ChatGPT، صرَّحت شركة OpenAI المنتجة له، بأن النماذج المستقبلية ستركز بشكل أكبر على قدرات التفكير المنطقي، أي محاولة جعل روبوتات الدردشة الخاصة بها تفكر قبل توليد استجابة.

كما تستثمر شركات مثل مايكروسوفت وجوجل وأوراكل المتخصصة في الذكاء الاصطناعي الوكيل، الجهود، بهدف إنشاء أدوات مساعدة بذكاء اصطناعي مستقلة تمامًا، ومتخصصة للغاية. ويتم إدخال هذه الأدوات بشكل متزايد في أماكن العمل؛ حيث تُؤَتمِت مهام المكتب، مثل إنشاء ملخصات الاجتماعات أو جدولة المناوبات.

ولا تزال هذه التكنولوجيا في مراحلها الأولى، ولكن عند تطويرها بالكامل، ستتمكن من التعامل مع طلبات أكثر تعقيدًا، وجدولة الاجتماعات، والتسوق عبر الإنترنت، أو إدارة شؤونك المالية. كما ستتمكن من التحسين الذاتي والتعلم من التجربة، ما سيجعل كل مساعد ذكي مُخصصًا بشكل عميق للمستخدم، ليُنشئ نوعًا من التوأم الرقمي لك لإدارة مهامك.

مركبات ذكية… أكثر أمنًا

2- المركبات ذاتية القيادة:

مع تحسن قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على التعلم من التجارب دون تدخل بشري، ستصبح المركبات أكثر استقلالية.

فعلى الرغم من وجود المركبات ذاتية القيادة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي حاليًا، فإنها تعاني مخاوف تتعلق بالسلامة، ولم تصل بعد إلى مرحلة الترخيص الكامل.

تستثمر شركات مثل عملاق التكنولوجيا «تيسلا»، وشركة صناعة السيارات فورد، وخدمة سيارات الأجرة الآلية وإيمو، في معالجة مشكلات التكنولوجيا وتطويرها بشكل أكبر، لتكون قادرة على نشر السيارات ذاتية القيادة بأعداد كبيرة. كما أعلنت جنرال موتورز وإنفيديا الشهر الماضي عن شراكة لبناء أسطول السيارات الذاتية القيادة المستقبلي، لشركة صناعة السيارات.

الطب الدقيق… حسب الجينات

3- الطب الدقيق المخصص لكل فرد:

يستعد قطاع الرعاية الصحية لإحداث ثورة كاملة بفضل الذكاء الاصطناعي.

يتجاوز الطب الدقيق النهج التقليدي القائم على مقاس واحد يناسب الجميع بهدف تصميم علاج مُخصص لاحتياجات كل مريض، بناءً على عوامل مثل تركيبته الجينية، ونمط حياته، وتاريخه الطبي الشخصي.

يصعب تطوير الطب الدقيق باستخدام التقنيات الحالية، ولكن الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي قادرة على تسريع هذه العمليات، من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات لمساعدة الأطباء على وضع خطط علاجية مخصصة؛ بل وحتى تحليل السجلات والفحوصات للكشف عن الأمراض المحتملة قبل ظهور الأعراض.

تُستخدم هذه التقنية بالفعل على نطاق محدود من قِبل شركات مثل جوجل التي تستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، للكشف عن أعراض سرطان الثدي في صور الثدي الشعاعية.

كما تُستخدم قدرة الذكاء الاصطناعي على مسح كميات هائلة من البيانات لتسريع بحوث الأدوية. على سبيل المثال، قدمت شركة ديب مايند- DeepMind التابعة لجوجل نموذج “AlphaFold 3” العام الماضي، وهو نموذج ذكاء اصطناعي جديد يهدف إلى التنبؤ ببنية وتفاعلات البروتينات والحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين “دي إن إيه”، والحمض النووي الريبوزي “آر إن إيه” وغيرها لتسهيل اكتشاف الأدوية.

منازل ذكية… تتوقع الرغبات

4- المنازل الذكية:

مع التقدم التكنولوجي في الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بزغ فجر المنازل الذكية المجهزة بأدوات منزلية مدمجة بالذكاء الاصطناعي. سيكون هذا الذكاء الاصطناعي مستقلًا وقابلًا للتخصيص، ومن ثم سيكون قادرًا على توقع رغباتك واحتياجاتك؛ إذ إنه سينفذ أعمالًا مثل ضبط إضاءة منزلك ومنظم الحرارة لتحسين استهلاك الطاقة، وتأمين منزلك من المتسللين.

بدأ الذكاء الاصطناعي يشق طريقه إلى منازلنا بالفعل، مع أجهزة مثل أليكسا من أمازون التي حصلت على تحديثها المرتقب الشهر الماضي. ستحفظ أليكسا بلس المُحسنة حديثًا تفاصيل عن المستخدمين لمساعدتهم بشكل أفضل في مهامهم، على الرغم من أن بعض الميزات التي تم الترويج لها سابقًا، مثل إمكانية طلب البقالة، لن تكون متاحة قبل بضعة أشهر.

مدن ذكية… إدارة الطاقة والنقل بكفاءة

5- المدن الذكية:

لن يقتصر دور إنترنت الأشياء IoT المدعومة بالذكاء الاصطناعي على جعل منازلنا ذكية فحسب؛ بل سيُمكِّن مدننا أيضًا من أن تصبح ذكية. وبفضل وسائل الأتمتة والمراقبة الآنية واتخاذ القرارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يُمكن للمدن حول العالم إدارة احتياجات الطاقة والسلامة والنقل بكفاءة واستدامة أكبر.

تستطيع المدن الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي استخدام التوائم الرقمية لتشغيل نماذج الكوارث الطبيعية، وتحديد المناطق المعرضة للخطر، كما تفعل لشبونة “عاصمة البرتغال” بالفعل في حالات الفيضانات في المناطق الحضرية. كما يُمكن لإشارات المرور المدعومة بالذكاء الاصطناعي رصد بيانات الازدحام المتغيرة لتحسين تدفق حركة المرور ومنع الاختناقات المرورية، كما تُمكِّن الشبكات الذكية من تحليل الطلب على الطاقة والتنبؤ به، وضبط عمليات توليد ونقل وتوزيع الكهرباء.

وكذلك يُمكن للمباني المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقليل الهدر، من خلال تحسين خدمات مثل الكهرباء والتدفئة والتبريد، بناءً على نسبة الإشغال.

مع ذلك، لا تزال هناك مخاطر حقيقية للغاية في دمج هذه التقنية في شبكات المدن بأكملها؛ لا سيما فيما يتعلق بمخاوف خصوصية بيانات سكان المدن، بما في ذلك إمكانية استخدام هذه التقنية في المراقبة الجماعية، وقدرة المدينة على الصمود في وجه الهجمات الإلكترونية.

ترجمة نشاط الدماغ إلى أوامر

6- واجهات الدماغ والكومبيوتر:

يمكن لواجهات الدماغ والحاسوب المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تساعد في ترجمة نشاط الدماغ إلى أوامر للأجهزة، ما يساعد الأفراد ذوي الإعاقة على أداء أنشطتهم اليومية. قد يتمكن الأشخاص المصابون بالشلل من تحريك الأطراف الاصطناعية، بينما سيتمكن الأشخاص الذين يعانون حالات تُفاقم صعوبة الكلام، مثل التصلب الجانبي الضموري، من التواصل، من خلال آلات تُمكِّنهم من التحدث أو كتابة أفكارهم.

لا تزال التكنولوجيا اللازمة لتحقيق ذلك في مراحلها الأولى، ولم تتطور بشكل كامل بعد. حتى الآن، زُرعت شرائح الدماغ التي أنتجتها شركة “نيورالينك”، المملوكة لإيلون ماسك التي تقود هذه الصناعة حاليًا، لثلاثة أشخاص فقط.

وعند توسيع نطاق هذه التكنولوجيا بشكل كامل، ستتجاوز مجرد مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقات. يقول المتحمسون لهذه التكنولوجيا إنه يمكن دمجها في الحياة اليومية، لأتمتة مزيد من المهام، أو تحسين تجارب الألعاب، بينما يُشير المنتقدون إلى المخاوف الأخلاقية والأمنية الحقيقية لدمج أدمغة البشر مع أجهزة الكومبيوتر.

أدوات ذكية قد توظَّف للاحتيال… وللكشف عنه

7- كشف الاحتيال:

يتميز الذكاء الاصطناعي بقدرته الفائقة على تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة. ومع تطور نماذج الذكاء الاصطناعي ستصبح أكثر دقة، ما يُقلل من النتائج الإيجابية الخاطئة والهلوسة. وهذا يحمل إمكانات كبيرة لإحداث ثورة كاملة في كشف الاحتيال المالي والوقاية منه.

تستخدم بنوك مثل “إتش إس بي سي-HSBC” وموفرو بطاقات الائتمان، مثل “ماستركارد- MA” بالفعل أدوات الذكاء الاصطناعي، لرصد أنماط الإنفاق غير العادية، وكشف الجرائم المالية.

لكن الجانب السيئ هو أنه مع تطور أدواتنا للكشف عن الجرائم المالية ومكافحتها، تتطور أيضاً الأدوات التي يمكن للجهات الخبيثة استخدامها، لمهاجمة المؤسسات المالية، أو إغراء الأفراد بالتورط في مخططات الاحتيال المالي.

أخبار الذكاء الاصطناعيالذكاء الاصطناعيعالم الذكاء الاصطناعي
Comments (0)
Add Comment