أسهم “تويتر” تنخفض مع تراجع “إيلون ماسك” عن الصفقة

17

 

مايكل رايس

تراجعت أسهم شركة تويتر، بعد أن أعلن “إيلون ماسك” انسحابه من صفقة بقيمة 44 مليار دولار (36 مليار جنيه إسترليني) لشراء منصة التواصل الاجتماعي. ويأتي تراجع “ماسك” بعد زعمه أن “تويتر” فشل في تقديم معلومات كافية عن عدد الرسائل غير المرغوب فيها والحسابات المزيفة على الموقع. وتخطط “تويتر” حاليًا لاتخاذ إجراء قانوني لجعل الصفقة تمضي قُدمًا، حيث تعاملت مع شركة محاماة أميركية كبرى.

من جانب آخر، غرَّد “ماسك” قائلاً: “إن شركة تويتر تحتاج إلى (الكشف عن معلومات الروبوت) في المحكمة”. وقد أتبع ذلك بتغريدة أخرى تتضمن صورة تظهر الممثل الأميركي وفنان الدفاع عن النفس “تشاك نوريس” على رقعة الشطرنج، مع منشور متابعة يقول فيه: “مات الملك” ((Chuckmate.

لقد استقر سعر سهم شركة تويتر عند حوالي 34.40 دولار، كما واصل الانخفاض إلى ما دون سعر الاستحواذ البالغ 54.20 دولار للسهم الذي اتفق عليه “ماسك” ومجلس إدارة تويتر في أبريل الماضي. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها المستثمرون من الرد على إعلان “ماسك” عن رغبته في الانسحاب من الصفقة. وكان “ماسك”، وهو أيضًا رئيس شركة السيارات الكهربائية “تيسلا” Tesl، قد أعلن عن خطط لشراء Twitter في أبريل، لكن تم تعليق الصفقة بعد شهر بسبب الخلاف حول عدد الحسابات المزيفة على المنصة.

تتضمن اتفاقية الاندماج الأصلية رسوم تفكيك بقيمة مليار دولار (830 مليون جنيه إسترليني)، لكن بدلاً من الضغط على “ماسك” لدفع المبلغ، تريد شركة تويتر من رجل الأعمال أن ينافس على الصفقة. فقد كتب رئيس مجلس إدارة تويتر “بريت تايلور” في تغريدة قائلاً: “إن مجلس إدارة تويتر ملتزم بإغلاق الصفقة على السعر والشروط المتفق عليها مع السيد ماسك”.

لقد اتفقت شركة تويتر مع مكتب “ووتش تلي ليبتون روزين وكارتز” Wachtell Lipton Rosen & Katz  في نيويورك، وهو أحد مكاتب المحاماة الرائدة في العالم. وفي هذا يقول “جون كوفي”، الأستاذ بكلية الحقوق في كولومبيا والمستشار السابق لبورصة نيويورك وناسداك، إن “ماسك” ليس لديه “حجة قانونية كبيرة.” وهو ما يعني أنه ستكون هناك معركة كبيرة، لكن من المتوقع أنها سوف يمكن حلها بهدوء. وبالتالي، فمن المعتقد أن “ماسك” لا يتوقع أن يخرج بانتصار من هذه القضية، لكنه يأمل أن يتمكن من خصم 10 أو 20 مليار أخرى من السعر الذي وافق على دفعه.

وعندما وافق “ماسك” على الصفقة في بادئ الأمر، قال إنه يريد تحسين الموقع من خلال هزيمة روبوتات البريد العشوائي، والمصادقة على جميع البشر. إذ لطالما واجه موقع “تويتر” مشكلة في استخدام ما يسمى بـ”الروبوتات” لنشر محتوى غير مفيد أو مضلل بلا هوادة. كما طلب رجل الأعمال أدلة لدعم تأكيد الشركة أن حسابات البريد العشوائي تشكل أقل من 5% من إجمالي مستخدميها. ويعتقد “ماسك” أن حسابات البريد العشوائي أو الروبوت يمكن أن تشكل ما يصل إلى 20% أو أكثر من المستخدمين.

بعد أن وافق “ماسك” في البداية على شراء “تويتر” في شهر أبريل الماضي، انخفضت الأسهم في شركته للسيارات الكهربائية (تيسلا) بنحو 20%. ثم باع “ماسك” ما قيمته 8.5 مليار دولار (6.8 مليار جنيه إسترليني) من الأسهم في (تيسلا)، مما أدى إلى تكهنات بأن الأموال التي تم جمعها سوف تساعد في تمويل الصفقة. ويبدو أن “ماسك” قد انتابه فتور بدرجة ما عندما تقلبت أسواق الأسهم وبدا أن ثروته قد تأثرت عندما انخفض سعر سهم (تيسلا) أيضًا. وبالتالي، فإنه يبحث حاليًا عن مخرج، لكن من الصعب جدًا الخروج من اتفاقيات الاندماج حتى لو كان هناك تمثيل كاذب كما يدعي “ماسك” نفسه، ثم إنه يدعي أن “تويتر” قدَّم بشكل خاطئ كمية الرسائل غير المرغوب فيها على المنصة، ولا يمكنه الخروج من الصفقة فقط لهذا الغرض.

وعندما تواترت الأخبار في البداية عن أن “إيلون ماسك” قدم عرضًا لشراء شركة تويتر، ظن البعض أنها لن تحدث أبدًا. وهنا يبدو التساؤل: هل ارتكب “ماسك” خطأ مكلفًا وتسرع في ملاحقته للشبكة الاجتماعية بهذه القوة والسرعة؟ إنه ربما لم يعتمد على اهتماماته الأخرى، لا سيما شركة السيارات الكهربائية (تيسلا) التي تأثرت بعملية الشراء. إذ تراجعت أسهمها بعد أن تبين أنه كان يستخدم أسهمه كأصل لتمويل الصفقة.

ربما لا يكون هوسه بالروبوتات والبريد العشوائي هو الحل السريع للشبكة الاجتماعية التي اعتقد أنها يمكن أن تحدث إذا تم الوثوق بأرقام “تويتر”. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإن هذا بحد ذاته ليس سببًا قانونيًا قويًا بما يكفي لانهيار الصفقة التي يبدو أنها حطمت بشكل واضح إيرادات “تويتر”.

من جانب آخر، يبدو أن شركة تويتر تعتقد أنه لا يزال بإمكانها أن تفرض ضغوطًا على أغنى رجل في العالم، حيث يبدو أن أيًّا من الطرفين لا يريد أن يدفع رسوم إنهاء الخدمة البالغة مليار دولار، وهو ما يعتبر تغييرًا محدودًا جدًا بالنسبة للملياردير.

إن ما سنراه بعد ذلك، على الأرجح، قد يكون عرضًا منقحًا ومنخفضًا، كما قد يستمر “ماسك” في السخرية من “تويتر” باستخدام منصته الخاصة لتغريداته التي يتابعها نحو 100 مليون متابع.

بالإضافة إلى قيادة شركة تيسلا، فإن “ماسك” هو مؤسس شركة الفضاء SpaceX للصواريخ، ويصف نفسه بأنه “مطلق لحرية التعبير”، وقد تعهد بتخفيف قواعد الإشراف على محتوى “تويتر” بمجرد أن تصبح الشركة تحت ملكيته. فلطالما انتقد “ماسك” حظر “تويتر” لبعض الحسابات، مثل حظر الرئيس الأميركي السابق “دونالد ترامب.” ودعا “ماسك” إلى المزيد من الشفافية حول كيفية تقديم المنصة للتغريدات الخاصة بالمستخدمين، وهو نظام يسمح حاليًا بالترويج للبعض وتحقيق جماهيرية أوسع.

المصدر: مركز سمت للدراسات قسم الترجمات

اترك رد

Your email address will not be published.