مراجعة كتاب: “الذكاء الاصطناعي المرتكز على الإنسان”

39

AI بالعربي –

في حين أتاح التقدم الكبير في خوارزميات التعلم الآلي والعميق الكثير من الفرص أمام البشر لإحراز التقدم في العديد من المجالات المهمة بما في ذلك الطب والعلوم، إلا أن كثيرين يرون أن هذا التقدم ينطوي على العديد من السلبيات، بما في ذلك زيادة معدل البطالة؛ بسبب إحلال الآلات والروبوتات محل البشر.
ويعترض أصحاب الشركات التكنولوجية الكبرى على هذا الرأي، قائلين إن الهدف من هذه التقنيات ليس استبدال البشر، وإنما تمكينهم وإتاحة الفرصة لهم للسيطرة والتحكم في التقنيات والاستفادة منها، وهو الأمر الذي يدعمه “بين شنايدرمان” عالم الكمبيوتر الأمريكي والأستاذ في جامعة “ميريلاند” في كتابه “الذكاء الاصطناعي المرتكز على الإنسان” الصادر في يناير هذا العام.

– يقدم “شنايدرمان” في كتابه دليلاً واقعياً متفائلاً حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في تعزيز حياة الأشخاص، متشككاً في إمكانية أن يتجاوز الذكاء الاصطناعي الذكاء البشري أو يحاكيه حتى بنجاح.
– ويتشكك “شنايدرمان” في حدوث ذلك حتى مع التطبيقات الحديثة المتطورة، بما في ذلك تقنيات قراءة المشاعر.
– ويولي “شنايدرمان” بشكل خاص أهمية لتصميم أنظمة كمبيوتر تعتمد بشكل كبير على المستخدم، والتركيز على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تساعد الأشخاص، ويمكنهم الاعتماد عليها في وظائفهم، مما يبدد مخاوفهم من فقدان عملهم، أو أن تحل الآلات محلهم.
– ويعطي “شنايدرمان” أمثلة على الفرق بين الطرق الشائعة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، والنهج المرتكز على الإنسان الذي يفضله، حيث يقارن المكانس الروبوتية والكاميرات الرقمية.
– ويشير “شنايدرمان” إلى أن المستخدمين يتمتعون بقدر ضئيل من التحكم في المكانس الروبوتية، والتي تحتوي على واجهة مستخدم بسيطة، بها بضعة أزرار، وتقوم بكنس السجاد بمفردها دون تدخل المستخدم.
– في حين تمكن الكاميرات الرقمية المستخدمين على الجانب الآخر من تطوير مهاراتهم في التصوير، وتمنحهم خيارات عديدة تمكنهم من الاستكشاف.
– ويرى “شنايدرمان” أنه في حين يحب الأشخاص المكانس الروبوتية، فإن النهج المستخدم بها عندما يتجسد في شكل أنظمة تعتمد على البيانات يصبح محبطاً ومخيفاً، بينما النهج المستخدم في الكاميرات الرقمية يمكن الأشخاص.
– يطرح “شنايدرمان” عبر كتابه ثلاث أفكار رئيسية؛ إذ وضع أولاً إطار عمل لمساعدة المطورين والمبرمجين على التفكير بشأن تصميم تقنيات الذكاء الاصطناعي.
– وثانياً يناقش “شنايدرمان” قيمة أهداف أبحاث الذكاء الاصطناعي المتمثلة في محاكاة السلوك البشري، وتطوير تطبيقات مفيدة.
– وأخيراً يناقش “شنايدرمان” كيفية تكييف الممارسات الحالية لهندسة البرمجيات الموثوقة، وثقافة السلامة، والإشراف المستقل الموثوق، من أجل تنفيذ الممارسات الأخلاقية في مجال الذكاء الاصطناعي.
– ويعد هذا الكتاب من الكتب القليلة التي تناقش أهمية التصميم الجيد لتقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يمكن الأشخاص من التحكم في الآلات والاستفادة منها، بدلاً من أن تتحكم الآلات في حياتهم.

اترك رد

Your email address will not be published.