عالم ألماني يصمم أنف ذكية عملاقة بما يفتح الباب أمام الاستخدامات الطبية للذكاء الاصطناعي
AI بالعربي – متابعات
كل يوم يشهد الذكاء الاصطناعي تطورًا جديدًا وانتشارًا واسعًا في مختلف مناحي الحياة، اعتبارًا من السيارات ذاتية القيادة، إلى الأجهزة الصغيرة المعاونة المستخدمة في المنازل الذكية، مما دفع العلماء في جميع انحاء العالم إلى التسابق، لتوسيع مجالات استخداماته بدرجة أكبر.
وفي هذا السياق صمم عالم ألماني برنامجا للذكاء الاصطناعي، على شكل أنف بلاستيكية عملاقة، تكشف عن ابتسامة واسعة عندما تنجح في التعرف على نوع الرائحة المعروضة عليها.
ووضع الباحث هورست هلبروك الأنف الذكية، أمام كأس من الويسكي الأيرلندي لاستعراض مهاراتها، وبعد ثوان أضاء وجه أخضر مبتسم شاشة صغيرة على ظهر الأنف، وتمكن برنامج الكمبيوتر الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي من التعرف على رائحة الويسكي، قائلا إنه متأكد بنسبة 99% مما يحتويه الكأس.
ويقول هلبروك “لم نتوصل بعد إلى دقة حاسة الشم التي يتمتع بها الكلب”.
كما يستطيع الجهاز الذكي الصغير أن يشم رائحة الخطر أيضا، بفضل أربعة من قرون الاستشعار القادرة على قياس معدل تركيز غاز ثاني اوكسيد الكربون في الجو، للتفرقة بين المواد في الهواء المحيط.
ويوضح هلبروك قائلا “إننا نريد استخدام هذا الجهاز لنبين أنه يمكن تطبيق الذكاء الاصطناعي في العديد من الاستخدامات، ولم يعد لديك حاجة لجهاز كمبيوتر مركزي لتحقيق هذا الغرض”، مشيرا إلى أن تكلفة مكونات الجهاز تقل عن 110 دولارات.
وإذا تساءل أحد عن الأغراض المفيدة بدرجة أكبر، ويمكن أن يحققها هذا الاختراع، يرد هلبروك قائلا إنه يمكن أن يحذر الناس في حالة وصول المواد الخطرة، إلى معدلات عالية للغاية في أحد المصانع على سبيل المثال، وذلك حتى لا تتسبب في حدوث مشكلات صحية للعمال.
وشعر العلماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة بالدهشة، عندما اكتشفوا أن برنامجا بالكمبيوتر، تمكن من تعليم نفسه الشم في غضون دقائق، وبناء شبكة عصبية تشبه دوائر الشم، التي تستخدمها أمخاخ الحيوانات للتعرف على الروائح.
ويجري الباحثون بجامعة لوبرو البريطانية دراسات منذ فترة، على استخدام قدرة الذكاء الاصطناعي على الشم كأداة لتشخيص الأمراض.
وكتب أندريا سولتوجيو كبير المحاضرين بجامعة لوبرو في تدوينة له، يقول “قام زملائي بمشاركة مني بتطوير نظام للذكاء الاصطناعي، يمكنه أن يشم زفير الإنسان، ويتعلم كيفية التعرف على مجموعة من المواد التي تكشف عن وجود أمراض، وهي مواد يمكن أن نطلقها مع هواء الزفير”.
ويتم بالفعل استخدام الذكاء الاصطناعي في الأغراض الطبية، ويعمل الباحثون بالمعهد الألماني للتوصل إلى وسائل تقنية، لإجراء فحوصات للعين من خلال هاتف ذكي، لتمكين أطباء الأسرة من التوصل إلى تشخيص مبدئي للأمراض.
ويهدف المشروع إلى مساعدة السكان القاطنين في المناطق الريفية، على الحصول على مستويات أعلى من الرعاية الصحية، بدون أن يضطروا إلى السفر لمسافات طويلة للعرض على إخصائيين.
ويوضح هلبروك قائلا “إننا لا نريد أن تحل هذه الأساليب التقنية محل أطباء العيون”، ويقول إن هذه الجهود يجب أن تساعد مرضى السكر على سبيل المثال، بحيث تمكنهم من أن يفحصهم طبيبهم المحلي، بدلا من زيارة إخصائي كل مرة.
ويضيف هلبروك إنه بينما قد لا يرغب بعض الأطباء، في أن تتدخل الآلات في مجالات خبراتهم، فهناك آحرون أكثر انفتاحا يريدون الحصول على الدعم في مهامهم الروتينية.
ويقول خبير ألماني في التأمين الصحي “الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقدم المساعدة في مجال الطب”، ويضيف إن الاختبارات العملية تبين ما إذا كانت التكنولوجيا قادرة، على دعم قدرة الأطباء على تشخيص الأمراض وعلاجها.
ويوضح أنه يتعين على الذكاء الاصطناعي أن يسهل المهام اليومية للأطباء، ويتيح فوائد إضافية للمرضى، برغم أنه من المرجح أن تستخدم هذه التقنية، كأسلوب معاون على أن تكون العلاقة بين الطبيب والمريض محورية، في العملية العلاجية حتى في العصر الرقمي.
ويصف هلبروك نفسه بأنه “مهندس يريد تحسين حياة الناس، ويريد أن يكون في إمكانه أن يجعل تشخيص الأمراض يتم بصورة أفضل”.