الذكاء الاصطناعي
يتردد أخيرًا مصطلح الذكاء الاصطناعي ويشرح المختصون الأدوار التي يمكن أن يقوم بها أو أن يخدمها هذا العلم. فما الذكاء الاصطناعي؟ إنه ببساطة العلم القائم على الذكاء الذي تبديه الأنظمة أو الأجهزة أو البرامج بما يحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها كالقدرة على التعلم والاستنتاج وردود الأفعال. ويتجلى الذكاء الاصطناعي في عدد من الأشكال منها استخدام روبوتات المحادثة وتقديم إجابات أكثر كفاءة، كما يمكنه تحليل المعلومات المهمة من مجموعة كبيرة من البيانات النصية. بمعنى آخر، إنه يتعلق بالقدرة على التفكير الفائق وتحليل البيانات أكثر من تعلقه بشكل معين أو وظيفة معينة. ولأهميته فقد أصبح تخصصا تحتضنه كليات علوم الحاسب الآلي والمعلومات في الجامعات. وعلى الرغم من أن هذا العلم يعد من العلوم الحديثة، إلا أنه سرعان ما استخدم في عديد من التطبيقات التكنولوجية والحياتية المهمة، التي سهلت كثيرا من مناحي الحياة وقامت بأداء وظائف مختلفة كانت فيما مضى مقتصرة على العقل البشري فحسب. ومن التطبيقات التي دخلها الذكاء الاصطناعي بجانب علم الروبوتات خدمة العملاء من خلال الرد على الزبائن والتسوق الإلكتروني، ومن ذلك أيضا تطبيقات اللياقة البدنية مثل الساعات الذكية التي تستطيع حساب السعرات الحرارية والخطوات، ومنها ما طبق على الهواتف الذكية كتقنية التعرف على الوجه، ومراجعة ما يقوم الأشخاص ببحثه بكثرة على الإنترنت لتبث له لاحقا الإعلانات التي تهمه، كما يستفاد منه في مجال الرعاية الصحية حيث يمكن تحليل حالة المريض بناء على بياناته وتوقع الأمراض التي يمكن أن تصيبه على ضوء تلك البيانات، بل وتحديد نوع الدواء المناسب له. وله دور كذلك في استكشاف الفضاء الخارجي من خلال الأقمار الاصطناعية وبناء الخرائط وتقنية تتبع المواقع. المملكة أولت الذكاء الاصطناعي اهتماما كبيرا كمحور رئيس من محاور رؤية 2030 وهذا مكنها من تبوء مكانة رفيعة حيث احتلت المركز الأول عربيا والـ22 عالميا في قائمة أكثر الدول إنجازا في مجال الذكاء الاصطناعي لـ2020.. وقد أشار رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” إلى أن المملكة تعتزم استثمار 20 مليار دولار في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. إنه لمن غير المستغرب أن يرى رواد الأعمال أن الذكاء الاصطناعي سيكون أساس المستقبل لا في المجال الرقمي فحسب، بل في المجالات كافة.