الذكاء الاصطناعي.. ومستقبل التعليم في القرن الحادي والعشرين

76

تركي رباح المخلفي

يعد الذكاء الاصطناعي أحد العلوم الجديدة المعاصرة التي تعتمد على مجموعة من العلوم الأخرى منها: علم النفس واللغات والفلسفة والرياضيات، والتي يطلق عليها تكنولوجيا المعلومات المتقدمة، وعلم الذكاء الاصطناعي هو العنصر الرئيس في تطوير أنماط جديدة من الحاسبات والأنظمة التكنولوجية، وبدأ ظهور هذا العلم في الخمسينيات من القرن العشرين بهدف الحصول على أنواع أكثر ذكاءً وعمقاً تدعم عمليات جمع وتحليل البيانات الأكثر تعقيداً وتوظيفها في اتخاذ القرار في المجالات العسكرية والاقتصادية، ويتكون الذكاء الاصطناعي مما يلي:

* تطبيقات Applications: وتشمل: أنظمة الخبرة، وأنظمة اللغات الطبيعية، والأنظمة الحسية في تعلم اللغة، وبنية الحاسب، ومهارات تعلم الحاسب.

* الوسائل Instruments: وترتبط باختيار المشكلات المرتبطة باستخدام المشكلة، واختيار الوسائل الملائمة، وتصميم وتوظيف الوسائل.

* التقنيات Techniques: وتشمل الانتقال المحدود والبحث المستقبلي.

* الأساسيات Principles: وتشمل تمثيل المعرفة والبحث.

وتتنوع تطبيقات الذكاء الاصطناعي ونظم التعلم الإلكتروني الذكية عبر الإنترنت التي تُعد من أهم النظم الذكية التعليمية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، وهذه التطبيقات كانت نتاجاً لدمج العديد من الأنظمة والتطبيقات في مجال الذكاء الاصطناعي من بينها:

نظم التعليم الذكية Intelligent Tutoring System، تفعيل شبكة الإنترنت Internet، تفعيل الوسائط التعليمية الفائقة Hypermedia، تفعيل التعلم الالكتروني عن بعد Distance E- education.

وتشير العديد من الدراسات عن مدى إمكانية توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي منها أنظمة التعليم الذكية، والنظم الخبيرة، وتطبيقات نظم المحاكاة، ونظم توظيف القدرات الذهنية، وغيرها من الخوارزميات، حيث شكلت هذه التطبيقات منظومة متكاملة من خلالها يتم تطوير وتحديث العملية التعليمية التربوية على مستوى المدخلات والعمليات والمخرجات.

وتعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم من المُبررات الحديثة والاتجاهات المعاصرة في مجالات البحوث التجريبية، حيث تشير الدراسات إلى تنوع التطبيقات التربوية للذكاء الاصطناعي منها التعليم المبرمج، وغيرها من التقنيات فائقة القدرة، ومفتوحة المصادر، وتتحدد أهمية تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم في ملاءمة احتياجات وقدرات الطلاب، بالإضافة إلى العمل وفق أنماط وتفضيلات تعلمهم، ومراعاة معدلات النمو لكل طالب، حيث تبنى البرامج التعليمية على مسارات تراعي الفروق الفردية بين الطلاب، وتزيد من دافعيتهم للتعلم، وتدعم مستويات الانتباه، كما تقدم للطلاب التغذية الراجعة التي توضح مستويات الإنجاز، وجوانب القوة والقصور في المحتوى العلمي، كما تقوم برامج الذكاء الاصطناعي على التكامل بين المواد الدراسية، وتتابع أجزاء المحتوى العلمي، والتأكد من مرور الطالب وإتقانه لكل جزء قبل الانتقال إلى الأجزاء المتقدمة، كما يمكن تقديم المحتوى العلمي بصورة مشكلات يقوم الطالب بحلها وفق مسارات التعلم الذاتي، ومتابعتها من قبل المعلمين وتقديم الإرشادات والتغذية الراجعة، كما يمكن أن تقوم أنظمة التعلم في الذكاء الاصطناعي محل المعلم من خلال برامج التوجيه التلقائي، وتمكين الطالب من مهارات التعلم الذاتي.. ولا يخفى على الجميع مضي وزارة التعليم بقيادة معالي وزير التعليم في هذا التوجه بمباركة ودعم سخي من القيادة الرشيدة الحكيمة يحفظها الله.

اترك رد

Your email address will not be published.