الحوسبة الكمية والذكاء الاصطناعي

11

م. المثنى بشير عربيات

لقد درج في الأونة الأخيرة الحديث عن الحوسبة الكمية والذكاء الاصطناعي وبدت هذه المفاهيم كمفاهيم تمثل المستقبل القادم واصبحت العديد من كبريات المجتمعات لدينا في الأردن تسعى لخلق نقاشات مستفيضة حول ذلك.

والحوسبة الكمية هي التقنية المستقبلية في عالم الكومبيوتر او الحاسوب وهي ثورة قادمة للحوسبة والرقمنة، ويمكن تبسيط مفهوم الحوسبة الكمية بالمقارنة بين استخدام السيارة واستخدام الطائرة،وكل منهما يقوم على مبادىء فيزيائية مختلفة تماماً،وذلك يجعل الطائرة متفوقة في وظيفة النقل والتنقل وتمكننا من القيام بمهام يستحيل على السيارة فعلها،فمثلاً اذا واجهك وادي سحيق او تضاريس صعبة لن يكون لديك مشكلة اذا كنت تستخدم طائرة بينما ستكون مهمتك شبة مستحيلة بإستخدام السيارة،فالسيارة في هذا المثال تمثل الحاسب التقليدي والطائرة تمثل الحاسب الكمي.

ومن الامور التي يقوم بها الحاسب الكمي ولا يستطيع الحاسب التقليدي القيام بها هو موضوع المركبات الكيميائية وتعتبر عملية «محاكاة المركبات الكيميائية» من اصعب العمليات لدرجة ان اسرع حاسوب موجود لدى كبريات شركات الحواسيب اليوم يستطيع محاكاة مركب كيميائي واحد فقط مكون من خمس الى اربع ذرات وذلك لكون محاكاة هذه المركبات قائم على فيزياء الكم.

واما عن الذكاء الاصطناعي فهو مصطلح مركب وببساطة يمكن ان نقول عنه انه كيف نصنع جهاز او برمجية رقمية تشبه وتحاكي ذكاء البشر،ويمكن القول كذلك بأنه من المعروف ان ذكاء الإنسان بيولوجيا موجود داخل «المخ» بمعنى ان كل عمليات الذكاء لدى الانسان تنتج من «المخ»،فالذكاء الاصطناعي هي محاولة محاكاة هذا المخ بجميع وظائفه،فالمخ هناك جزء داخله مسؤول عن الابصار وآخر عن السمع او العواطف وجزء عن التوافق الحركي،والتوافق الحركي مثلاً في الذكاء الاصطناعي يمكن تقسيمه لقسم الروبوتات والابصار يمكن تمثيلها بالذكاء الاصطناعي بface ID،وقسم مسؤول عن الكلام اللفظي مثل تطبيق siri او المترجم الآلي,وبوجه آخر يمكن القول ان الذكاء الاصطناعي هو محاولة محاكاة وظائف مخ الإنسان المتعددة.

وبنظرة مستقبلية الذكاء الاصطناعي سيكون متدرج في تداخله مع حياة البشر فلن يأتي روبوت بيوم وليلة يأخذ مكان الانسان ومهامه في الحياة وسيكون الذكاء الاصطناعي معززاً للأنشطة البشرية بشكل عام وليس بديل عنهم،ويعتبر من اهم تحديات الذكاء الاصطناعي هو ادخال الذكاء العاطفي والاجتماعي على تقنيات الذكاء العاطفي،وقد اعلن ايلون ماسك مؤخراً عن شركة نيورو لنك التي ستنتج شريحة تزرع في مخ الإنسان لزيادة ذكاءه،ولكنها لن تصنع له ذكاء من جديد او من الصفر فتأثير الأجهزة الذكية علينا كبشر هو امتداد لذكائنا.

اترك رد

Your email address will not be published.