الذكاء الاصطناعي والرقمنة المالية والأمن السيبراني تحدد توجهات اقتصاد المستقبل

8

متابعات – AI بالعربي

تسارعت خطوات التحول التكنولوجي في كافة القطاعات الاقتصادية والحياتية، سواء على الصعيد الخاص أو الحكومي، خلال السنوات الماضية، واكتسبت حركة الرقمنة المزيد من الزخم بعد جائحة كورونا، حتى باتت أكثر المؤسسات والاقتصاديين يتحدثون عن نموذج اقتصاد مستقبلي مختلف عن كل ما عرفناه إلى اليوم.

وأفاد عدد من الخبراء في المجال الاقتصادي والرقمي، أن اقتصاد المستقبل وخدماته ستتغير بحيث تصبح أكثر اعتماداً على الذكاء الاصطناعي، سواء في المجال الصناعي أو التجاري أو الخدمات الحكومية، وستكون الأدوات والعملات الرقمية هي الوسيلة لدفع ثمن الخدمات والمنتجات.

وأوضحوا أن العمل ضمن النطاقات الرقمية يزيد من المخاطر الرقمية، وبالتالي ستكون قضية الأمن السيبراني إحدى الأركان الأساسية لنجاح التجربة التكنولوجية وإبعادها عن شبح الاختراقات والاحتيال.

وأشار البعض إلى أن ارتفاع أهمية الأمن الرقمي سيجعل التأمين ضد المخاطر الرقمية أحد أبرز وأنشط منتجات شركات التأمين في المستقبل القريب.

وتفصيلاً رجحت رئيسة قسم التسويق والاتصالات في أكرونيس – الشرق الأوسط وأفريقيا، ماريفا كولامالله، أن تتغير جميع الصناعات بشكل جذري، وخاصة تلك التي تعتمد على التكنولوجيا بشكل أساسي، مثل الاتصالات والرعاية الصحية والسفر، وحتى صناعة الأغذية، لافتة إلى أن الخمسين سنة القادمة لن تكون استمراراً للتقدم التكنولوجي الذي نشهده اليوم فحسب، بل ستكون على الأرجح تسريعاً له.

وقالت «يعتبر الاقتصاد في فترة ما بعد الجائحة اقتصاداً متحولاً تتطور معه الأعمال التجارية والأجهزة التنظيمية لتستقر في مكانها الصحيح، وقد عدلت شركات الأمن السيبراني والعملات المشفرة والمؤسسات المالية من نماذج أعمالها وفقاً لذلك وسوف تكون عنصراً أساسياً في تشكيل الاقتصاد خلال العقود المقبلة».

وأفادت بأن الأشهر الـ12-18 الماضية أظهرت أن تسارع وتيرة التغير التكنولوجي هي القوة الأكثر إبداعاً، ولكن الأكثر خطورة أيضاً في نظام الخدمات المالية اليوم، يكمن في أن العديد من الأفكار والمنتجات الجديدة والفريدة يتم طرحها في السوق، لذا هناك العديد من المخاطر القادمة معها خاصةً في عالمنا الرقمي الذي يعد هدفاً مثالياً لمجرمي الإنترنت.

وأشارت إلى 3 أشياء من المرجح أن تحدث خلال السنوات الخمسين القادمة كتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي، وستكون نماذج الأعمال المتطورة مدعومة من قبل التكنولوجيا المالية، والحماية السيبرانية، كأولويات قصوى للمؤسسات المصرفية والمالية.

ومن جهته أفاد مدير شركة «SoBitX»أولا جوهانس ليند، أن النطاقات التي يتفاعل بها الشخص العادي مع البنوك والتكنولوجيا الجديدة للمستقبل ستعتمد بشكل كبير على التخصيص والتفاعل بين الأفراد، كما ستتغير الطريقة التي تعمل بها البنوك اليوم بشكل كبير في غضون السنوات الخمسين المقبلة، وسنرى المزيد من التعاون في مجال المنافسة بين أصحاب المصلحة الجدد والقطاعات في مجال الخدمات المصرفية وبلوك تشين والأمن.

وقال «على سبيل المثال، تلبي المحافظ الإلكترونية احتياجات الأشخاص الذين ليس لديهم حسابات مصرفية ليكونوا جزءاً من التحول الرقمي، وجعل الحياة اليومية والمعاملات قصيرة وسهلة الإنجاز».

وأضاف “تعتبر شركات الاتصالات اليوم الرابح الأكبر في قطاع التكنولوجيا المالية والبنوك من خلال استفادتها من قاعدة المستخدمين الخاصة بهم والوصول الجغرافي، حيث إن معظمهم يعملون في عدة بلدان، ويمكن أن تضيف على قيمة المعاملات ما لا يمكن للبنك أن يفعله اليوم، مع تبني البنوك المركزية في العديد من البلدان لهذه الرقمنة الجديدة.

وأوضح أن اللامركزية والمزيد من الكفاءة ستؤدي إلى تغيير الأعمال المصرفية والأمن ومجال بلوك تشين تماماً عما هي اليوم، حيث ستصبح ذات قيمة أكبر للأشخاص الذين لا يتعاملون مع البنوك والشخص العادي لجعل حياتهم اليومية أسهل في العالم الرقمي.

وبدوره أفاد المدير التنفيذي لشركة أيدونيوس، جاريت بريستون، بأن الجائحة العالمية سرعت الحاجة إلى خفة الحركة والمرونة والتحول وهو ما سيكون الاتجاه السائد في العقدين القادمين، فالتكنولوجيا تعيد هيكلة الصناعة ونماذج الأعمال الأساسية، الأمر الذي يبدو أكثر تسارعاً عاماً بعد الآخر.

وقال «باتت أصول العملات الرقمية المشفرة مثل بيتكوين وإثيريوم وايدونيوس تمتلك القدرة على حل بعض المشاكل الأكثر إلحاحاً في النظام المصرفي والمالي وإنشاء مستويات جديدة من الانفتاح والحجم والثقة».

وتابع «تشير الدراسات إلى أن ما يقدر بنحو 70% من القيمة الجديدة التي سيتم إنشاؤها على مدى العقد المقبل سوف تستند إلى نماذج أعمال ممكنة رقمياً وإلكترونياً».

وأضاف «مع التسارع الرقمي سيكون مفتاح الأمن هو كيفية استخدام المؤسسات الحماية السيبرانية بفعالية مع معالجة التحول الرقمي وإدارة المخاطر والتحديات الإقليمية الأخرى».

ومن جهته أفاد الشريك الإداري لمجموعة «صحتك» لتكنولوجيا التأمين وإدارة المطالبات الطبية، وخبير التأمين الدكتور حازم الماضي، بأن طريقة حياتنا تختلف يوماً بعد يوم، وبات اعتمادنا على التكنولوجيا والأدوات الرقمية أكثر من أي وقت سبق.

وأشار إلى أن اتساع وتيرة الرقمنة ودخولها في كافة تفاصيل حياتنا اليومية كأفراد وفي الصناعات والخدمات المالية تزيد شهية المحتالين الرقميين، وبالتالي ستبرز أهمية الأمن السيبراني وسيكون الطلب على هذه المنتجات في المستقبل منتشراً بشكل استثنائي.

اترك رد

Your email address will not be published.