“الذكاء الاصطناعي” يغير من وجه مستشفيات المستقبل

11

AI بالعربي – “خاص”

أصبحت المستشفيات تقدم العديد من الخدمات الجديدة، التي تعتمد في عملها على تقنيات “الذكاء الاصطناعي“، وذلك لما تقدمه تقنيات “الذكاء الاصطناعي” من إسهامات كبيرة، في جميع ما يتعلق بالمجال الطبي وفي مختلف التخصصات.

أصدرت “شركة ديلوات للاستشارات” تقريرًا يحتوي على نماذج من الأعمال التجارية المستقبلية، وتناول التقرير مستشفيات المستقبل، وأشار لأنها سوف تصبح أصغر حجمًا وأكثر تخصصًا ومرونةً وعالية الرفاهية، كما أوضح التقرير أن انتشار جائحة فيروس كورونا “كوفيد-19″، قد أسرع من إجراء هذا التحول الكبير.

ومن أبرز الخدمات التي اعتمدت فيها المستشفيات على تقنيات الذكاء الاصطناعي هي عمليات التنظير الداخلي لأمراض الجهاز الهضمي، والذي أسهم في تحسين قراءة الاختبارات الشعاعية، بالإضافة إلى أنظمة المراقبة الرقمية للعلامات الحيوية ومستويات الأكسجين في الدم للمرضى عن بُعد، ومن ثَمّ إرسال الإنذارات والتنبيهات من الأجهزة الموصولة بأسرّة المرضى بشكل تلقائي، إلى أجهزة نداء آلي يحملها كامل أفراد فريق التمريض، مما يؤدي إلى الاستجابة الفورية من فريق التمريض المؤهل، في حال حدوث أي طارئ أو تغيير في العلامات الحيوية أو في مستويات الأكسجين في الدم وغيرها.

اقام الباحثون استطلاعًا للرأي بين العاملين في قطاع الصحة والتقنية وتجارب العملاء، وكان ذلك قبل بدء الجائحة، بعدها قاموا بتنظيم مقابلات مع الخبراء في إبريل من العام الماضي، وقد توصل التقرير إلى أن التوقعات تستشرف تسارع نسق التغيير الذي تحتاجه المستشفيات، حيث قالت “كوليني غيبرييز” الكاتبة المساعدة مديرة “شركة ديلوات”: “اُختُزِل المسار الزمني الذي توقعه الشركاء لحدوث التغيرات”، لذا فإننا سنناقش من خلال هذا التقرير بعض التغيرات التي يرى العلماء أنها ستحدث قريبًا للمستشفيات.

Google's Latest AI Will Determine The Odds Of Your Survival At A Hospital Stay

استخدامات الذكاء الاصطناعي في المستشفيات:

باتت المستشفيات تعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي في الكثير من أعمالها، وفيما يلي نستعرض أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي في المستشفيات:

عمليات التنظير

يجري في الوقت الحالي استكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي، في عمليات التنظير الداخلي لأمراض الجهاز الهضمي وتحسين قراءة الاختبارات الشعاعية، وذلك عن طريق استخدام هذه التقنية في برنامج الجراحة الروبوتية، كما أن تقنيات “الذكاء الاصطناعي” لديها إمكانات واعدة، وذلك بعد أن أصبح التحقيق في أبعاد هذه التقنيات والقدرة على تطبيقها موضع اهتمام أساسي.

ووِفقًا لمتخصين فمن المنتظر أن يتم استكشاف تطبيقات أخرى لتقنيات “الذكاء الاصطناعي”، ستساعد إجراء عمليات التنظير الداخلي لأمراض الجهاز الهضمي، وذلك من خلال الهيكلية التي تعمل المستشفيات على تطويرها في الوقت الحالي، حيث أن “الذكاء الاصطناعي” سيقوم بأدوار هامة في مُختلف التخصصات والأقسام داخل المستشفيات، كما أن هناك خطة تعزز من استخدام تقنيات “الذكاء الاصطناعي” في عمليات التنظير الداخلي، من المقرر البدء في تنفيذها خلال هذا العام.

القدرة على التنبؤ

ما زالت قدرة “الذكاء الاصطناعي”، على التنبؤ ببعض نواحي الرعاية الطبية غير واضحة، لذا فإن هناك أساسيات هامة مطلوبة لضمان الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، وهي تشمل المزيد من التعلم والتعاون مع المؤسسات الأم، وعلى الاهتمام بالعمل مع “مايو كلينك”، وعلى تشغيل “معمل الذكاء الاصطناعي” الذي يتيح التعرف على البيانات الأولية المخزنة لجميع للمرضى، والبدء بعدها في الاستقراء والتعلم على أساس تلك البيانات الأولية لإتمام عملية التنبؤ عبر الذكاء الاصطناعي، حتى يتسنى لنا تطبيقها على المرضى الجدد.

الأنظمة الملاحية

الجراحة تعد من أبرز التخصصات التي تتناولها تقنيات “الذكاء الاصطناعي”، حيث أن جرّاحي الأعصاب والأنف والأذن والحنجرة، يقومون باستخدام “أنظمة ملاحية” تعمل على توظيف التصوير المقطعي في تصميم شكل ثلاثي الأبعاد، وذلك عن طريق مؤشر لمعايرة النموذج مع حدود رأس المريض، أو مع دماغه أو جيوبه الأنفية أو مع الأورام في أي منطقة محددة في المريض.

مكافحة العدوى

يعد جهاز “الروبوت الذكي للتعقيم بالأشعة فوق البنفسجية”، هو أحد الحلول المتطورة للتكنولوجيا التي يتم استخدامها للقضاء على جميع أشكال الجراثيم والفيروسات، الأمر الذي يضمن تجربة آمنة للمرضى والكادر الطبي والعاملين في كل الأقسام والمرافق داخل المستشفيات، ويعتبر هذا الروبوت ابتكارًا ثوريًا في عالم التعقيم الآمن، حيث أنه لا يستخدم المواد الكيماوية التي قد تتسبب في أي نوع من الأضرار، كما أنه لا يترك أي أثر من يقايا عملية التعقيم، كما أن الروبوت به 8 ألوان ضوئية للموجات القصيرة أو الأشعة فوق البنفسجية وغير ذلك، كما يقوم أيضًا بتوفير تغطية بزاوية 360 درجة حتى يتمكن من تعقيم كل الزوايا والاتجاهات، ويتم استخدام الروبوت حاليًا في غرف المرضى وفي غرفة العمليات وفي الممرات، بل حتى في المساحات الكبيرة، والروبوت يتسم بدرجة عالية من الأمان حيث تم تزويده بأجهزة استشعار، تحفزه على التوقف قبل الاقتراب من أي جسم منعًا للاصطدام به.

تحويل المستشفى إلى دار ضيافة

تقليل قبول أعداد المرضى ورفع درجة تخصص المستشفى، يؤدي إلى استغلال المساحات المتبقية من استضافة أسر المرضى للمبيت مع المريض، في إنشاء مطاعم ومتاجر تخدم كلًا من أسر المرضى والعاملين في المستشفيات، وبهذا الشكل تتمكن المستشفيات من تقديم رعايةً متكاملةً للمرضى وأسرهم وللعاملين لديها.

غرف مرنة ومساحات ذكية

ستتحول غرف المستشفى إلى غرف ذكية، وهي تختلف عما اعتدنا عليه، فالمستشفيات اليوم تضُمُّ غرفًا متعددة الأنواع تم تصميمها لتقديم مختلف الخدمات، وذلك بدءًا بغرف الطوارئ وغرف العناية بحالات الرضوض، وصولًا إلى غرف العمليات والشفاء، حيث أن عملية نقل المرضى من غرفة إلى أخرى ترفع من خطر إصابتهم بالعدوى، والغرف المستقبلية ستتضمن جدرانًا متحركةً وتقنياتٍ مدمجة، كما انها ستعمل على توفير جميع ما يلزم لتقديم شتى أشكال الخدمات الطبية متى ما دعت الحاجة، مما يعني أن مريض السكتة الدماغية سيتلقى علاجه في غرفة مشابهة لتلك التي يتلقى فيها مريض كسر العظام علاجه، أما عمليات القلب المفتوح فهي تتطلب غرفًا عالية التخصص، لكن إطلاق هذه الغرف الذكية يتطلب قرارًا بإعادة بناء المستشفى أو بتجديدها على الأقل.

التأقلم مع المتوفر

سيتغير حجم المستشفى تلقائيًا مع تغير طرق تقديم الرعاية الطبية، وستصبح خدماتها أكثر تخصصًا، كما أن عدد الزيارات غير المرتبطة بفيروس كورونا إلى المستشفى سينخفض أثناء الجائحة، وهو ما دفع مدراء المستشفيات إلى التفكير بطريقة تساعدهم على التأقلم مع الوضع الراهن، والذي أدى بدوره إلى انخفاض الأرباح وبالتالي تقنين المصاريف، الأمر الذي دفعهم إلى توجيه ميزانيتهم لدعم من يرغبون في الاستثمار.

اترك رد

Your email address will not be published.